في تصريحه الأخير.. “قائد السبسي يعترف ..بمعاداة الدولة للشعب
لا تكاد تجد للحكام الذين ابتلينا بهم قولا ولو يتيما يصدقون فيه الشعوب ..إلا إذا تعلق الأمر بحديث يعبرون فيه عن محاربتهم للإسلام بوصفه مبدأ تنبثق عنه أنظمة تعالج جميع المشاكل من حكم واقتصاد واجتماع.. في هذه الحالة فقط تنطق ألسنتهم بالصدق لأن كلامهم حينها يكون موجها بالأساس إلى أولياء نعمتهم في الدول الاستعمارية التي انتدبتهم من أجل غاية واحدة وهي تشكيلهم لجدار صد متقدم يحول دون استئناف الحياة الإسلامية, وطمس الحكم الشرعي في أي مجال كان, إنهم لا يتورّعون عن المجاهرة بمحاربتهم للإسلام وأحكامه والتبجح بنجاحهم في منع شريعة الرحمان أن تساس بها شعوبهم ..أو قل بخيبتهم التي ملأت الآفاق بتعطيلهم لأحكام الله في الأرض, فالعمل على تعطيل شرع الله لا يعتبر نجاحا بل هو خيبة ما بعدها خيبة و خسران لا نظير له.
قلنا حكام الضرار لا صدق في ما يقولون إلا في إعلانهم لمعاداتهم للأمة ودينها, وهذا ما أثبته صاحب الهيبة ” الباجي قائد السبسي” في تصريح أخير في القناة “البنفسجية” قناة ” الوطنية1″ حيث جلس مزهوا ونطق بما تزول له الجبال, لقد تطرّق إلى إلغاء المرسوم 1973 المتعلق بمنع زواج المسلمة بغير المسلم وقال إنه اتخذ هذا الإجراء في إطار تطبيق الدستور الذي يعتبر الدولة التونسية دولة مدنية ليس لها مرجعية دينية لكن الشعب التونسي في المقابل في غالبيته مسلم….” وللتوضيح لا يمكن هنا القول بأن “قائد السبسي” بلغ من العمر عتيا ويعي ما يقول وإنه يهذي..قطعا لا, إنه يعني ما يقول ويدرك معنى كل كلمة قالها, إن دولته مدنية ..ودستورها وضعي ..والتشريع في نظره من مشمولات البشر ولا دخل للخالق فيه..وكل ما هو من الإسلام يجب حذفه وشطبه نهائيا ..نعم تلك هي دولتهم وذلك ما سولت لهم أنفسهم وعقولهم المتعلقة بأسمال الحضارة الغربية من أجل عرض الحياة الدنيا متاع أوّله خزي وآخره عذاب أليم, والأعظم منه غضب وسخط من الله..”الباجي قائد السبسي” تعمد التعرض في حديثه لعقيدة الشعب التونسي حتى يؤكد للمسؤول الكبير أنه أدى واجبه على الوجه الأكمل فالشعب عقيدته عقيدة إسلامية ينبثق عنها نظام لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينفصل عنها فكرا ووثوقا, إلا إذا كان هنالك فصل قسري بالحديد والنار, وهذا ما نجح فيه المستعمر, أو بزرع العملاء والخونة في جسد الأمة ثم بالتلبيس على المسلمين, وهذا ما نجح فيه “السبسي” ومن على شاكلته بعلماء السوء المتمسحين على بلاط قرطاج كمفتي الهارب بن علي “عثمان بطيخ” ومن على شاكلته, إن الشجرة لا تثمر بل لا تنمو أصلا إن مُنِع عنها الماء وحُرمت من الرعاية والعناية, ولا تلبث أن تجف أوراقها وتموت أخصانها, وهذا تماما ما تباهى به رئيس الدولة بالوكالة ” الباجي قائد السبسي”. لقد قطع أوصال الشعب إذ سلط عليه دولة قوانينها لا تمت لعقيدته بأية صلة, فهو كمن منع الماء والتربة الصالحة لحياة شجرة مثمرة فأدركها الهلاك, فأهل تونس وسائر المسلمين أوشكوا على الهلاك وشارفوا على الفناء بسبب دول مدنية تناقض من بابها إلى محرابها عقيدتهم الأصل, بل هم اضمحلوا فعلا وسط الموقف الدولي بعد أن كانوا أسيادا للعالم لما كانت لهم دولة تحكم بنظام منبثق عن عقيدتهم ألا وهو الإسلام العظيم.
إن الدولة المدنية التي يفتخر بها ” السبسي” دونما تعريف حقيقي لمعنى “المدنية” هي العدوة رقم واحد للشعب, كيف لا وهي تسوسه بما يناقض عقيدته, ولهذا كان الضنك وشظف العيش, وتحكم المستعمر في كل مفاصل حياته..فالثروات تنهب والأعراض تنتهك, والرذيلة تتفشى و تزداد يوما بعد يوم..والسبب الدولة المدنية ودستورها اللقيط الذي يقنّن الفساد والتفسخ بدل ردعه, لا سيادة ولا كرامة ..بل ذل مهانة, يسقينا المن الضيم والحيف فصولا وقوانين بلا هوادة, ويلقمنا هوانا بدل الخبز صباحا مساء وحتى الأحد, لأن ما يسمونه سفارات أجنبية وهي في الحقيقة أوكار تجسس لا تغلق أبوابها ولا حتى نوافذها ولا تعترف بالعطل..و “سبسي” وبطانته لا يدركهم النّصب وهم يقدمون فرائض الولاء والطاعة لأسيادهم في كل تلك الأوقات, إنها دولة عدوة لشعبها ولهذا جعلته فريسة سهلة المنال لجزاري صندوق النقد الدولي ليمعنوا فيه ذبحا وسلخا وقطعا للأرزاق, وما كان ذلك ليحدث لو لم تسلط على الشعب سياط نظام لا يمت لعقيدته التي يطمئنّ إليها بصلة, دولة أقر ” السبسي” أنها الإسلام, دولة تنصب العدء لشعبها وتحكمه بالقهر والقسر, لهذا وضعوا له نظام تعليم لا ينتج في أحسن الأحوال غير الجهل, وما كان ذلك ليحصل لو لم تفصل دولة ” السبسي” المدنية الإسلام عن عقيدة الشعب.
إن آثار عداء هذه الدولة وعنفها المسلّط على الناس لا تحصى ولا تعد, حقيقة مؤسفة مؤلمة في آن, ولا نخال أن هناك عاقلا لا يدركها, فنحن نتلمسها ونراها رأي العين أين ما ولّى المرء وجهه ..وجميعها نتاج حتمي لمعاداة الإسلام و أحكامه…
حسن نوير