قبضة أوروبا في تونس تستحكم و”ساسة” البلاد يثبتونها
الخبر: رئاسة البرلمان: وفد برلماني أوروبي سيزور تونس للمشاركة في جلسة عامة لمجلس النواب
نشر يوم الأحد 13 فيفري 2022، النائب بمجلس نواب الشعب المجمّدة أعماله ماهر المذيوب بلاغا إعلاميا عن رئاسة مجلس نواب الشعب حول زيارة وفد برلماني أوروبي تونس للمشاركة في جلسة عامة لمجلس نواب الشعب.
التعليق:
منذ إسقاط الخلافة العثمانية وانفراد الإستعمار بحكم تونس ثم تولي الخونة والعملاء فيها الحكم، صارت البلاد مرتعا للطامعين ومزارا للباحثين عن موطئ قدم عمالة وخيانة من بين أبنائها يقلدونهم كراسي العرش ليتواطؤوا معهم على نهب البلاد وتفقير العباد, فكان بورقيبة الذي فتح البلاد على مصراعيها للغرب لتغريب المسلمين عن دينهم ومحاربة الإسلام ومد أواصر المحبة والإخاء للأعداء فكان لهم خادما وكانوا له ظهيرا.
رحل صاحب الجرم الأكبر ليحل محله ابنه البار في العمالة, “بن علي” ليواصل نهج الاستقواء بالخارج ضد أبناء الداخل دون أن يعبأ بما قد يلاقيه من غضب الناس وغضب الله إلى أن أطاحت به ثورة 2011 ليفر هاربا دونما سند وظهير.
واليوم يستمر نفس المشهد المقزز بحكام جدد, لكن بنفس السياسات, فمنذ إعلان 25 جويلية وانقلاب الرئيس على النفوذ البريطاني بدعم فرنسي وسعيه الجاد لتطهير النفوذ القديم، بات الوسط السياسي في تونس متأرجحا بين حبلين، الحبل البريطاني القديم ممثلا في حركة النهضة وزعيمها الغنوشي وحكام تلك الفترة والحبل الفرنسي الجديد ممثلا في الرئيس قيس سعيد ومن توافق معه, وباتت الحلبة مسرحا لمعركة كسر العظام، ففي الوقت الذي يستقوي فيه الرئيس بفرنسا ودعمها يستند الفريق الثاني لداعميه من أوروبا وبالخصوص بريطانيا ومن لها معهم من الدول اتفاقات وتحالفات, وفي هذا الإطار تتشكل الوفود ذهابا وإيابا من الإتحاد الأوروبي ومن أمريكا دعما للبرلمان التونسي الذي يمثل وجه بريطانيا.
هذا الحضور البرلماني يأتي بالتنسيق مع رئاسة البرلمان التونسي المتمثلة في راشد الغنوشي للمساعدة في إعادة البلاد إلى ما قبل 25 جويلية ولإنقاذ الديمقراطية الناشئة على حد زعمهم. لقد بات لتونس بفضل التدخل الأجنبي وسياسات الاستقواء بالخارج، ديمقراطيتان، ديمقراطية الرئيس وديمقراطية “الشرعية” كما يحلو لهم تسميتها، ديمقراطية “الحق” وديمقراطية الباطل, وكل يصل نفسه بالحق وهذا الحق يتوقف على البرلمانات الاستعمارية لترشدنا إليه وسط هالات الانبهار وإعجاب المغلوب على أمره.
ديمقراطية ما قبل 25 جويلية باطل وديمقراطية ما بعده باطل أيضا, ومن تعلق بأستارها مجرم وخائن, ومن جعل قبلته الغرب بشقيه الفرنسي أو البريطاني أو حتى الأمريكي هو عدو بامتياز لدينه وربه ورسوله وأمته، حتى لم يعد من حاجة للوقوف على جرائم الديمقراطية التي حُكمنا بها منذ بورقيبة إلى الآن وما باتت حيلة الديمقراطية الناشئة والوليدة لتنطلي على هذا الشعب المسلم الذي لا يدين بالولاء إلا لعقيدة لا إله إلا الله محمد رسول الله، ولن يهنأ إلا بكنس هذه الطغمة العميلة السابقة واللاحقة المتسببة في عذاباته, ويستريح من عناء هذا التوَهان العلماني الطويل بإرساء دعائم دولته العادلة دولة الإسلام, الخلافة على منهاج النبوة.
وصدق من قال:
أكيس الكيْس التقوى، وأحمق الحَمَق الفجور، وأصدق الصِدْق الأمانة، وأكذب الكذِب الخيانة.
اللهم ارفع عنا حمق وفجور وكذب وخيانة حكام هذا الزمان وأكرمنا بحكم الكيّس التقي الصادق الأمين.
أ.علي السعيدي
CATEGORIES محلي