كفاكم إشاعة للفاحشة في البلاد

كفاكم إشاعة للفاحشة في البلاد

لا يسعنا أمام فظاعة أعمالك ورداءة ما تقدمه يداك إلا انتقادك. نعم…لا ننقدك بل ننتقدك.. فما أنت فيه لا يرتقي إلى مستوى أفعال أسوياء العقول, ولا إعلاميين, تبث سمومك ليلا نهارا لتحطم الأجيال بضوء أخضر من سلطة العار التي ترى وتسمع وتتلذذ بإفسادك للمجتمع.

تماديت طيلة العقد الأخير في نشر الفضائح والرذيلة على تلفاز ندفع معاليمه لتبث لنا عبره سمومك. راوحت بين السيناريوهات المفبركة والقصص الحقيقية لكسب أعلى نسب مشاهدة، فافتخرت بها وغرتك نفسك, وماهي في الحقيقة إلا سيئات جارية.

همك في هذا ليس الربح المادي وحسب, فإعلامك هادف, نعم هادف إلى غاية دنيئة, وتحمل قضية مصيرية بالنسبة لك ولأسيادك ألا وهي هدم الأخلاق وتحطيم الأعراف وجعل المحظور متداولا بين الناس واختزال الكبائر في أخطاء مبررة, وجعل المجاهرين بالفواحش ضحايا عائلاتهم ومجتمعهم. وما نحن إلا ضحاياك وضحايا هذه الدولة التي تفسح لك وللقنوات التي تدعمك وتموّلُك المجال لبث برامجك الهدّامة.

ومؤخرا أخذتك العزّةُ بالإثم فلم تكتفي بالتلفاز وانتقلت للإذاعة حاملا معك حزمة من الخبائث لتخدش الحياء أكثر. ولتصل إلى المسامع أكثر وأكثر, لم تلتجئ للإيحات كما هو الحال في البرنامج التلفزي, تكلمت بكل تجرّأ ووضوح أنت والمتدخلون معك عن أبشع العلاقات الممنوعة التي تعرفها المجتمعات. فتمكنت في ظرف أسبوعين من إثارة اشمئزاز الناس وإذهالهم, وما تسمى بالهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي البصري (الهايكا) تُراقب “انتاجك الوافر” من الغسيل الإجتماعي الذي يُعَذُّ نتاجا حتميا للمنظومة الحتمية التي تقدس التبعية العمياء للغرب والتفسخ الأخلاقي الهدام للأسَر, تلك الهيئة ترقبك بعين الإعجاب, كيف لا هو يُعد من مقتضيا “حرية الضمير التي نص عليها دستور أهل البيان المبدعين في قوانين العمالة في كل الأزمان.

تفتخر ب2000 متابع على المباشر في الليلة ولا تكترث لآلاف التعاليق التي تنهاك عما أنت فيه كأنك لا تخاف لومة لائم في تحديك لله الذي يسمعك.

إن الله عز وجل قد توعّد الذين يحبون إشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم ويفسدون دين الشباب وضعاف العقول والإيمان، بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة, فقال سبحانه وتعالى: إِنَّ الَّذِين يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{النور:19} فما بالك بمن يشيعها ويذيعها بالفعل عبر الفضائيات…

لو كانت لنا دولة تطبق الإسلام ومبدأه العظيم فيحيا فيها المجتمع تحت ظل منظومة إجتماعية متوافقة مع فطرته فتعالج جميع مشاكل الأفراد رجالا ونساء وتضبط علاقاتهم وفق ما يُرضي الله ويُحيي الناس في تآخ وحياء واحترام، وفق النظام الذي يولد الاستقرار والطمأنينة والسعادة, لما تمكنت أنت وأمثالك من الاسترزاق بنشر الرذيلة والفاحشة ولوجدت رجال دولة بحق, مسئولين يعضونك ويردعونك ويكفون أذاك على الناس.

فاتق الله يا عبد الله، فحكم الإسلام قادم وسلطانه قائم بحول الله وقدرته.

}وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّه بِعَزِيزٍ.{

   رحمة  أمين

CATEGORIES
TAGS
Share This