منذ الدقائق الأولى لوقوع عمليّة التفجير التي استهدفت يوم الاثنين دوريّة الأمن وسط العاصمة وقبل انتظار أي تحقيق لمعرفة دوافعها ومن يقف وراءها، انخرطت كتيبة من الإعلاميين والمتعيشين من السياسة في الاستغلال الرخيص لهذه الحادثة وتوظيفها لمحاربة الإسلام وتحريض السلطة وأجهزتها ضد كل ما له علاقة بالإسلام من قريب أو بعيد كالمدارس القرآنيّة والكتاتيب.
إننا في حزب التحرير/ ولاية تونس كنا قد حذرنا أهلنا في تونس ومنذ انطلاق مسلسل هذه الأعمال الإجرامية الموقوتة بحرارة الوضع السياسي والتي يُراد لها أن تكون ترياقا لفشل الحكّام، أو لتحقيق مناورات سياسية وحزبية دنيئة. ونفضح مرة أخرى هذا النشاط المحموم في التوظيف السياسي الرخيص لهذه الأحداث وتهيئة الأجواء نحو زيادة القبضة الأمنية على البلاد والعباد وعدم المساس من الدولة العميقة الغارقة في الفساد والتبعيّة.
وعليه فإننا نحذر من السياسيين الفاشلين العاجزين عن تقديم أيّ بديل لعلاج مشاكل الناس ولم يبق لهم سوى الارتزاق السياسي عبر محاربة الإسلام وأهله واتخاذ الأعمال الإجرامية وسيلة لذلك، ونؤكّد أنّ يوم حسابهم قد اقترب لأنّ دماء المسلمين من عسكريين وأمنيين وأبرياء لن تذهب هدرا، فـ«لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» رواه الترمذي.