كما كانت في عهد المخلوع, وزارة الشؤون الدينية تستجوب الأئمة

كما كانت في عهد المخلوع, وزارة الشؤون الدينية تستجوب الأئمة

الخبر:

وجهت وزارة الشؤون الدينية استجوابا إلى إمام جامع المرازقة بالحمامات من ولاية نابل وذلك على خلفية فحوى خطبة صلاة الجمعة التي تطرق فيها إلى الإرتفاع المشط للأسعار وإنهيار المقدرة الشرائية للمواطن منتقدا ضعف الحكومة في مواجهة هذا الإرتفاع المتواصل وخاصة الوعود الواهية التي أطلقها رئيس الحكومة بالتخفيض في الأسعار.

التعليق:

قال تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم}.

لقد أحكمت السلطة سيطرتها على المساجد, فهي التي تضع الأئمة والخطباء وحتى العملة وتعد الخطب والدروس التي تدعو إلى السكوت عن الحاكم الظالم لأهله وبلده, وعدم التعرض إلى أعماله وان وصلت حد الخيانة الموصوفة واستهداف دين الإسلام وتدجين أحكامه واستبعادها عن الحياة العامة.

فقد أزالوا كل ما في الإسلام كنظام حياة وأحكام شرعية وأولها ما يخص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي غرقت فيه جماعة التكليف الغربي المفضوح والمفروضة على حكم البلاد بالنظم المرفوضة من قبل أغلب أهل تونس منذ عقود,… وأبقوا على بعض الشعائر والعبادات الخاصة بالفرد كالصلاة والصوم وصلاة التراويح والعيدين التي جعلوا منها أيضا مناسبات فولكلورية في قالب صوفي يخرجهم في شكل رعاة الدين المحافظين, وهم أوّل معاول هدم هذا الدين القويم.

لقد أفرغوا الإسلام من محتواه وقدموا لنا إسلاما جديدا معدّلا على المقاس الغربي يتماشى مع ما ريرفع دجّالوا العالم من زعماء الغرب الكافر المستعمر من مقولات التسطيح والتمييع مثل القيم الإنسانية ومبادئ حقوق الإنسان وغيرها التي لا نرى منها شيئا في حروبهم المفتوحة على المسلمين شرق المعمورة وغربها.

 فحكامنا ليسوا سوى عملاء لدى أسيادهم الغرب يطبقون سياساته ويضمنون مصالحهم وشهواتهم في بلادنا وأولها ضمان إضعاف شوكة المسلمين باستبعاد الإسلام عن الحكم بينهم في جميع مجالات الحياة, وما هذه الرقابة الشديدة على بيوت الله تدجين الخطب والانحراف بدور المسجد وعزله عن الخوض في شؤون المسلمين إلّا دليل على تأكيد سلطة “المسؤول الكبير” على مضيها في تركيع المسلمين لصالح النظام العلماني الظالم واستمرارها في الوفاء للغربي المستعمر بضمان الحيلولة دون استيقاظ المسلمين واسترداد دور الإمام لديهم كقدوة في الفكر والتطرق لمشاكلهم الحياتية وطرح الحلول لها من نظام يرضي العباد ورب العباد.

وإن ما فعلته الوزارة لهو خير دليل على استحكام خوف الغرب من بشائر الهبة الجماعية للأمة وبداية دبيب الفكر والتفكير في مشاكلها كونها مربوطة بعدم آداء الحاكم لواجبه كما فرضه الله عليه, ما جعل الغرب يرتعد وتختلط أوراقه, فيعطي لوكلائه كيلا أوفى على المعتاد من الأوامر بتشديد الحراسة والرقابة على دور عبادة المسلمين والحرص على إبقائها خواء لا ترتبط بما يقترفه الوكلاء من وزراء ومسؤولين من جرائم في حق الشعب والأمة.

ولنا أيضا في ثورة الجزائر خير دليل على ذلك, فهي انطلقت من المساجد وأرعبت الغرب وعملائه, ما جعلهم يحكمون القبضة على كل نفس إسلامي مهما كان, ليمنعوا رفع عناوين إسلامية في تلك المظاهرات المليونية التي شهدتها كل يوم جمعة تخرج من المساجد.

إن هذا المكر الشديد للإسلام وللمسلمين لن يدوم طويلا فهو إلى زوال, فالله جلّ وعلا يقول في محكم تنزيله: { ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}.

وستعود المساجد بإذن الله إلى أصحابها تصدع بالحق حيث يعقد فيها اللواء وتنطلق منها الجيوش تنشر الإسلام رحمة للعالمين.

أحمد الخياري

CATEGORIES
TAGS
Share This