طالبت السلطة الفلسطينية بعقد اجتماع افتراضي طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في أقرب وقت ممكن لبحث الخطوات لمواجهة نية (إسرائيل) ضم أجزاء من الضفة الغربية، وقال مندوب فلسطين بالجامعة العربية دياب اللوح اليوم الخميس – في بيان – إن تنفيذ المخطط (الإسرائيلي) بضم الضفة الغربية أو أجزاء منها يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية.
وفي ذات السياق هدد رئيس السلطة محمود عباس “بإلغاء كل الاتفاقات والتفاهمات التي أبرمتها السلطة مع (إسرائيل) والولايات المتحدة في حال أعلنت تل أبيب ضم أي جزء من أراضي الضفة”. (الجزيرة نت)
التعليق:
يتحرك كيان يهود بخطوات متتابعة لتنفيذ بنود خطة السلام الأمريكية “صفقة ترامب” والتي من ضمنها ضم منطقة الأغوار ومستوطنات في الضفة، وتساوي بمجموعها ثلث الضفة الغربية والتي اعتبرها بنيامين نتنياهو وبيني غانتس قطبا الحكومة في كيان يهود فرصة ثمينة لا تضيع وقد شكلت أحد العوامل التي حفزتهم لتجاوز خلافاتهم والاتفاق على حكومة وحدة بالتناوب بينهما مع توزيع للحقائب الوزارية بعد انتخابات للمرة الثالثة.
وهذا التوجه الواضح للضم يعززه الإعلان عن الإجماع بين أطراف الحكومة على قرار الضم وتحديد موعد هذه الخطوة بأنها سوف تكون في شهر تموز وكذلك الرد الأمريكي على هذا التوجه، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تعليقاً على إعلان كيان يهود “إن اتخاذ قرار بشأن ضم أجزاء من الضفة الغربية يعود في نهاية المطاف لـ(إسرائيل)، وإن واشنطن ستبدي موقفها بهذا الشأن للحكومة (الإسرائيلية) الجديدة بشكل غير معلن” وهو ما يجعل مسألة الضم مسألة وقت.
في ظل هذا التحرك والتآمر على أهل فلسطين وقضية المسلمين نرى تخبط السلطة وإفلاسها وتمسكها بوسائل وأساليب ضيعت القضية وخدرت الأمة وجيوشها لعقود طويلة، فتدعو لاجتماع افتراضي لمجلس جامعة الدول العربية التي لا تجيد سوى الإدانة والتنديد وبنغمة منخفضة في الآونة الأخيرة، ويلجأ رئيس السلطة إلى تهديداته التي أصبحت محل تندر لكثرتها وترافقها في كل مرة مع التأكيد على استمرار التنسيق الأمني والسياسي مع كيان يهود..
إن مسألة الضم باتت مسألة وقت وهذه مصيبة جديدة سوف تحل على القضية وعلى أهل فلسطين ولها تبعاتها الأمنية والسياسية عليهم ولا سبيل لدفعها إلا باستنهاض أمة الإسلام وجيوشها للتحرك من فورهم فيقتلعوا كيان يهود من جذوره ويخلصوا أهل فلسطين من شروره، أما التعويل على الشرعية الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة وأوروبا والصين والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والشرعية الدولية كما فعلت وتفعل السلطة إلى الآن فهذا لن يوقف مخططاً أو يردع عدواً ولن يجلب سوى مزيد من بطش الأعداء وتماديهم في تنفيذ مخططاتهم والواقع الحالي يشهد على ذلك لمن غفل عن الحقائق السياسية والأحكام الشرعية واتبع أماني الأعداء ووعودهم.