قال باحث تركي يوم السبت خلال حديثه في مؤتمر في إسطنبول، إن مقتل حوالي 12.5 مليون مسلم في الحروب التي دارت خلال السنوات الـ 25 الماضية حقيقة لا مفر منها. “وفقاً لبحث حديث، وصل عدد المسلمين الذين لقوا حتفهم في الصراع والحروب في العالم في السنوات الـ 25 الماضية إلى 12.5 مليون، وهذا يرقى إلى حد ما إلى خسائر الحرب العالمية”. (Daily Sabah)
التعليق:
لأن هذا الرقم بالطبع ليس أكيدا، فهذا يعني أن الأرقام ربما تكون أعلى بكثير بسبب الإجراءات الإدارية الفاسدة المتهورة دون مساءلة صارمة.
12.5 مليون مسلم لقوا حتفهم في الحروب في السنوات الـ25 الماضية: دعونا نضع هذا في المنظور:
هذا ذاته هو عدد سكان تونس (11،783،168) أو مجموع سكان لبنان وليبيا وفقاً لموقع worldometers. الآن هذا هو عدد سكان شعب بأكمله إذا ما تم جمع عدد ضحايا المذابح في منطقة واحدة… ولكن هذه ليست هي المشكلة فسواء أكان العدد واحدا أو ألفا أو مليونا، فإن دم كل شخص يسفك بثمن بخس على أيدي الغرب الكافر المستعمر وبإملاءاته هي جريمة خطيرة. لقد رأينا اندفاع الأوروبيين لأجل حريق كاتدرائية نوتردام والرعاية الفورية الساعية لإعادة الإعمار في غضون ساعات، بينما وقف الجرائم الوحشية ضد الإنسانية في جميع أنحاء أفريقيا وآسيا ونحوهما يأخذ وقتا ويُتمادى فيه بسبب إرجاعه دوما إلى الأمم المتحدة والمحكمة الدولية… وبالمناسبة فإن سجلهم سيئ السمعة في عدم القيام بأي شيء، ومثال ذلك كيان يهود المغتصب الذي ما زاده ذلك إلا زيادة في جرائمه ضد أهل فلسطين ومنحه الرخصة للقتل والتدمير باستخدام تكتيكات الأرض المحروقة… كل ذلك باسم الدفاع عن النفس. هذه نقطة مختصرة، لكن ماذا عن سكان الإيغور المسلمين في جهنمهم على الأرض عبر احتجازهم في سجون الاعتقال وأطفالهم المكدسين في معسكرات في محاولات علمانية كافرة لغسل أدمغتهم ونحتها لإيجاد جيل جديد منهم تائه بعيد عن العقيدة الإسلامية؟!
للتأكيد أكثر على ذلك، ففي تقرير للأمم المتحدة غير مثير للدهشة جاء فيه: “كانت الحكومة الأفغانية والقوات الأمريكية والدولية مسؤولة عن مقتل عدد أكبر من المدنيين في أفغانستان في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2019 مقارنة بطالبان وتنظيم الدولة، وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة الأربعاء United Nations report”. (CNN). إن هذا النوع من التقارير يحطم الرواية التي أُقحمت في أفواه الناس عن أن المسلمين أصل العنف و(الإرهاب) وأنهم جزء مما يسمى بالدين العنيف. يقتل الكافر بشهوة عميقة ممزوجة بالاستياء الشديد والكراهية للإسلام والمسلمين، وربما يحاولون إنهاء ما بدأته الحروب الصليبية، لكن مع ميزة رأسمالية هدفها نهب الموارد الطبيعية للبلاد الإسلامية في الوقت الذي يقتلون فيه أهل البلاد المسلمين عن عمد وقصد.
وفي الوقت الذي تنهي فيه الأمة شهر رجب الهجري الذي حلت فيه ذكرى هدم الخلافة في عام 1924م، ندخل قريباً شهر رمضان المبارك، شهر الانتصارات، وإذا لم تدفعنا هذه الأنواع من التقارير كمسلمين نؤمن بأن الطريقة الوحيدة لحماية المسلمين وكف لعنة الكفار الوحشية عنهم لا تكون إلا بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، إن لم تدفعنا فماذا نحتاج أكثر؟! لقد جرب الناس الأساليب الغربية العلمانية وأدت مساراتهم إلى مزيد من سفك الدماء وتفتيت الأمة وبلادها. نحن في عصر وعي أفضل ونحتاج إلى السير خطوة للأمام من أجل الوصول إلى حالة النهضة المبدئية من أجل إقامة دولة الإسلام على منهاج النبوة لإنهاء الحروب الدموية بحق المسلمين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر