مستجدات الأحداث السياسية والعسكرية للصراع في اليمن

مستجدات الأحداث السياسية والعسكرية للصراع في اليمن

أعلن التحالف العربي لدعم ما يسمى بالشرعية في اليمن «رفضه التام» لما وصفه «بمعلومات وبيانات غير صحيحة ومضللة» وردت في التقرير السنوي لمنظمة الأمم المتحدة حول الدول «المنتهكة لحقوق الأطفال»، الصادر أمس الأول الخميس، متضمنًا اسم التحالف العربي، وطرفي الصراع في اليمن. واعتبر التحالف أن ما ورد بالتقرير “معلومات مضللة من شأنه التأثير على مصداقية الأمم المتحدة“. وبين أنه “يرفض الأساليب التي تم من خلالها تزويد الأمم المتحدة بمعلومات مضللة وغير صحيحة”. وحذر من أن تلك “المعلومات المضللة هدفها صرف الأنظار عن جرائم الحوثيين وأتباع صالح”. وأكد التحالف حرصه “على الالتزام بالمعايير والقوانين الدولية لحماية المدنيين وسلامتهم”. واتهم الحوثيين باستخدام الأطفال كدروع بشرية وتجنيدهم والزج بهم في جرائمها بانتهاك صارخ لحقوق الإنسان. وحمّل التحالف العربي، إيران، المسؤولية عن الأزمة اليمنية، قائلا: إن “النزاع ما كان لينشأ لولا تدخل إيران في اليمن”. وطالب التحالف الأمم المتحدة “بالاستمرار في التعاون مع دول التحالف لتعزيز الإجراءات الكفيلة بحماية وسلامة الأطفال”.

وأول أمس، سلّم أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تقريره السنوي حول الدول “المنتهكة لحقوق الأطفال” إلى مجلس الأمن. وكشف التقرير السنوي الذي يتناول أوضاع الأطفال في الصراعات المسلحة، عن إدراج اسم التحالف العربي بقيادة السعودية في القائمة السوداء، والذي يقود معارك ضد الحوثيين باليمن. كما تضمن التقرير “الحوثيين” وقوات الحكومة اليمنية والمجموعات المسلحة الموالية لها، إضافة إلى تنظيم “القاعدة” في شبه الجزيرة العربية. وحمّل التقرير قوات التحالف، مسؤولية مصرع 683 طفلا في غاراتها الجوية في اليمن، العام الماضي.

فيما قالت مواقع إخبارية يمنية عن مصادر سياسية رفيعة قولها إن مسودة مبادرة أممية جديدة لحل الأزمة اليمنية يجري بحثها وصياغتها من قبل دول التحالف. وقالت المصادر السياسية إن المبادرة الجديدة هي نسخة من المبادرة التي تقدم بها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ غير أنها هذه المرة يقودها نائبه المعين مؤخراً “معين شريم” وجرى فيها بعض التعديلات بخصوص مستقبل هادي ومكان عقد المفاوضات. ونقل عن المصادر قولها إن المبادرة تتمسك بشرط تسليم ميناء الحديدة إلى طرف ثالث. وقالت المصادر إن التحالف يسعى إلى أن تكون المفاوضات القادمة في العاصمة العمانية مسقط، مشيرا إلى أن نائب المبعوث الأممي سيزور صنعاء قريبا. ورصد الموقع عدداً من التصريحات نقلها صادق أبو شوارب عضو ما يسمى اللجنة الثورية العليا الحوثية ألمح فيها إلى المبادرة، عبر صفحة مدير مكتبه حاشد المرشوي، وأشارت إلى رفض المبادرة.

من جهة أخرى قالت مصادر دولية على صلة بتحركات أخيرة لعدد من دول التحالف العربي ومؤسسات دولية على صلة بالأمم المتحدة إن اجتماعا ضم ممثلين عن دول التحالف وآخرين من هيئات دولية على صلة بالأمم المتحدة عقد قبل أيام وناقش فرصة إمكانية تولي مؤسسات دولية ودول من التحالف العربي صرف مرتبات موظفي الحكومة اليمنية. وقالت المصادر في إفادة خاصة لصحيفة “عدن الغد” إن الاجتماع الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان وضم ممثلين عن صناديق دولية وآخرين من دول التحالف ناقش الوضع الإنساني في اليمن وإمكانية مساهمة الأمم المتحدة والتحالف العربي في صرف مرتبات موظفي الحكومة. وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع عقد عقب توصل المجتمع الدولي إلى توافق بضرورة توقف حكومة الرئيس هادي عن طبع أي كميات إضافية من العملة المحلية التي شهدت انهيارا هو الأفظع لها منذ سنوات.

إن الصراع الدولي الإنجلوأمريكي في اليمن لا يزال يعصف بأهلها قتلا وتجويعا؛ سواء عن طريق الحرب والقصف أو عن طريق الأمراض التي انتشرت بسبب تعطل الخدمات الأساسية وهدم البنى التحتية وتوقيف الرواتب…، وكل ذلك نتيجة هذا الصراع الدامي بين أطراف الصراع المحلية المدعومة إقليميا والتي تحقق مخططات دولية إنجلوأمريكية في صراعها في اليمن.

إن أمريكا المسيطرة على الأمم المتحدة الداعمة للحوثيين في اليمن والتي تعمل على تصوير الحوثيين أنهم أهل مظلومية وذلك لإشراكهم في السلطة في اليمن، فيما نراها أيضا تضغط على أطراف الصراع الأخرى لتحقيق ذلك؛ فهي تضغط على السعودية للموافقة على حل سياسي فتستجيب السعودية لذلك، وإذا بها تعرقل جهود الإنجليز وخاصة جناح هادي التي تصرح بأن الحسم العسكري هو الحل أمام تعنت الحوثيين، وها هي الأمم المتحدة بمنظماتها العاملة في اليمن تضغط على دول التحالف وجناح هادي بضغوط عدة منها تحميلها مسئولية القتل ومساواتها بالحوثيين في جرائم الحرب، وأيضا من هذه الضغوط التي تمارسها الأمم المتحدة هي الضغوط الاقتصادية الرامية لتقليص صلاحيات هادي وحكومته والعمل لصرف المرتبات عبر الأمم المتحدة ودول التحالف؛ مما يعني تحجيم صلاحيات هادي وأخذ الواردات في المناطق التي تخضع له لصالح الرواتب التي ستورد إليها وستقوم هي بالإشراف عليه، فيما لا يزال الحوثيون يقلصون من حجم علي صالح وقوّته ويكممون أفواه الصحفيين من حزبه بالاعتقالات والتهديدات والاختطاف والاعتداء، ويستمرون في هيكلة الوزارات والقوات العسكرية على منوال الهيكلة العسكرية للجيش التي بدأتها أمريكا منذ تولي هادي وحتى هروبه من صنعاء إلى الرياض.

إن المماطلة في حل الأزمة في اليمن تسير لصالح الحوثيين وتمكنهم في البلاد، وهذا ما تريده أمريكا والأمم المتحدة في حال لم يستجب الإنجليز وجناحاهم – هادي و علي صالح – للمبادرة الأممية التي صاغتها أمريكا ووزير خارجيتها السابق جون كيري.

إن الحل الصحيح الذي ينقذ أهل اليمن ويوقف الصراعات بينهم هو الحل الذي ينبثق من عقيدتهم عقيدة الإسلام والسلام والأخوة في الدين، تلك العقيدة التي جعلت قتل نفس بغير حق جرماً يعدل قتل الناس جميعا وحرمت الاقتتال والنزاع ومنعت أسبابه، وعلى أهل اليمن الواعين المتمسكين بالإسلام أن يأخذوا على أيدي الظالمين المتصارعين وإرجاعهم إلى الحق، وإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بها يكون خلاصهم وتكون بها وحدتهم وعزتهم والمسلمين جميعا.

بقلم: عبد المؤمن الزيلعي

CATEGORIES
TAGS
Share This