مشاركة تونس في مناورات عسكريّة أمريكيّة هي تسخير لجنود تونس وضبّاطها لخدمة عدوّ يُدمّر غزّة وفلسطين

مشاركة تونس في مناورات عسكريّة أمريكيّة هي تسخير لجنود تونس وضبّاطها لخدمة عدوّ يُدمّر غزّة وفلسطين

يوم الجمعة 2 فيفري 2024 استقبل قيس سعيّد، بقصر قرطاج، أحمد عطّاف، وزير الخارجيّة الجزائري، ولم ينس كعادته أن يذكّر، أثناء هذه المحادثة، بموقف تونس الثابت من الحقّ الفلسطينيّ ومساندتها الدّائمة للشّعب الفلسطيني الأبي في كفاحه من أجل إقامة دولته المستقلة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

وفي نفس اليوم الجمعة 02 فيفري 2024 اختتم في المغرب الاجتماع التّخطيطي لمناورات الأسد الإفريقي 2024 في نسخته العشرين، الذي انطلق يوم 29 جانفي 2024، وكانت تونس من بين المشاركين في الاجتماع الذي تترأسه الولايات المتّحدة الأمريكيّة وتشارك فيه عشرة بلدان من بينها تونس. وأعلن المجتمعون أنّ الهدف تحديد طرق تنفيذ الأنشطة المختلفة لمناورة الأسد الإفريقي 2024، من تكوين في مجالات عمليّاتيّة، وتمرينات موجّهة إلى أطر القيادة العليا، ومناورات مسلّحة متعدّدة ومشتركة وأنشطة مدنيّة عسكريّة… وستجرى هذه المناورات من 20 إلى 31 ماي 2024، وتُعَدّ مناورات الأسد الإفريقي أكبر تمرين متعدّد الجنسيّات في القارّة الإفريقيّة بإشراف القيادات العسكريّة الأمريكيّة التي تزعم أنّ هدفها تعزيز السّلام والأمن بالمنطقة. وهي في الحقيقة تسعى من خلال تنظيم هذه المناورات الضّخمة في شمال إفريقيا أن يكون لها حضور دائم وإشراف مباشر على جيوش المنطقة.

فلسطين تُباد، وتهدم كلّها على رؤوس أهلها، وفي المقابل ما هو الموقف الحقيقي لقادة جيوش المسلمين بمن فيهم القائد الأعلى للقوّات المسلّحة التّونسيّة؟ يتعاونون بل يسخّرون جيوشهم تحت إمرة الجيش الأمريكي وقياداته التي تُحاربنا في كلّ مكان.

الجيش الأمريكي هو الذي يقود الحرب على فلسطين وما يهود إلّا وسائلُه في الحرب على فلسطين. ويتحالف معه جيوش بريطانيا وفرنسا، وها هم “حكّام”هم قادة لجيوش المسلمين ينضمّون – موضوعيّا – إلى هذا الحلف الأثيم الذي يذبح أهلنا في فلسطين.

ما هو الهدف من هاته المناورات؟ ومن هو العدوّ الذي يستعدّون له؟ ولماذا تُشارك فيها تونس؟؟؟

النّاظر في قائمة المشاركين في المناورات يجد الدّول الاستعماريّة أمريكا وبريطانيا وفرنسا، معها بعض المشاركين من أوروبا، ثمّ يجد دول شمال إفريقيا ودول جنوب الصّحراء، فمن هو العدوّ الذي تستعدّ له هاته الدّول؟ هل اجتمعت أكبر الدّول العربيّة لتصبح جيوشها جاهزة لمقاتلة كيان يهود الذي يعتدي على فلسطين؟

وللعلم فإنّه في مناورات الأسد الإفريقي 2023 الذي شاركت فيها تونس، شهدت مشاركة الجيش الصهيوني لأول مرة في مناورات “الأسد الإفريقي 2023” العسكرية الدولية التي تقام في المغرب.وقد ذكر الجيش الصّهيوني في بيان له أنّ “وفدا يضم 12 من مقاتلي وقادة وحدة النخبة التابعة للواء غولاني غادروا يوم الأحد للمشاركة في مناورة “الأسد الإفريقي 2023″ التي تقام في المغرب.(…) وخلال الأسبوعين المقبلين سيركز مقاتلو وحدة النخبة التابعة للواء غولاني على التدرب على تحديات القتال المختلفة التي تدمج بين قتال قوات المشاة في بيئة حضرية والقتال تحت الأرض الذي يتخصصون فيه، وسيختتمون التدريب بتمرين مشترك لجميع الجيوش”.  وأضاف أن “التمرين يهدف الى تعزيز العلاقة بين الدول والتعلم المتبادل بين الجيوش الأجنبية”. [قناة روسيا اليوم 05/06/2023].

ما هذا؟ ألهذا الحدّ يبلغ الذّلّ بالمرء؟  

قادة جيوش المسلمين جميعهم لا يفكّرون أصلا في محاربة كيان يهود ولا يخطر لهم على بال، فلانراهم إلّا ساعين سعيا، لا إلى التطبيع والاعتراف بكيان يهود المجرم، فحسب بل حمايته وضمان بقائه.

القائد الأعلى للقوّات المسلّحة، يُرسل من يُشارك أمريكا في تدريباتها العسكريّة، وأمريكا هي التي تقود الحرب على غزّة، بما يعني توريط جيشنا في العدوان على فلسطين وغزّة.

إن مشاركة القوات التونسيّة في مناورات الأسد الإفريقي مع أمريكا وأوروبا الدّاعمتين لكيان يهود في إجرامه، هو تحالف مع العدوّ زمن الحرب، والتحالف مع الأعداء زمن الحرب هو خيانة عظمى، لا يأتيها إلا خائن لأهله ولدينه ولأمّته ولبلاده، فقد شرفه ورجولته وهانت عليه نفسه فباعها بثمن بخس، باعها بدم أهله.

حكّام المنطقة تحالفوا مع العدوّ زمن الحرب، وبدل أن يُوجّهوا جيوشهم نحو فلسطين لإغاثة فلسطين والأقصى من الذّبح والتقتيل، وضعوهم تحت إمرة العدوّ، وفي الوقت الذي يذبح فيه اليهود بسلاح أمريكا وأوروبا إخواننا وأطفالنا ونساءنا، يُسخّر حكّام المنطقة جنودنا وضبّاطنا لحماية كيان يهود وحماية المصالح الغربيّة! فما الذي سيخيف كيان يهود وجيوش المسلمين حبيسة في ثكناتها؟ بل ماذا سيُخيف كيان يهود، وها هم قادة جيوش تونس والمغرب يضعون إمكانيّات جنودهم وأرضهم تحت تصرّف أمريكا قائدة الحرب على غزّة؟

أمريكا هي التي تقود الحرب هناك، وتستعمل عصابات الصّهاينة، وأمريكا هنا في شمال إفريقيا تستعمل الحكّام وقادة الجيوش من أجل مزيد التّمكّن من أجل حماية ظهرها وضمان أن لا تتحرّك جيوش المسلمين لإنقاذ إخوانهم الذين يُذبحون. وتُهدم البلاد كلّها على رؤوسهم.

أين الشّرف بل أين الرّجولة، ألا من رجل رشيد من القيادات المخلصة لتخلّصنا وتخلّص نفسها من هذا العار الذي ألبسهم إيّاه الحكّام بمثل هاته المناورات العسكريّة وبهذا الخنوع المهين المذلّ، فكيف لقائد شريف أن يرتاح ويهنأ وجنوده تحت إمرة العدوّ؟ كيف لقائد شريف أن يطيب له عيش وهو يأتمر بأوامر قاتل إخوانه؟

أمريكا وأوروبا ليس لهم في بلادنا إلا حفنة من العملاء لولاهم لما استطاعوا الدّخول أو الهيمنة، أمريكا وأوروبا تورّطت في حروب ضدّ المسلمين في العراق وأفغانستان والشام، وهي رغم عددها وعتادها غير قادرة على الانتصار، أمريكا بعددها وعديدها وعصابات صهيون ومليارات الدّولارات التي تضخّها يوميّا للعصابات الصّهيونيّة عجزت أمام ثلّة من الشّباب الرّجال المجاهدين الصّابرين الذين حطّموا أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، ولذلك لجأت إلى تسخير جيوش المسلمين بقادة خونة فقدوا شرفهم فأمريكا تستخدم جيش باكستان لمحاربة المسلمين في أفغانستان، وها هي تحاول تجنيد جيوش تونس والمغرب والسنغال و… لتقوم بالحرب وكالة عنها، وهذا يعني أنّ أمريكا وحلفاؤها وعصاباتها الصّهيونيّة في طريقهم إلى الهزيمة، فلو توحّدت بعض جيوش المسلمين تحت إمرة قائد مسلم عزيز شريف كصلاح الدّين، لما بقي لها من نفوذ. وليس هذا الأمر بعزيز فالأمّة الإسلاميّة منبت الرّجال فكما أنبتت أبا بكر وعمر وخالد ابن الوليد وصلاح الدّين، ستنبت أمثالهم.

CATEGORIES
Share This