مصر: الحكم بالسجن المؤبد في حق مرشد الإخوان المسلمين
الخبر:
مصر: حكم بالسجن المؤبد لمرشد الإخوان المسلمين ( بي بي سي عربي )
التّعليق:
هكذا يتمّ العبث بالإخوان المسلمين والإنتقام منهم الواحد تلو الآخر بين موت في معتقلات السّيسي المجرم وبين مؤبّد وبين تعذيب وتنكيل رهيب, إنّ ما يحدث للإخوان فيه من العبر والمستخلصات الكثير : أوّلها أنّ الغرب ثعلبٌ مكّارٌ لا يؤمن جانبه حتّى ولو قدّمت له كلّ الولاءات والتّنازلات سيقول لك : هل من مزيد, فهم ودّوا لو نكفر كما كفروا فنكون سواءً ولن يرضيهم حتّى ما سمّوهُ ب”الإسلام المعتدل المعدّل” الذي ليس فيه من عزة للمسلم البتة, فهو (الغرب) لا يأمن ثَوبَة المسلم وعودة الحركة وتبنّيها مرّة أخرى للطّرح الإسلامي الصّحيح, ثانيها أنّ التّضحيات الجسام كانت لتهون أكثر في حقّ إخواننا من جماعة الإخوان المسلمين لو كانت من أجل شريعة ودين بعناوين صحيحة وبقضايا حقيقيّة لا من أجل ديمقراطيّة ولا من أجل حقيبة أو حقيبتين تحت ظلّ حكم الكفر والضّلال ودستور يعادي الآية والحديث من ألفه إلى يائِه ويتعالى على الوحي العظيم.. نعم تهون التّضحيات من أجل ذلك بل ويُستلذُّ العذاب في سبيل إعلاء كلمة الله لأنّها بذلك لا تضيع عند ربّ العالمين وتكون لبنة في مسيرة أمّة عانت الويلات وتسعى لتعود سيرتها الأولى .. ثالثها أن يعتبر كلّ المتماهين في الشّكل والمضامين مع الإخوان المسلمين والذين لهم معهم وشائج تاريخيّة ومشتركات نضاليّة من كلّ ما يحصل بأنّ الدّاعمين لهم (الغرب الكافر: الأمريكان والأوروبيّين وغيرهم ) لم يلجئوا إليهم إختيارًا بل اضطرارا, ولكن هم في قائمة المنتظرين ( liste d’attente) ليكون مصيرهم مثل ما يلقاه الإخوان الآن ولو بعد حين.. وعليه أنصحهم بأن يحزموا أمرهم ويتركوا الولاء للغربي الذي لا يرقُب في مؤمن إلّا ولا ذمّة, ويرفضوا الرّكون له والاستئناس به في التّشريع والسّياسة والإقتصاد قبل أن يتركهم, فيُغيظوه قبل أن يغيظهم .. لا أن يقترفوا العكس خوفًا من قمع أو إعتقالات فيتوافقوا مع الجلاّدين ويُطلق سراحهم من بعدها ليصبحوا كطلقاء مكّة تحت عناوين خادعة وهي ‘ إتّقاء الفتنة ‘ وتخويف الرّأي العام بسيناريو سوريا ومصر وليبيا وغير ذلك, ألا في الفتنة سقطوا.. وغيرها الكثير من العبر والمستخلصات وتبقى كلمة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نبراسًا في العمل السّياسي لكلّ من يسعى لتحرير الأمّة الإسلاميّة من نفوذ الغرب باعتباره كافرًا مستعمرًا وتحكيم شريعة ربّها في دولة جامعة مانعة وهي الخلافة الرّاشدة .. تلك الكلمة هي ” لن أخالف أمره ولن يُضيّعني ” فثقوا بالوحي – على الأقلّ – بدلا عن ثقتكم في الامريكان والأوروبيّين
أحمد بن حسين