مع الحديث الشريف: “مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ”

مع الحديث الشريف: “مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ”

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في ركن جديد من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ”. رواه الترمذي.
أيها المستمعون الكرام:
لا شك أن الدين الإسلامي هو أكمل الأديان وأحسنها، وأقربها للفطرة السليمة، والعقل الصحيح، وذلك لما يحتويه من محاسن وفضائل لم تجتمع في دين غيره أبدا، فهو دين كفيل بحفظ حياة الإنسان، دين حقيق على من اتبعه أن يحفظه ويضمن له حياة ملؤها السعادة والطمأنينة، وفي هذا الحديث الذي بين أيدينا أحد هذه الأحكام التي تحفظ علاقة المسلم بأخيه، وهو التجاوز عن المعسر الذي لا يستطيع سداد الدين، فكان جزاؤه في الآخرة أن أصبح في ظل الله يوم القيامة، وكفى بهذا الظل نعمة، وكفى به راحة وطمأنينة وقربا من الله.
أيها المسلمون:
إن هذا الحكم الشرعي، الذي يُنظِرُ فيه المسلم أخاه عند عجزه عن سداد الدين، لا يقف عند أفراد المسلمين الذين وقعوا في الدين ولم يستطيعوا السداد، بل هو حكم طال الأمة في هذا الزمان بعد أن استأثر الحكام العملاء بالثروة، في طول البلاد وعرضها، فوقعت الأمة في ضائقة وفقر شديدين، فتمزقت أشلاؤها، وأصبحت تعيش في حالة من المديونية، تستدين ولا تستطيع السداد، فالفقر عنوان الكلام عنها، ولكن رغم ذلك نقول: إن الإسلام الذي حثّ المسلمين على الصبر والتجاوز عن المعسر حثّهم أيضا على إزالة أسباب الدين والفقر، بل أمرهم بذلك، وعلى رأس هذه الأسباب الحكام الذين ملئوا الأرض فقرا وفسادا، فبسببهم أصبحت الأمة فقيرة، فحري بهذه الأمة أن تعمل على إزالتهم، فهم أس كل داء ورأس كل فساد، حريّ بها أن تعمل على إقامة الخلافة، النظام الربّاني الوحيد الذي يصلح لأن يُطبق الإسلام من خلاله.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

CATEGORIES
TAGS
Share This