من الجولاني إلى أحمد الشرع.. وآلية صناعة العميل الخائن لأمته
ببزة خضراء يرتديها قادة الجيش والثوريون، وقف الحاكم الفعلي الجديد لسوريا، أحمد الشرع، الذي لطالما عرف باسم أبو محمد الجولاني، مخاطبا حشدا من المصلين في الجامع الأموي بدمشق من أجل إعلان “النصر”، في مشهد يعكس تحولا جذريا في صورة الرجل الذي سبق أن عرضت واشنطن ملايين الدولارات للقبض عليه.
بات قائد “هيئة تحرير الشام” يستخدم اسمه الحقيقي بعدما وصلت قواته إلى دمشق وهروب الأسد، ليصبح على الأقل بحكم الأمر الواقع الآن، قائدا لنحو 23 مليون سوري، في أعقاب رحلة استمرت نحو عقدين في الجماعات المسلحة.
خلال تلك الفترة، تحول تدريجيا من قائد إسلامي متشدد يرتدي العباءة التقليدية التي تفوح منها رائحة “المجد الإسلامي”، إلى قائد لا يزال محتفظا بلحيته لكنه يرتدي ملابس غربية نوعا ما، وبزة عسكرية تشبه تلك التي يرتديها الرئيس الأوكراني الذي تخوض بلاده حربا مع روسيا.
هذا المظهر المتطور يلخص رحلة الشرع من كنف الجماعات المتشددة التي تعمل في الخفاء، إلى السلطة الفعلية في العلن، وإجراء المقابلات الإعلامية، وآخرها مع “سي أن أن”، التي تحدث خلالها عن رؤيته لسوريا الجديدة المعتدلة “التي تستوعب الجميع تحت مظلة واحدة“.
التحرير: أمام حجم المفاجأة التي شكلتها سرعة تطور الأوضاع في سوريا، والتي فرضها المجاهدون المخلصون لأمتهم ودينهم، إلى حد سقوط نظام الطاغية بشار وزوال حكم الطائفة العلوية، وهو الأمر الذي لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية تتوقعه على هذه الصورة، اضطرت إلى أن تسارع إلى محاولة محو الصورة القاتمة التي رسمتها لعميلها، من كونه قائد مليشيا إرهابية، لتحوله إلى زعيم متحضر، من أجل قطع الطريق على أهل الشام الساعين لإسقاط النظام، بإيهامهم عن طريق التضليل الإعلامي، وتقديمه كبديل عن بشار. ولذلك فليحذر أهل الشام من أن يكون التغيير تغييراً لوجوه. أما مكر الدوائر الاستخباراتية الغربية وأدواتها الإعلامية، ومحاولة التلبيس على الرأي العام بالاستنقاص من صفة ” قائد إسلامي “، أو عبارة ” المجد الإسلامي ” فسوف لن ينطلي على وعي أحرار الشام و وسائر أبناء أمة الإسلام، فقد ولى عهد التبعية، واتضح سبيل الخلاص، وآن للأمة أن تقتعد مكانها اللائق بها وأن تتحمل رسالتها ودورها في الحياة من أجل إنقاذ البشرية من رجس الديمقراطية العفنة، وسطوة العقلية الرأسمالية الوحشية.
CATEGORIES اقليمي ودولي