“ندوة “الآن بدأت
نظم المكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية تونس، يوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 بمقر الندوات بأريانة، ندوة سياسية بعنوان ” الآن بدأت…”.
تناول المحاضران ، عضو المكتب الإعلامي الأستاذ محمد علي بن سالم ورئيس المكتب الإعلامي الأستاذ ياسين بن يحيى، أبرز محطات ثورة الأمة منذ انطلاق شرارتها قبل أربعة عشرة عاما من مدينة سيدي بوزيد إلى رسوّها الأخير بالشام.
الكلمة الأولى للأستاذ محمد علي بن سالم:
بعد تعريف واقع الثورة، تطرق الأستاذ بن سالم إلى أحداث الثورة في تونس وأسباب انتكاستها حيث خلًص إلى أنّ الغرب الكافر المستعمر كانت له اليد الطولى حين أحكم تحريف الثورة وتوجيهها والتحكم في أهمّ مساراتها عبر:
هيئة بن عاشور التي حددت الديمقراطية كهدف أساسي للثورة والتعددية السياسية كآلية لشرذمة القوى السياسية، مما أوجد 270 حزب سياسي و 25 ألف جمعية منها جمعيات أجنبية تشكّل امتدادا للاستعمار وثقافته ونفوذه في بلادنا.
كما تناول بنود اتفاقية شراكة دوفيل 2011 التي قادتها الدول الثمانية الكبرى مع دول ثورة الربيع العربي ، والتي كرست ببنودها مقولة جورج بوش الإبن “من ليس معنا فهو ضدنا” ، تحت يافطة الإصلاحات الكبرى تم تكريس التبعية الكبرى وفتح الأبواب على مصراعيها للاستعمار لبث سمومه الثقافية والسياسية ورهن البلاد لصندوق النقد الدولي.
كذلك دساتير 2014/2022 (الحفاظ على النظام الجمهوري والدولة المدنية، والمحافظة على تقسيم سايكس بيكو، الذي أضعف الأمّة وجعلها ضعيفة تابعة لأعدائها.
أما كلمة الأستاذ بن يحيى فكانت قائمة على ما خلًص إليه المحاضر الأول من دلالات تثبت يقينا تورط الاستعمار الغربي في تحرف الثورة، وأن الحكام الذين ثار عليهم الناس والذين جاؤوا من بعدهم كانوا واجهة للاستعمار منخرطين في مسارته.
وأن طوفان الأقصى هو فصل جديد من الثورة كشف زيف النظام الدولي ومدى عدائه للإسلام والمسلمين.
بعد وضوح المسار، بان بالكاشف أن الاستعمار هو الذي كان يحمي الدكتاتورية وأنه عدو الثورة التي طالبت بإسقاط الأنظمة الموالية إليه، وبالتالي لا بدّ للثوار أن يوجهوا بنادقهم نحو هذا العدو بعد أن بان وأنكشف هو وأذنابه، والعمل الجادّ لإخراجه من بلادنا
لقد أكدت ثورات الربيع العربي وأشارت إلى طريقة التغيير الواجب اتباعها لخلاص الأمة وإعادة الحكم بالإسلام. وهي الطريقة التي يسير فيها حزب التحرير، فهي طريقة أمر بها شرع الله، ويصدقها الواقع اليوم، إضافة إلى أنها منتجة لإنجاز التغيير، فما حصل من التفاف وسحق للثورات دليل على ذلك.
أكدت الثورات على ما يقوله الحزب، من أن جيوش المسلمين هي بيضة القبان وطوق النجاة، في إيصال الأمة إلى الحكم بالإسلام. وإن حزب التحرير لن يمل أن يذكر الأمة أن التغيير الصحيح يقتضي السير على خطا النبي صلى الله عليه وسلم، في إقامة حكم الله في الأرض، وأنه ما لم تلتزم الأمة بطريق الرسول وأمر الله، فستظل تدور حول نفسها، ولن تصل إلى شيء، ولو قامت ألف ثورة. فدون الوعي والتبصر لمعالم طريق التغيير الذي يرضي الله عز وجل، سيظل الكافر المستعمر والأنظمة العميلة، يقودون الأمة من ذل إلى ذل، وسيستمر في تضليلها والالتفاف عليها والبطش بها.
أما خارطة طريق حزب التحرير للأمة وقد أعلنت عن نفسها، وثارت على حكامها، فالتالية:
أولًا: يدعو الحزب أبناء المسلمين ليستمروا في حراكهم الثوري، وأن لا يقبلوا أية شعارات علمانية ليبرالية، بل يأخذوا على يد من يروجها وينبذونه. ويدعوهم أيضًا لرفض التعاون مع الأنظمة ومشاركتها السياسة، فلا يقبلون بانتخاباتها، ولا يدخلون برلماناتها، ولا يسيرون معها، في أي مشروع سياسي تريده. فالوعي على مخططات الغرب والأنظمة هو رأس سنام الفكر والعمل للتغيير.
ثانيًا: يدعو الحزب أبناء الأمة الثائرين وقياداتهم السياسية إلى احتضان الجماعة أو الحزب الذي يدعوهم إلى دين الله والحكم بالإسلام، الذي لم يتلوَّث عمله السياسي بمشاركة الأنظمة، ولم يقبل المال السياسي القذر، ذلك الحزب الذي أثبت قدرته السياسية، وجهوزيته لقيادتها من خلال دعوته لها دعوة الحق منذ أن قام فلم يتغير ولم يتبدل.
لقد آن الأوان لأن تدرك الأمة أن طريق التغيير الذي يدعوهم إليه حزب التحرير، هو الطريق الذي ينجيهم ويمكن لهم، ويستجلب نصر الله عز وجل، الطريق المنضبط والمنبثق عن الكتاب والسنة. وهو الطريق الذي يدأب أعداء الأمة لصرفها عنه، حتى يستمر تيهها، وهو الطريق الذي يصحح كل مفردات فشل وإفشال الثورات.
CATEGORIES محلي