وزارة الثقافة والصهيوني “ميشال بوجناح”.. رفض شعبي مشرف..وساسة العار يدعون إلى توسيمه وتكريمه !
تتالت المُمارسات الدَّنيئة من قبل وزراء تونس التي لا تَدَعُ مجالا للشّك في كون قيادة هذا البلد لا تملك من أمرها إلا دور تيسير السبل أمام الغرب وثقافته للإندساس بين عقول التونسيين وتطبيع فكرة المصالحة مع المجرمين والأعداء وأولهم كيان يهود وأتباعهم, وآخر هذه المحاولات المسمومة إستدعاء وزارة الثقافة للكوميدي الصهيوني “ميشال بوجناح” لتقديم عرض مسرحي في مهرجان قرطاج كما ورد في برنامجه لهذا العام بتاريخ 19 جويلية 2017.
رفض شعبي واسع لدخول بوجناح إلى تونس
الأمر الذي لاقى حملة رفض كبيرة من قبل مختلف فئات المجتمع التونسي, حيث بادر ناشطون بتوجيه رسالة مفتوحة إلى وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين يطالبون فيها بإلغاء العرض لأن هذا الشخص لا يخفي مناصرته لكيان يهود والصهيونية. كما أصدر اتحاد الشعل بيانا يوم 4 تموز\يوليو الجاري دعا فيه وزارة الثقافة إلى إلغاء العرض و “تحمّل مسؤولياتها والتحرّي في كلّ العروض التي تبرمج وتغليب العروض التونسية في ظرف اقتصادي صعب”، معبرًا “عن احتجاجه على التبريرات الجوفاء التي يقدّمها مدير مهرجان قرطاج ويندّد باستهتاره بمواقف التونسيين ومشاعرهم المعادية للتطبيع حين يعتبرها مجرّد شعارات”. إضافة الى حملة واسعة من قبل مستعملي مواقع التواصل الاجتماعي, وعدد من الجمعيات منها “جمعية أنصار فلسطين بتونس” التي نظمت يوم الجمعة 7 يوليو – تموز وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الشؤون الثقافية وسط العاصمة تنديدا بتنظيم العرض, وقد أعلن رئيسها مراد اليعقوبي أنّ “الجمعية ستنظم مسيرة ضخمة يوم السبت 15 يوليو – تموز في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة في صورة عدم إلغاء هذا العرض.”
وسرعان ما أصدرت وزارة الثقافة بيانا حاولت فيه التنصّل من المسؤولية. فبعد التذكير بأن مناصرة القضية الفلسطينية يُعَدُّ من ثوابت السياسات التونسية بما فيها الثقافية تؤكد :”أنه اعتبارا لحساسية الموضوع واتخاذه مسارا سياسيا خرج عن سياقه الثقافي فإنها ستقوم بالمشاورات المتصلة بالأطراف ذات العلاقة وذلك في نطاق مبدأ التشاور والتشاركيّة في أخذ القرار انسجاما مع المصلحة الوطنية العليا التي تعلو فوق كل اعتبار”
ولا غرابة بعدها في ما بدر عن مدير المهرجان السيّد مختار الرصّاع, على إحدى الإذاعات, حيث ادّعى في البداية أنه يجهل كَون الكوميدي المذكور صهيوني مناصر لكيان يهود, وعند مواجهته بتصريحات بوجناح نفسه التي يؤكّد فيها صهيونيته، وافتخاره بمناصرة يهود في ما يفعلونه بادر إلى تبرير دعوة بوجناح بـ”كونه ليس صهيونيا كبيرا أو من قادة الصهيونية” وبما يعرفه عنه من “مواقف جيدة تجاه تونس” وبـ”أنّ ذلك سيساعد في تحسين سمعة تونس”.!!!
من هو ميشال بوجناح
ميشال بوجناح هذا هو من أهم الوجوه الفرنسية التونسية يهودية الأصل والديانة, التي طالما دافعت عن كيان الشر يهود المسمى ب “إسرائيل” وحروبها وجيش احتلالها (خاصّة في وسائل الإعلام الفرنسي), ولم يخف مساندته للمجرم شارون وخرج في مسيرات داعمة له. ويعترف بلسانه ويفتخر بكونه “صهيونيًا” (في تصريحات عديدة، من آخرها في 5 فيفري 2013 على موقع JSS NEWS) ولا يخفي ولائه لـ”إسرائيل”، التي زارها وقدمّ فيها عروضه عديد المرّات, إذ يقول في إحدى مقابلاته الصحفية: “نحن يهود الشتات، لا نملك أي طريقة لضبط النفس عندما يتعلّق الأمر بإعلان إعجابنا بإسرائيل”. وتصريحه بأنه جزء من “الشعب الإسرائيلي”، واعتباره رئيسي الوزراء الإسرائيليين، أرييل شارون وإسحق رابين، من “كبار رجال السلام”، في حوار نشر على موقع Svp Israël، في عام 2010.
والعجب العجاب أنه بدل أن يتراجع مدير المهرجان عن تلك التبريرات التي أصدرها في استخفاف بعقول التونسيين واستهانة بمدى وعيهم, وبدل أن يحترم مشاعر الملايين, ويكف عن تجاهل مواقف الشعب التاريخية التي تثبت في كل مرة تجذّر أهل تونس في هويتهم الإسلامية التي تأبى تأبى لهم أن يكونو على شاكلة رُوَيبضات العصر, أذلّة خائنين منبطحين باعة للأرض والعرض. ويأبى الرصّاع ومعه وزير الثقافة إلا أن يضطلعا بدور ممتص الكدمات الذي يستعمله النظام العالمي الآيل للسقوط, ليخفف عنه وطأة ضربات الأمة لكل مشروع خيانة وتواطؤ مع من يريد بها سوء. ودور الحبل المهترئ الذي مازالت دول الإستعمار تحاول أن تشُدَّ به جماح الوعي الصاعد في كل رقعة من بلاد المسلمين إلى الوراء.
إن عدم تورّع بعض المسؤولين عن الثقافة في بلادنا عن توظيف أموال الشعب والمنابر لفرض مواقفهم الأيديولوجيّة المعادية لعقيدة الناس والمرحّبة بالتطبيع مع الصهيونية ورموزها, بل التطبيع مع كل عمل يوجه بوصلة الفكر صوبَ مُصاحَبَة الأعداء والإنتهاء عن قول هذا “عدو” يريد بنا سوء.
إنّ واقع رفض التونسيين لوقوف هذا اليهودي المتطرف المساند لقتله أبنائنا في فلسطين والمتخفي ورغاء جلباب “الفن والمسرح” على مسرح قرطاج يمثل طفحا ورشحا من وعي جماعي على وجوب رفض كل محاولات المتصيّدين من ساسة خونة ومسؤولين لا ولاء لهم لغير الدرهم, لتمرير سموم أعداء البلد بدسها في أشكال ” ثقافية” لنشرها بين صفوف المجتمع, وتُبطن إحساسا جماعيا لدى أهل تونس بأن تونس جزء من أمة مقسمة بفعل يهود ومن وعدهم و والاهم, وأن فلسطين وإن بعُدت عنا جغرافيا فهي جزء لا يتجزء من أمة لم تهُن عند ساستها إلا بعدما أزيل كيانهم وجدار صدهم أمام يهود وإجرامهم.
هذا الشعب الذي طالما استهان به بيادق الغرب, صار ينظر إلى ما يدور حوله بنظرة السياسي الواعي الذي يراقب ويحاسب, كيف ولا أدلَّ على ذلك مسألة مشاركة اليهودي بوجناح في مهرجان قرطاج إلى قضية سياسيّة بامتياز، بعد رفض غالبية المواطنين وقوى مدنية وسياسية مشاركته في المهرجان بسبب دعمه للكيان الصهيوني.
وإن الهَوَان والمَذلة التي يعيشُها حكّام تونس اليوم وسَعيهم الحثيث للحفاظ على موروث الولاء لثقافة الخيانة والإفساد التي تركها لهم الفار بن علي يزيد من اتساع الهوّة بين أهل تونس وحكامها ويرفع مستوى كراهية الناس لكل من يتقلد منصب حكم على غير أهلية.
فلا يمكن أن تشفع لميشال أصوله التونسية ولا ادعاؤه حب تونس للتغطية أو التستر عن ميولاته, وتبنياته الداعمة لكيان الإحتلال وجرائمه في حق العزل من أبناء الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية عامة. ولن يشفع للسياسيي تونس مكرهم وتخفيهم وراء دعاوي الثقافة الغربية المنفتحة على كل أشكال الخيانة لله ولرسوله وللمؤمنين, والإستماتة في محاذات الخطى مع من كتب الله عليهم الذل والتيه في الأرض.
ومن بين مَن استاؤوا من هبة الرّافضين لهذا العَرض وكشفوا عن وجوههم الحقيقيّة واعتبروا التونسيين غوغائيين حقودين جحودين ومستخفين بمصلحة البلاد, نجد على رأسهم:
– محسن مرزوق الأمين العام لحركة مشروع تونس: إعتبر الحملات التي تمّ إطلاقها لمنع هذا “الكوميدي” من تقديم عرضه تعتبر درسا جديدا في الحقد والجحود والاستخفاف بالمصلحة الوطنيّة بحجة دعم زائف أهوج للقضية الفلسطيني, وأنه لا بد للسلطات التونسية من أخذ موقف واضح لكي لا تنتصر المواقف الغوغائية في السياسة الرسمية بعد أن هزمت في الشارع, وعندما يكون بوجناح بيننا يجب أن يوسم ويكرم، فما فعله من أجل تونس لم تفعله أضعاف أضعاف الأصوات الجاحدة التي ترتفع ضده وهي في الواقع ترتفع ضد مصلحة تونس”.
وإيلي الطرابلسي (رجل أعمال يهودي تونسي) قال على حسابه الرسمي على الفايسبوك: “سأعمل على إلغاء جائزة نوبل للسلام لاتحاد الشغل الذي لا يمثلني بعد اليوم. العداء لليهود تحت غطاء معاداة الصهيونية لن يمر..”. و آخرون معهم ينسبون لأنفسهم لقب “النخبة”..
نخب معزولة مفصولة عن أمتها غريبة بلدها,فكرا, ثقافة وحضارة, تعاني حالات مرضية مستفحلة وعميقة تساهم في جعلها متحجرة في كيانها، رجعية في أطروحاتها إلى حد تصير فيه الصهيونية عندهم وجهة نظر وحرية..صاروا غير قادرين على الظهور بوجوه جديدة بدلا عن سابقاتها الإنتهازية وعن قفزاتهم المُحبطة الكاشفة لحقيقة ما يكنوه لأهاليهم حال ظهور أي اختبار كهذا..
لو علموا أن للثورة مكاسب مؤجلة, نظرا لما شاب المشهد التونسي عموما من دخن وغموض, مكاسب أولها درجة الوعي التي اكتسبها الشعب بما جعله يملك مقياس تقييمه و لكل من امتطى صهوة الأحداث وحاول توجيه البلاد صوب الطرق الملتوية التي تودي بالبلاد وأهله في حضن الغرب المتربص بنا في كل ركن.
ولو علم المتصيّدون منهم في برك القاذورات الفكرية الغربية أن العدل الذي لقيَه اليهود يوم حكم الإسلام بينهم وبين المسلمين في دولة واحدة لم ولن يلقوه إلا في نظام الإسلام, لما تجرؤو على شيء, فحتى في أشد العصور اشتهاراً بالعصبية الدينية يجدون في الدولة الإسلامية الملاذ. ونضرب مثلا لما هرب اليهود الإسبانيون من الاضطهاد الصليبي في جموع هائلة لم يجدوا لهم ملجأ إلا الدولة الإسلامية العثمانية في نهاية القرن الخامس عشر.
ولو علموا أن غفوتهم قد طال أمدها وأيقنوا أن أهلهم أولاَ لهم بالولاء من يهود الذين قال فيهم الله صراحة: وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) لتبرؤوا لتوهم من ميشال بوجناح ومن على شاكلته ممن يسعَون إلى التسلُّل إلى عقول المؤمنين لواذا.
أحمد بنفتيته