وزير الدفاع يلتقي بالسفراء, لتلقي مقرّرات الديمقراطية
الخبر : اجتمع وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي يوم الخميس 12/10/2017 بمقر الوزارة مع سفير ألمانيا بتونس أندرياس رايفيك الذي أكد أن دعم بلاده لتونس يعود إلي رغبتها في أن تراها ناجحة في تجربتها الديمقراطية باعتبارها ستشكل عامل انفراج في المنطقتين المغاربية والمتوسطية بضفتيها الشمالية والجنوبية حتى يعم الاستقرار والأمن بهما. كما عبر عن تفاعل بلاده مع مشاغل تونس الأمنية والتنموية بالعمل علي مزيد تطوير التعاون العسكري واستعدادها للمساهمة في دعم مشاريع التنمية المستدامة . (جريدة الشروق 16/10/2017)
التعليق:
إن السفير الألماني يريد أن يوحي إلي أهل تونس أن خلاصهم يكمن في هذه الديمقراطية وحسن تطبيقها رغم بيان فسادها وفشلها حتى في بلادها وخصوصا ألمانيا. ورغم أنهم انقلبوا عليها حينما أتت على غير هواهم. وكأنه لم يرى ما يعانيه أهل تونس وبخاصة شبابها, من قمع وقهر وبطالة وسوء معيشة وقتل (أحداث قرقنة وغيرها…). وأن كل هذا يحدث رغم صدور الدستور الجديد, الذي باركه الغرب بطمه وطميمه والذي من خلاله ستكون تونس نموذجا للديمقراطية الناشئة في العالم العربي والإسلامي..إن ما صرح به سفير ألمانيا لا يخرج عن كونه وصاية على أهل تونس الزيتونة ونظرتهم الحقيقية للحياة وحصرها فيما يبقيها في إطار ما يرضي الغرب لا ما يرضي الله عز و جل. بل وحرصا على أن لا تتجه أنضار الأمة ومنها أهل تونس إلي ما فيه رضا ربها وعزها وكرامتها. وانه رغم استمرار الصراع الأوروبي – الأمريكي على مناطق النفوذ وخاصة أرض تونس بوصفها منفذا لكل افريقيا, إلا أن الواضح أن بينهما اتفاقا على طمس هوية هذه الأمة وعقيدتها الإسلامية, ومحاولتهما لا تنقطع لحرفها عن هذه العقيدة, وهذا من منطلق فزع الغرب من عودة هذه الأمة لسيرتها الأولى, “شاهدة على باقي الأمم” بعقيدة تحمل نظاما كاملا شاملا لكل مناحي حياة الإنسان, فتنطلق من خلالها لقيادة العالم مرة أخرى كما كانت من قبل.
وإننا نقولها لأندرياس وللغرب كافة إن الأمة لا تتطلع إلى ديمقراطيتكم الإجرامية التي أثبتت فشلها وعجزها عن تلبية حاجات الناس… وإحصائيات منظماتكم لوحدها شاهدة على ذلك.
إن ديمقراطيتكم تعني الجوع, الفقر, القهر, القمع, التعذيب, القتل, ونهب ثروات الشعوب.. وقد بان اليوم هزالها وخداعها للعالم, وانه ورغم كل محاولاتكم المستميتة لمنع أو لتأخير عودة نظام الاسلام للحكم فالشعوب صارت تثور في شتى أرجاء المعمورة, تُسكتون شعبا فيقوم آخر مناد بتغيير النظام, إلى أن تكون نهاية قوانينكم الاستعمارية على يدي المخلصين بإذن الله, ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره و لو كره الكافرون ).
فالخلافة قادمة بوعد الله وبشرى رسوله صلى الله عليه و سلم << … ثم تكون خلافة علي منهاج النبوة >> رواه أحمد
وإن تونس جزء من بلاد المسلمين واذ يدين أهله بالإسلام, فهم رغم كل شيء يريدون الإسلام وأحكامه العادلة لتفصل بينهم. ودليل ذلك ما رايتموه في المحطات الانتخابية السابقة, حيث اقبلوا على انتخاب “الإسلاميين” ومنحوهم ثقتهم ظنا منهم أنهم سيحكمون بالإسلام لخلفيتهم الإسلامية, ولم ينتخبوهم من أجل نظامكم الذي أذاقهم المرارة بكل أنواعها مع الفار بن علي, ولن تستطيع أي حكومة تلبية مطالب الثارين في بلد الزيتونة ما بقي نظام النهب والاستعمار هو المحكّم بينهم, ولن يعيد لهم حقوقهم إلا دولة الخلافة على منهاج النبوة, الدولة التي تحكم بنظام مستوحى من عند خالق الحاكم والمحكوم على حدّ السواء, والعالم بما يُرضي العالمين. وستضل ثورة هذا الشباب وحراكهم المشتعل إلى أن يقيموها.
رحم الله عمر رضي الله عنه حين سأل عمرو بن العاص رضي الله عنه واليه على مصر فقال له : ماذا تفعل إذا جاءك سارق ؟؟ فقال : أقطع يده, قال عمر رضي الله عنه : إذا إن جاءني جائع أو عاطل فسوف يقطع عمر يدك, إن الله استخلفنا على عباده لنسد جوعتهم ونستر عوراتهم ونوفر لهم حرفتهم, فان أعطيناهم هذه النعم تقاضيناهم شكرها, يا هذا إن الله خلق الأيدي لتعمل, فإذا لم تجد في الطاعة عملا, التمست في المعصية أعمالا. فإشغالها بالطاعة قبل أن تشغل بالمعصية”.
محمد علي الغرايري