وزير الصحة: قرابة 75 % من الأطباء التونسيين بالخارج يريدون العودة إلى تونس
الخبر:أكد وزير الصحة مصطفى الفرجاني، أن قرابة 75 بالمائة من الأطباء التونسيين في الخارج يريدون العودة إلى تونس، حال توفر الإمكانيات.
جاء ذلك خلال إشرافه يوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 على المؤتمر الوطني 28 لطب الإنعاش الذي تنظمه الجمعية الوطنية لطب الإنعاش، حيث أشار إلى أن هناك 3500 خطة انتداب خلال سنة 2025 بعد وضع خطة لانتداب 3 آلاف السنة الماضية.
التعليق: لا كلام في أنّ هجرة الأطباء تزداد سنويا ولا غرابة في أن الدولة نفسها التي سرّعت في السابق من وتيرة خروج الأطباء تتحدّث عن احتمال رجوعهم إلى بلادهم . فأي نفوس يحملها حكام بلادنا وساستها حين يخوضون في كل ما تعلق بأمر الناس؟ وأي أفق يضعونه للبلاد والعباد، يجهدون أنفسهم، لبلوغه؟ فلا يضيرها أن تتخلى عن عشرات الآلاف من خيرة أبنائها الذين أنفقت في سبيل تنشئتهم وتعليمهم والسهر عليهم عصارة الروح، وأن تجود بهم على من تهمهم جودة حياة شعوبهم ويحسبون درجة تقدمهم بنسبة الأطباء والمعلمين والمهندسين والخبراء وأساتذة الجامعات والعلماء والباحثين… ولم يهم بعد ذلك أن تجوع شعوبنا أو أن تفتك بها الأمراض وتموت على أبواب المستشفيات إن جاز تسميتها كذلك فالأطبّاء قبل المرضى يشكون من ظروف العمل والتقصير والإهمال نقص المعدات والإعتداءات.
لقد أصبح مدركا لكل العقلاء والشرفاء والمخلصين من هذه الأمة الكريمة أن الوضع الذي نعيشه اليوم لا يرتقي إلى مستوى العيش الكريم, ولا يهيئ العوامل المناسبة للنهوض بعد الكبوة، كما أصبح مدركا أن الأمر ليس بأيدينا بل بأيدي أعداءنا الذين تمكنوا من مقدراتنا وحرمونا من كل عوامل القوة والمنعة حتى ينفذوا سياساتهم عن طريق العملاء والمضبوعين ، ففي ظل انسداد الأفق أمام شباب تونس وخاصة المتعلمين منهم مع غياب دور الدولة “الوظيفية” لرعاية حقيقية لشؤون الناس فلا نستغرب من ارتفاع متواصل لنسب هجرة هذه العقول إلى الغرب وتواصل هذا النزيف الذي يُدمي القلوب، إن هذه النسب والأرقام لهجرة الأطباء و المهندسين والإحصاءات يجب أن تكون دافعا نحو وقف هذا النزيف بالعمل الجاد المجد لاسترداد ما أخذه الغرب منا من مقدرات وطاقات فكرية وتشريعية حدَّ الاستنزاف, وإقامة حكم راشد يكون فيه السلطان الأمة لا لأعدائها والسيادة للشرع الكريم الذي يوقف خساراتنا المتتالية وخيباتنا إزاء كل محاولات النهوض بهذا البلد العزيز.