وكالة: “حركة النهضة في مأزق.. وفي تراجع”! ولكن لماذا؟
نشرت وكالة رويترز يوم 2\10\2019 تقريرا إخباريا بعنوان ” حزب النهضة الإسلامي في مأزق بعد صعود نجم شعبويين في تونس”. ونقلت أقوال أشخاص ذكرت أسماءهم حول تراجع هذا الحزب فقال أحدهم كان يجلس تحت شجرة قرب طاولة للدعاية الانتخابية تابعة لحزب النهضة في مواجهة مبنى البلدية قوله” المتعاطفون مع حزب النهضة تخلوا عنه بسبب تنازلاته ولم يتبق سوى أعضائه” وقال شخص آخر أيد الحزب لأسباب اقتصادية إن ” الحزب لم يلتزم بوعوده”.
وذكرت الوكالة أنه قد ” تراجع نصيب حزب النهضة من الأصوات على مستوى البلاد باطراد منذ إجراء أول انتخابات حرة في تونس عام 2011، الأمر الذي أثار تساؤلات عن استراتيجيته وهو يسعى للتعافي بعد انتخابات الرئاسة التي احتل فيها المركز الثالث الشهر الماضي” وذكرت ” وعاد الحزب يسعى لاستمالة قاعدة مؤيديه بعد أن خيب آمال الإسلاميين بإطلاق وصف حزب ” المسلمين الديمقراطيين” على نفسه وآمال الفقراء في تونس بالانضمام لحكومات فشلت في تحسين معيشتهم” وأضافت” غير أنه بعد قضاء سنوات في الحكم قدم خلالها تنازلات رأى الحزب أنها ضرورية للحفاظ على النظام الاجتماعي ومعالجة الأزمات فليس من السهل استعادة صورته القديمة ذات الشعبية كحزب ثورة دون أن يرفض ما صدر عنه من أفعال في الآونة الأخيرة”
وذكرت أنه ” عندما استقال زبير الشهودي أحد قيادات النهضة الأسبوع الماضي ودعا الغنوشي إلى التنحي أيضا أشار ذلك إلى عمق الانقسامات” وذكرت ” وقد تخلى ناخبون من أمثال أمين الذي يؤمن إيمانا قويا بالسياسات الإسلامية تخلى عن حزب النهضة وهو يريد رئيسا إسلاميا يلتزم بمبادئه”
وكان الغنوشي رئيس الحزب مؤسسه في مقابلة مع لوموند يوم 19\5\2016 قد أعلن قائلا :” نخرج من الإسلام السياسي لندخل في الديمقراطية المسلمة. نحن مسلمون ديمقراطيون ولا نعرّف أنفسنا بأننا (جزء من ) الإسلام السياسي.. نريد أن يكون النشاط الديني مستقلا تماما عن النشاط السياسي. هذا أمر جدي للسياسيين لأنهم لن يكونوا مستقبلا متهمين بتوظيف الدين لغايات سياسية. وهو جيد أيضا للدين حتى لا يكون رهين السياسة وموظفا من قبل السياسيين”. ومن ثم تبنى حزبه ذلك بشكل رسمي وباحتفال من العلمانيين في مؤتمره العاشر بتاريخ 20\6\2016.
حفاوة المسؤول الكبير
فالكفار المستعمرون وأعوانهم وأولياؤهم احتفوا بذلك حفاوة بالغة حتى حضر مؤتمر كبير العلمانيين في تونس السبسي وعدد غفير من وفود أجنبية غربية ومحلية علمانية ليحتفوا بنصرهم، إذ عدّوه نصرا لهم بأن تقوم جماعة جمعت أصوات مسلمين كثير بشكل متفاوت وإن بدأت في الانحدار في كل انتخابات، بأن تقوم وتتخلى عن الدعوة إلى إسقاط نظام الكفر العلماني وعن إقامة حكم الإسلام وتتبنى أفكارهم الفاسدة، هذا نصر عظيم بالنسبة لهم ولقائدهم الشيطان ليحافظوا على كيانهم وعلى استعمارهم ويحولوا دون تحرر البلد من ربقة استعمارهم، هذا ما تمنوه، ولكن أمنيتهم الأخيرة أن يكفر الناس كما كفروا “وَدُّوۡا لَوۡ تَكۡفُرُوۡنَ كَمَا كَفَرُوۡا فَتَكُوۡنُوۡنَ سَوَآءً”. فهم لن يرضوا حتى يتبع الناس ملتهم أي دينهم وثقافتهم وفكرهم وحضارتهم العفنة ويتخلقوا بأخلاقهم السيئة ويتخلوا عن فكر الإسلام نهائيا. وقد أخبرنا الله بهذه الحقيقة بقوله: “وَلَنۡ تَرۡضٰى عَنۡكَ الۡيَهُوۡدُ وَلَا النَّصٰرٰى حَتّٰى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡؕ قُلۡ اِنَّ هُدَى اللّٰهِ هُوَ الۡهُدٰىؕ وَلَٮِٕنِ اتَّبَعۡتَ اَهۡوَآءَهُمۡ بَعۡدَ الَّذِىۡ جَآءَكَ مِنَ الۡعِلۡمِۙ مَا لَـكَ مِنَ اللّٰهِ مِنۡ وَّلِىٍّ وَّلَا نَصِيۡر”
فمن يوالي الله فهو وليه وموالاه ، فهو معينه وناصره، ومن يتولى الكافرين فالله خاذله ومحبط عمله ولو بعد حين”اَللّٰهُ وَلِىُّ الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا يُخۡرِجُهُمۡ مِّنَ الظُّلُمٰتِ اِلَى النُّوۡرِ وَالَّذِيۡنَ كَفَرُوۡۤا اَوۡلِيٰٓـــُٔهُمُ الطَّاغُوۡتُۙ يُخۡرِجُوۡنَهُمۡ مِّنَ النُّوۡرِ اِلَى الظُّلُمٰتِؕ اُولٰٓٮِٕكَ اَصۡحٰبُ النَّارِۚ هُمۡ فِيۡهَا خٰلِدُوۡن” فهم يريدون أن يخرجوا الناس من النور إلى الظلمات عبادة الله إلى عبادة الطاغوت. فالطاغوت هو الشيطان وهو كل من جعل نفسه مشرعا من دون الله، فيجعل الديمقراطية أي شرع الشعب هو الشرع، فالمجلس عندهم مشرع باسم الشعب يصدر القوانين. علما أن القوانين يصدرها حسب الدستور الذي وضع على أسس علمانية. وقد أشرف الغرب على إخراجه عام 2014 بناء على الدساتير الغربية حتى يضمنوا بأن لا يكون إسلاميا ولا تكون مصادره القرآن والسنة. فيهمنتهم على تونس تتحقق إما بالقوة العسكرية أي بالاحتلال المباشر كما فعلوا سابقا فلا ينالوا خيرا فيقاومهم الشعب كما قاومهم من قبل، وإما بفرضهم دساتيرهم وقوانينهم على الدولة بجانب نشرهم لأفكارهم وثقافتهم مستخدمين الدولة ووسائل إعلامها والذمم الرخيصة والتي تؤسس أحزابا وجمعيات تتبى أفكارهم وثقافتهم. وهذا وقد نجحوا فيه حتى الآن. والثلة المؤمنة الواعية تقاومهم بل تهاجمهم بقوة الفكر والإيمان لأنها تدرك أن ذلك أخطر من الاحتلال العسكري المباشر.
إنه يظهر أن الذين أيدوا حركة النهضة من الناس وبدأوا يتخلون عنها هم صنفان:
صنف وثق بها في أنها ستقيم الإسلام في الأرض وتطبقه بعدل وإحسان فينعم الناس في ظلاله بأمن وأمان وسعادة ووئام ومن ثم تنهض بالبلاد نهضة صحيحة على أساس دينها الحنيف كما كان على عهد الدولة الإسلامية منذ أن أسسها رئيسها الأول سيدنا ونبينا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم وخلفه الخلفاء الراشدون بسيرة حسنة فساروا على منهاج النبوة ومن ثم تتابع عليها الخلفاء فأعز الله الإسلام وأهله وأعلى من شأنهم وتقدموا في كافة المجالات، فأطعمهم الله وآمنهم من خوف وأحياهم حياة طيبة على مدى 13 قرنا.
وصنف آخر أيد تلك الحركة ظنا منه أنها ستعالج مشاكل البلاد وخاصة الاقتصادية وتحسن معيشة الناس وتعالج البطالة وتؤمن فرص العمل وتجلب لهم الرخاء والاستقرار.
فخاب فألهم فيها ونزعوا ثقتهم منها. لا هي حققت ما أراده الصنف الأول، ولا حققت ما أراده الصنف الثاني، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء مذبذبين، فكانت ضغثا على إبالة، أضرت أكثر مما أفادت.
ولا يعني أن مئات الأحزاب الأخرى التي تبنت الديمقراطية والعلمانية والليبرالية والاشتراكية وغير ذلك من تجارة الأفكار الكاسدة والفاسدة في الغرب والشرق بأفضل منها أو أنها حققت شيئا لأهل تونس أو للأمة، بل هي كاسدة وفاسدة كأفكارها الكاسدة والفاسدة ومتهاوية ومتساقطة لا خير فيها، همها المناصب والمصالح الشخصية والحزبية، ومتهافة على خدمة الأسياد من المستعمرين لتنال دعمهم المادي والإعلامي والسياسي. فسرعان ما تنشطر وتنقسم، فكل من يرى نفسه أنه أصبح لامعا في حزبه يرى نفسه كبيرا فلا يريد أن يطيع أميرا أو يخضع لأوامر أحد ويريد أن يسيطر على قيادة الحزب أو يبحث لأن يؤسس حزبا آخر، فالإنقسام فيها كانقسام الأمبيا وهي ضارة وخطرة كضرر الأمبيا وخطرها. فالتوصيات من الوقاية منها والقضاء عليها، كالتوصيات من الوقاية من الأمبيا والتخلص منها، فيجب غسل اليدين منها بشكل جيد والتخلص من قمامة أفكارها الفاسدة المستوردة وتطهير البيت منها وتعقيمه وعدم تناول أي فكر منها، ومن ثم وضع هذه القمامة في كيس للقمامة مغلق بشكل جيد ورميه بعيدا عن سواحل البحر المتوسط الإسلامية في تونس وما جاورها وقريبا إلى سواحل فرنسا وأوروبا، فنقول لهم هناك هذه بضاعتكم الاستعمارية الفاسدة ردت إليكم، فلا حاجة لنا بكم ولا ببضاعتكم، وعندنا بضاعة نظيفة طاهرة من لدن عزيز حكيم. بل أنتم أيها الغربيون محتاجون لنا ولبضاعتنا الصالحة حتى نخلصكم من حياة الشقاء والتعاسة التي تتقلبون فيها مهما غطيتم تعاستكم بغطاء خادع من التقدم الصناعي والمادي وبالإعلام الكاذب.
انعدام المبدئية
إن مشكلة حركة النهضة تكمن في انعدام المبدئية أو العقائدية لديها. فقد تنازلت عن اسمها السابق وتنازلت عن أفكارها وميولها وأهدافها الإسلامية. فكلما عصفت بها عاصفة أو كلما واجهت اضطهادا وقمعا أو وقعت تحت الضغوطات والتهديدات فسرعان ما تقدم التنازلات، فهي تفكر في البقاء والمنافع، وليس في سيادة المبدأ فتكون مبدئية وتلتزم بعقيدته وما ينبثق عنها من أفكار وأنظمة وشريعة ومنهاج. وعندئذ لا يهمها ما أصابها حتى يظهر الله أمره أو الموت في سبيله. فالقائمون عليها يريدون أن يحافظوا على أنفسهم ومناصبهم ومصالحهم وتحصيل منافع آنية للجماعتهم وللناس. فأصبحوا برغماتيين يتماشون مع الواقع لتحقيق مصالحهم. ويظنون أنهم يحسنون صنعا.
فعندما يتنازل الإنسان عن مبدئه في العمل السياسي ويجعله أمرا دعويا ليس له علاقة بالسياسية فما قيمة المبدأ والمبدئية لديه؟! فكأنه يخادع الأتباع ويقول إلزموا المساجد والتزموا بأخلاق الإسلام وسبحوا بحمد ربكم وكبروا واذكروه كثيرا تصفو نفوسكم وصلوا خمسكم وأطيعوا زوجكم وصوموا شهركم وزيدوا عليه ستا من شوال، وإثنين وخميس من كل أسبوع وأيام البيض من كل شهر، وعشر من ذي الحجة ويوم عاشوراء، فهذا يكفيكم من الدين، وما لكم والسياسة فإنها من عمل الشيطان كما قال أحد المشايخ الجاهلين!! لا لن يكفي ذلك ولن يقبل الله ذلك من المسلمين وحده، فإن ذلك جزء من الدين ولكن نقول لهم زيدوا عليه من الأعمال الصالحات الأخرى ولن يقبل الله منكم إلا إذا اقترن عملكم بالسياسة.
فالعمل بالسياسة كما أمر الله فرض عظيم، ومن قصر فيه أثم. فكل مسلم سياسي: فإما أن يكون حاكما يرعي شؤون الناس بالإسلام كالخليفة والمعاونين والولاة والعمال، وإما أن يكون محاسبا وناصحا أمينا لهم، يراقبهم هل انحرفوا عن الإسلام فيسقطهم، أو أساؤا تطبيقه فيصححهم أو أنهم ظلموا فيقومهم ويؤطرهم على الحق أطرا أو أنهم أخطأوا فيرشدهم أو أنهم نسوا فيذكرهم. فذلك ثوابه عظيم عند الله، ومتابعة الأخبار السياسية وتحليلها لمعرفة ما يدور في الكواليس وما يأتمر به الكفار المستعمرون وأعوانهم وكشف ذلك للناس، وذلك من السياسة وهو فرض أن يقوم به المسلمون.
والحزب الإسلامي السياسي يستند إلى الإسلام ويأخذه كاملا غير ناقض ولا يفصل العمل السياسي عن العمل الدعوي فكله سياسة، فالإسلام كل لا يتجزأ. هكذا كان حزب الرسول صلى الله عليه وسلم فقال تعالى:”
“فَاسۡتَقِمۡ كَمَاۤ اُمِرۡتَ وَمَنۡ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡا ؕ اِنَّهٗ بِمَا تَعۡمَلُوۡنَ بَصِيۡرٌ وَلَا تَرۡكَنُوۡۤا اِلَى الَّذِيۡنَ ظَلَمُوۡا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُۙ وَمَا لَـكُمۡ مِّنۡ دُوۡنِ اللّٰهِ مِنۡ اَوۡلِيَآءَ ثُمَّ لَا تُنۡصَرُوۡنَ وَاَقِمِ الصَّلٰوةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَـفًا مِّنَ الَّيۡلِ ؕ اِنَّ الۡحَسَنٰتِ يُذۡهِبۡنَ السَّيِّاٰتِ ؕ ذٰ لِكَ ذِكۡرٰى لِلذّٰكِرِيۡنَ ۚ وَاصۡبِرۡ فَاِنَّ اللّٰهَ لَا يُضِيۡعُ اَجۡرَ الۡمُحۡسِنِيۡنَ فَلَوۡ لَا كَانَ مِنَ الۡقُرُوۡنِ مِنۡ قَبۡلِكُمۡ اُولُوۡا بَقِيَّةٍ يَّـنۡهَوۡنَ عَنِ الۡفَسَادِ فِى الۡاَرۡضِ اِلَّا قَلِيۡلًا مِّمَّنۡ اَنۡجَيۡنَا مِنۡهُمۡۚ وَاتَّبَعَ الَّذِيۡنَ ظَلَمُوۡا مَاۤ اُتۡرِفُوۡا فِيۡهِ وَكَانُوۡا مُجۡرِمِيۡن”.
فالاستقامة باتباع أوامر الله في كل شيء، والاستقامة على الطريقة، وعدم الانحراف والزيغ عن أوامر الله في كل واردة وشاردة، وعدم الركون إلى الظالمين ومتابعتهم والدخول في حكمهم وبرلمانهم للتشريع معهم ومعاونتهم والتحالف معهم، بل التصدي لهم ولأفكارهم، وإقامة الصلاة والصبر على كل المكاره والصبر على إقامة الفروض وتجنب ارتكاب المعاصي والمنكرات وأكبرها الحكم بغير ما أنزل الله ومحاربة الفساد فالظلمون مجرمون وقد توعد بمعاقبتهم. فلا فصل بين العمل السياسي والعمل الدعوي، ولا فصل بين السياسة والدين ولا ركون إلى العلمانيين الظالمين.
إن حزب الرسول ها ذاك وها هو كما قال تعالى: “قُلۡ هٰذِهٖ سَبِيۡلِىۡۤ اَدۡعُوۡۤا اِلَى اللّٰهِ عَلٰى بَصِيۡرَةٍ اَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِىۡؕ وَسُبۡحٰنَ اللّٰهِ وَمَاۤ اَنَا مِنَ الۡمُشۡرِكِيۡن”. “أنا” أي الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تبعه هم أعضاء الحزب، فأمير الحزب هو الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحبة هم أتباع الحزب وكوادره، وسبيله هي طريقة حمل الدعوة كما أوحى الله إليه وهي طريقة شرعية واجبة الإتباع في كل زمان ومكان، والدعوة إلى الله أي لتوحيده في الألوهية والربوبية لا معبود غيره ولا مشرع غيره وذلك بعبادته وإقامة حكمه في الأرض، وعلى بصيرة أي بوعي وإدراك، بفهم ما يدعو له، بفهم الإسلام بأنظمته وأفكاره، بفهم ما يدور حولنا وما يمكر بنا الكفار من مكر سيء فهو كبير وخبيث فهم متتقنون لفن المكر وكثير من المسلمين قلوبهم صافية ومنهم سذج وجهلة إذا رأوا أنياب الليث بارزة يظنون أنه يبستم وهو يعد نفسه ويشحذ أسنانه ليأكلهم، فيقعون صرعى غفلة بين يديه.
إن من يتنازل فإنه يهن فلا مكرم له، فالله يذله ويخذله ولا ينصره.فكما قال تعالى ” وَمَنۡ يُّهِنِ اللّٰهُ فَمَا لَهٗ مِنۡ مُّكۡرِمٍؕ اِنَّ اللّٰهَ يَفۡعَلُ مَا يَشَآء”
وإن من يتنازل يسهل الهوان عليه فيصبح ذليلا فلا يتوقف عند أول تنازل، يتنازل عن اسم حركته ومن ثم عن أفكاره وبرامجه وأهدافه فيخرجوه من النور إلى الظلمات ويدخلوه مدخلهم إلى النار.
فكم كان شاعر العرب حكيما عندما قال:” مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ ما لِجُرْحٍ بِميّتٍ إيْلامُ”
فالمبدئي يقول قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :” والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه”. ويثق بالله وبوعده ثقة كاملة ويتوكل عليه حق التوكل، فيتمسك بمبدئه وفكرا وطريقة ولا يحيد عنها قيد شعرة حتى يلاقي ربه وهو راض عنه أو يلقى ما وعده في الحياة الدنيا من نصر وتمكين.
“وَلَيَنۡصُرَنَّ اللّٰهُ مَنۡ يَّنۡصُرُهٗ ؕ اِنَّ اللّٰهَ لَقَوِىٌّ عَزِيۡزٌ اَ لَّذِيۡنَ اِنۡ مَّكَّنّٰهُمۡ فِى الۡاَرۡضِ اَقَامُوا الصَّلٰوةَ وَاٰتَوُا الزَّكٰوةَ وَاَمَرُوۡا بِالۡمَعۡرُوۡفِ وَنَهَوۡا عَنِ الۡمُنۡكَرِ ؕ وَلِلّٰهِ عَاقِبَةُ الۡاُمُوۡر”.
أ, أسعد منصور