أمريكا تجر منطقة جنوب وجنوب شرق آسيا إلى الفوضى وقادة “البريكس” يدينون الإسلام!
أمريكا تجر منطقة جنوب وجنوب شرق آسيا إلى الفوضى وقادة “البريكس” يدينون الإسلام!الإسلام مبعث للطمأنينة للمنطقة والعالم وليس مبعثا للقلق!إنّ ما يعنينا في هذا التوضيح والرد على ما جاء في إعلان الدول الأعضاء في مجموعة “بريكس”، في مسودة البيان الختامي الذي صدر يوم الاثنين، الرابع من أيلول/سبتمبر 2017 من “أنّ الدول الأعضاء تشجب بشدة التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية، وتشديدها على أن مشكلة برنامجها النووي يجب تسويتها فقط عبر الحوار والوسائل السلمية”. إنّ ما يعنينا في هذا الرد ليس التأكيد على أنّ أمريكا تحاول جر منطقة جنوب وجنوب شرق آسيا إلى الفوضى وإشعال الحرائق فيها، للتدخل في المنطقة كنصير للدول المهدَدة ورادعة للدول المارقة، متذرعة بمشاكسات كوريا الشمالية في حين إنها تعلم أنّ هذه التجارب العسكرية لا تعدو كونها مفرقعات لتحقيق أهداف سياسية وإعلامية، وإنّ قادة “البريكس” قد وقعوا في الفخ الذي نصبته لهم أمريكا فراحوا يكررون ما تقوله هي من خطورة تحركات كوريا الشمالية…
بل الذي يعنينا في هذا الرد هو ما جاء في مسودة البيان من اعتبار العديد من الحركات الإسلامية، الحقيقية منها والوهمية، من أنّها مبعث قلق لهذه الدول ولهذه المجموعة، ومن ضمن هذه الحركات حزب التحرير، ونحن في حزب التحرير لا نقبل أن نكون موضع اتهام من أي طرف كان، وخصوصا من دول عداؤها للإسلام ولفكرة إعادة الحكم بالإسلام عداء مستحكم، مثل روسيا والهند والصين، ولكن نوجه توضيحنا هذا إلى الأمة الإسلامية حتى تعي ما يُحاك لها ولدينها العظيم، وللشعوب المضللة من تلك المجموعة التي تحكمها حفنة من الرأسماليين الجشعين، الذين لا همَّ لهم إلا تكثير ثرواتهم والحفاظ على سلطتهم وتسلطهم، من خلال استعباد وقهر شعوبهم وتضليلهم عن سبيل نجاتهم المتمثل بالإسلام العظيم. للأمة الإسلامية ولتلك الشعوب نقول:
أولا: إنّ حزب التحرير حزب سياسي مبدؤه الإسلام، يحمل الإسلام مشروعا حضاريا، بديلا عن الأنظمة الوضعية، والتي لم تجلب للبشرية إلا الشقاء، والحزب هو ثلة من الأمة الإسلامية يعمل معها لتحريرها من هيمنة دول الغرب والدول الطامعة فيها وفي ثرواتها، ويعمل معها لإيصال الإسلام، بديلا حضاريا للشعوب التي تحكم بجور الرأسمالية، وإنّ الحزب يقوم بذلك امتثالا لأمر الله سبحانه وتعالى، الذي فيه خير البشرية وخير الشعوب وخصوصا المقهورة منها والمستعبدة، مثل شعوب دول “البريكس”.
ثانيا: إن “الإرهاب” هو إنتاج أمريكي حصري، وهو بضاعتها التي استخدمتها باقي دول العالم ومنها دول “البريكس” لاتخاذها مبررا لمهاجمة الإسلام وملاحقة حملته المخلصين، للحيلولة دون وصول الإسلام، دين الرحمة إلى البشرية، ودون وصوله إلى الحكم، فينفضح زيف وعجز الأنظمة البشرية، ويتأكد الجميع بأنّ الإسلام هو بحق منقذ الشعوب من جور الرأسمالية والرأسماليين وجشعهم، وجلهم من الحكام.
ثالثا: لم يشهد العالم ومنطقة جنوب وجنوب شرق آسيا أمنا وأمانا كما شهدته إبان كان الإسلام هو المهيمن على هذه المنطقة، لدرجة دفعت الصين في فترة من الزمن امتدت لقرون لأن تحل جيشها، لعدم شعورها بأي تهديد خارجي. ولم تشهد المنطقة ازدهارا كما شهدته المنطقة عندما كان الإسلام مطبقا في المنطقة حتى كانت الهند سلة الغذاء العالمية وتعطي القروض “للإمبراطورية البريطانية” لإنقاذها من فساد ملوكها الاقتصادي، أما في ظل الأنظمة البشرية ومنها الرأسمالية والشيوعية الصينية، فإنها حولت المنطقة إلى ساحة لسباق التسلح، للفتك بالبشرية، وحولت شعوب المنطقة وهم أكثر من نصف سكان العالم، حولتهم إلى فقراء، على الرغم من غنى بلادهم بالثروات الطبيعية والثروة البشرية الهائلة.
رابعا: يجب أن يعي الجميع أنّ الإسلام الذي يحمله حزب التحرير بفهمه الدقيق له هو البديل الحضاري للبشرية وهو السبيل الوحيد لإخراج شعوب هذه المنطقة من الجوع والفقر المدقع الذي تعيش فيه، فواقع الإسلام وأنظمته وأحكامه في رعاية شئون الناس، يؤكد لكل ذي لب أنّ أحكام الإسلام مميزة في رعايتها لشئون الناس، وأنها تحقق السعادة والرفاهية والعدل بين الناس، والتاريخ يشهد على ذلك، وقد وضحه الحزب، وبيّن في ثقافته التي نشرها في كتبه وعلى مواقعه الإلكترونية تفصيل ذلك.
خامسا: إننا ندعو الأمة الإسلامية إلى إيصال هذا الإسلام إلى سدة الحكم، وذلك بحثّ أهل القوة والمنعة لإعطاء النصرة لحزب التحرير، الحزب السياسي المدرك لكيفية الحكم بالإسلام العظيم، فتعود الأمة منارة تهتدي بها البشرية جمعاء، كما وندعو شعوب المنطقة ومنهم المفكرون والغيورون على شعوبهم إلى تبني الإسلام الحضاري، عقيدة ومنهاج حياة ونظام حكم، وأن يطالبوا حكامهم بتبني الإسلام عقيدة ونظام حكم، حتى يخرجوا من حالة البؤس التي يعيشونها وينجوا أنفسهم من عذاب جهنم.
﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾