الصراع الطبقي والعنصري شاهد على فشل الديمقراطية

الصراع الطبقي والعنصري شاهد على فشل الديمقراطية

الخبر:

شهدت منطقة منيابوليس في ولاية مينازوتا أعمال نهب وشغب عارمة قادها السود الأمريكيون بعد مقتل رجل أسود على يد شرطة المدينة يوم أمس.. وترك بعض أصحاب المحلات التجارية متاجرهم ولاذوا بالفرار أمام أعمال الشغب خاصة في مدينة منيابوليس. وقد طالت الإحتجاجات وأعمال العنف والشغب حوالي ثلاثين ولاية أمريكية.

التعليق:

حادثة ليست جديدة في المجتمع الغربي العنصري الذي لا يهتم بمبادئ أو دساتير ولا يعمل بمقتضى ما يتبجح به دعاة الحريات والإنسانية وعدم التمييز والمساواة وغيرها من الشعارات البراقة التي لا تجد في واقع الحياة أثرا، بل يشهد الواقع يوما بعد يوم على النقيض من ذلك تماما. والأمر ليس مقتصرا على شرطي أو جندي، بل هي سياسة يرعاها رئيس الدولة، ومنهج يعمل على أساسه ويتباهى به. فقد وصف ترامب من يقومون بالاضطرابات في منيابوليس، عقب مقتل الأمريكي من أصل أفريقي المدعو جورج فلويد، بأنهم “بلطجية” أو “رعاع”. وذلك في تغريدته على التويتر فكتب: “هؤلاء الرعاع يشوهون ذكرى جورج فلويد ولن أسمح بحدوث ذلك. تحدثت للتو مع الحاكم تيم والز وأخبرته بأن الجيش معه قلبا وقالبا. سنسيطر على أي صعوبة لكن عندما يبدأ السلب والنهب يبدأ إطلاق الرصاص”.

“العفو يا سيادة الرئيس”, ولكنَّ هذا تحريض على العنف وليس حلا للمشكلة، فالحل لا يكون بقتل المحتج وإطلاق النار على المتظاهرين، بل إن هذا سيزيد الأمر ضغثا على إبالة، ولن تجني بالعنف إلا ردة فعل أعنف.

ما الذي دفع هؤلاء للخروج إلى الشوارع، وما هي مطالبهم؟ هل بحثتها أم ناقشت سبل تخليص المجتمع منها، واجتثاثها من جذورها؟ لا.. لم تفعل، بل على العكس من ذلك، ما زالت تصريحاتك القومية والعنصرية والتحريضية تفشي بين الناس البغض والكراهية والعدوانية والأنانية، حتى أوشكت شعارات الحرية والديمقراطية أن تحترق مع احتراق المحلات وإشعال النار في مؤسسات الدولة ودوائر الحكومة التي بات الناس يكرهونها ويبغضونها ويلعنون من يناصرها أو يدعمها.

لقد أعلن أبراهام لنكولن انتهاء الاستعباد وفرض المساواة بين البيض والسود منذ أكثر من 155 عاما بعد انتهاء الحرب الأهلية في أفريل عام 1865م. ولكن حتى اليوم لم يستطع المجتمع في أمريكا الذي تعاقبت عليه حكومات ديمقراطية أوهمته وأشغلته بمبادئ المساواة والحرية، لم يستطع هذا المجتمع قبول السود، ناهيك عن اعتبارهم إخوة أو أبناء وطن واحد.

عندما دعا رسول الرحمة محمد r الناس في مكة إلى الإسلام كان من أتباعه الأوائل بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وسمية وزوجها عمار بن ياسر وغيرهم، وكلهم كانوا عبيدا مستضعفين في مكة، لكن الأخوة الإسلامية التي جمعتهم جعلتهم أحرارا وارتقت أسماؤهم حتى سبقت عمر بن الخطاب وحمزة بن أبي طالب عم النبي ﷺ. روى أنس بن مالك عن النبي ﷺ قوله: «السُّبَّاقُ أربعةٌ أنا سابِقُ العربِ وصُهَيبٌ سابِقُ الرُّومِ وسَلْمانُ سابِقُ الفُرْسِ وبلالٌ سابقُ الحَبَشِ». وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقدم بلالا في المجالس ويقول: “أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا”.

فأين هم من مبدأ الإسلام الذي يحقق العدل والمساواة على أحسن وجه؛ لا تمييز ولا عنصرية ولا بغضاء ولا جاهلية…؟

م. يوسف سلامة – ألمانيا

CATEGORIES
TAGS
Share This