كرّاس شروط وزارة الشؤون الدّينية, إغلاق معنوي معجّل يُفضي إلى إغلاق مادّي مؤجّل

كرّاس شروط وزارة الشؤون الدّينية, إغلاق معنوي معجّل يُفضي إلى إغلاق مادّي مؤجّل

أخيرًا، وبعد أكثر من شهرين على إغلاق بيوت الله بحجّة التوقّي من وباء كورونا مرّ فيها الحجر الصحّي بأدواره الثلاث (الكلّي ـ الجزئي ـ الموجّه) وفُتحت فيها جميع المؤسّسات والقطاعات والفضاءات العامّة منها والخاصّة بما في ذلك المقاهي والمطاعم والحانات، وبعد أن سمحت إسرائيل بفتح المسجد الأقصى وسمح الغرب الصّليبي بفتح مساجده ورفع الأذان فيها، بعد كلّ هذا الماراطون تكرّمت علينا وزارة الشؤون الدينيّة بفتح المساجد معلّقةً هذا (الفتح المبين) بكرّاس شروط من عشر صفحات (حاشا عينيكم) لم يجرؤ على مثلها هولاكو وجنكيز خان حين غزوا المشرق الإسلامي، شروط تؤدّي عمليًّا إلى خراب بيوت الله وتصفيتها ماديًّا ومعنويًّا بالتضييق على روّادها وتحييدها عن أبسط أدوارها وبالتأسيس لطقوس وصلوات بدعيّة على مذهب منظّمة الصحّة العالمية مخالفة للهيئة التي أمر بها الله ورسوله بما يؤدّي عمليًّا إلى انتقاض آخر عروة من عُرى الإسلام مصداقًا للحديث الشريف (لَتُنتقَضُنّ عُرى الإسلام عُروةً عروة وكلّما انتقضت عروة تشبّث الناس بالتي تليها فأمّا أولاهنّ انتفاضً فالحكم وأمّا آخرتهن انتقاضًا فالصّلاة) ودونكم هذه العيّنات المقزّزة التي تجعل من بيوت الله أشبه شيء بثكنة عسكريّة في ألمانيا النّازية (غلق الميضات ودورات المياه ومنع الوضوء في المسجد ـ تحجير استعمال المبرّدات والمكيّفات والمراوح ـ تعقيم اليدين وارتداء كمّامة وإحضار سجّاد خاصّ ـ منع استخدام المصاحف والمسابح ـ تباعد جسدي بين المصلّين مع تباعد الصّفوف ـ إقامة الصّلاة مباشرةً إثر الأذان مع التخفيف في الصّلاة ـ القدوم إلى المسجد قبل ربع ساعة من الصلاة ومغادرته مباشرةً إثر التسليم ـ الامتناع عن المصافحة والعناق والتقبيل والتجمّع داخل المسجد أو خارجه ـ تعليق الدّروس والمحاضرات والملاّت القرآنية إلى إشعار آخر)…وقد ذيّلت هذه القائمة بتهديد صريح للمصلّين (في صورة اكتشاف أي حالة إصابة بفيروس كورونا بين المصلّين فإنّه يُطبّق عليهم الحجر الصحّي الإجباري مع غلق المعلم الدّيني) بما يجعل من ارتياد المساجد مغامرة غير مأمونة العواقب ويُبقي عصا إغلاقها في يد السلطة تلوّح بها وتنفّذها متى شاءت…

منظّمة (السّقم) العالميّة

هذه الشروط المجحفة جديرة بحالة وبائيّة حادّة وبؤرة طاعونيّة من الصّنف الأوّل على شاكلة مدينة ووهان الصينية في ذروة انتشار الفيروس، وهي لا تتماشى مع وضع تونس التي انتقلت إلى مرحلة الحجر الصحّي الخفيف الموجّه القائم على مجرّد التباعد الاجتماعي، ناهيك أنّها أضحت شبه خالية من الفيروس ولم يعد يُسجّل فيها أية حالات جديدة تقريبًا منذ مدّة…وممّا يثير الاستغراب ويضاعف العجب أنّ هذه الشروط مقصورة على بيوت الله دون غيرها من الفضاءات والمؤسّسات والقطاعات الخاصّة منها والعامّة التي لم تخضع لعُشر معشار تلك الإجراءات ومنها ما لم يخضع لأيّ إجراء صحّي أصلاً على غرار الأسواق: فالتراصّ والتزاحم والانفلات في كلّ مكان (وسائل النّقل ـ المقاهي ـ مكاتب البريد ـ الإدارات والمصالح العمومية…) وثقافة التباعد الاجتماعي أبعد ما تكون عن ذهنية سواد النّاس المهووسين بلقمة العيش المرّة ولو على حساب صحّتهم وحياتهم… وبالتالي وعلى فرض حسن نيّة القائمين عليها فإنّ هذه الإجراءات عقيمة وغير مجدية لأنّها غير معمّمة على سائر فضاءات المجتمع، نلتزم بها قسرًا دقائق معدودة في المساجد ثم ننخرط في الحياة العامّة حيث لا حجر ولا تباعد ولا التزام بما يكشف صراحة أنّها مفصّلة خصّيصًا على مقاس المساجد ومجعولة أساسًا لاستهداف بيوت الله وشعائر الإسلام… وممّا يدعم هذا المعطى أنّ كرّاس شروط وزارة الشؤون الدّينية حُبرت امتثالاً لتوجيهات وإملاءات منظّمة الصحّة العالمية: وغني عن الذّكر ان هذه المنظّمة هي أداة صهيونية ماسونية فعّالة بيد الولايات المتّحدة الأمريكية تستخدمها لتجفيف نسل المسلمين ونشر الأمراض المزمنة بينهم عبر التلاقيح المشبوهة والأدوية المسمومة وإجراءات (التنظيم العائلي) والاتفاقات الدّولية المجحفة (سيداو) المستهدفة للأسرة الإسلامية ولصحّة المسلمين وناشئتهمّ، وذلك لضرب الخلايا الحيّة في جسد الأمة وصولاً إلى شلّها بالكامل، ودونك دور هذه المنظّمة في نشر فيروس كورونا وتضخيم فزّاعته وإخفاء دوائه ولقاحه وعرقلة البحث العلمي حوله بما حوّلها بامتياز إلى منظّمة (السقم العالمي)…

أمّا الأسلوب الذي تلبّست به هذه الخليّة الإجرامية (الإجراءات الصحيّة) فهو قديم ومستهلك ومحبّذ لدى الكافر المستعمر: فقد استهدف به الحمّامات العمومية في بلاد المسلمين لا لشيء إلاّ لأنّها دليل على نظافة المسلم، فجرّدها من (البشاكر والفوط والقباقب والسطول…) بحجة انها تنقل عدوى الأمراض للتضييق على المستحمّين وتعسّر ارتيادهم لها، ثم وقع غلق العديد منها بحجج صحيّة واهية حتى انّه في مصر لم تبق السلطات إلاّ الحمّامات التاريخية فقط…نفس هذا الأسلوب (نقص إجراءات الصحّة والسلامة) استهدف به الكافر المستعمر الكتاتيب القرآنية بحجّة الأمراض ونقل عدواها، فوضعوا لها كراس شروط مجحفة (طاولات ـ كراسٍ ـ دورات مياه…) عجز عنها المؤدّبون الفقراء البسطاء فأغلقوا معظمها ثم تبنّت الدّولة القطاع برمّته لتصفيته فأفرغته من محتواه القرآني وحوّلته إلى إسم على غير مسمّى: مجرّد فرع لرياض الأطفال وأقسام التحضيري حيث المسخ والتمييع والتربية الجنسية…

استهداف ممنهج

إن القراءة المستنيرة لهذا الفرمان المغولي التتري المنسوب إلى وزارة الشؤون الدينية وما حفّت به من إجراءات عملية ميدانية تجلي لنا بما لا يدعو مجالاً للشكّ أنّه لا ينظّم فتح بيوت الله ـ كما يدّعون له ـ بقدر ما يستهدف بشكل خبيث وممنهج إحكام إغلاقها معنويًّا ليكون إغلاقها المادّي أمرًا واقعًا ونتيجةً آلية طبيعية وشبه مطلب شعبي: فبالرّجوع إلى تلك الشروط نلمس بين ثناياها دون عناء إغلاقًا معنويًّا معجّلاً يفضي إلى إغلاق مادّي محكمٍ مع تأجيل التنفيذ وبنظام القطرة قطرة…فهذه الشروط الموضوعة ـ نظريًّا ـ لتقنين فتح بيوت الله وحمايتها من انتشار فيروس كورونا هي ـ عمليًّا ـ أخطر من الإغلاق نفسه وأفدح منه: فقد كان الإغلاق ظرفيًّا مؤقّتًا مبرّرًا بظروف وبائية عالمية قاهرة، وكان الشعب رافضًا لهذا الإغلاق ممتعضًا منه متحدّيًا له مطالبًا بفتح بيوت الله ممنيًّا نفسه بمرور الأزمة منتظرًا ذلك بفارغ الصّبر…

أمّا مع هذه الإجراءات فسيتولّى الشعب نفسه بمحض إرادته هجران بيوت الله وتركها خاوية على عروشها بعد أن أُفرغت من محتواها ولم تعد تحقّق الجماعة واستحالت بيوتًا للشيطان: فتلك الشروط تستهدف التضييق على المصلّين وفرض حصار على بيوت الله وتحديد سقف بشري لمرتاديها وإقلاق راحتهم وتعسير تردّدهم عليها وإفراغ الصّلاة من محتواها وحرمان المصلّين من لذّة الجماعة برفع الخشوع والأجواء الروحانية عنها وتحييد المساجد عن أبسط أدوارها الدينية والإنسانية ثمّ إخافة الناس من ارتيادها تحت طائلة الحجر الصحّي الإجباري بما يؤدّي غلى تخريبها من الدّاخل وتنفير الناس منها ودفعهم دفعًا إلى هجرانها عن رضى وطيب خاطر…إنّ هذه الشروط هي باختصار منع لمساجد الله أن يُذكر فيها اسمه وسعي في خرابها بما يحوّلها إلى (مغلقة في وضع مفتوح) ويسهّل على السلطة مهمّة إغلاقها نهائيًّا… فما علاقة مبرّدات المياه والمكيّفات والمراوح بفيروس كورونا..؟؟ ومتى كان مسك المصاحف والمسابح ينقل العدوى..؟؟ هل نحارب الفيروس بالاغتسال والتعقيم أم بقطع الحنفيّات وإغلاق الميضات ودورات المياه ومنع الوضوء..؟؟ من يقدر على الوضوء في البيت واصطحاب سجّاد شخصي غير جيران المسجد، فما هو مصير عابري السبيل والتجّار والموظّفين والمسافرين والمتسوّقين..؟؟ هل أنّ صلاة التباعد المخفّفة على مذهب منظّمة الصحّة العالمية تعدّ صلاة جماعة مجزئة شرعًا..؟؟ أيّ لذّة وأي خشوع يبقى للصلاة في المسجد إذا لم تحقّق مبدأ الجماعة بالتوادّ والتراحم والتزاحم والتقارب المادّي والمعنوي والتدبّر والتثقّف..؟؟ ثمّ من سيجرؤ أو يغامر بارتياد المساجد إذا كان روّادها تحت التهديد بالحجر الصحّي الإجباري..؟؟

صلاة بدعيّة

هذه هي شمّاعة كورونا على حقيقتها: تعلّة جديدة وعنوان مستحدث ينضاف إلى شمّاعة الإرهاب اعتمدها الكافر المستعمر وأذنابه المحليّون لمحابة الإسلام واستهداف شرائعه وأحكامه وصولاً غلى أبسط طقوسه التعبّدية: فالصلاة على مذهب (منظمة السقم العالمية) بدعة مخالفة لصفة الصلاة التي أمرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلّم حين قال (صلّوا كما رأيتموني أصلّي)، فالتّباعد الجسدي بين المصلّين والتباعد المادّي بين الصفوف وخلخلتها والتخفيف المشطّ من الصّلاة كلها إجراءات بدعية تجعل من الصلاة في المسجد (فردية في وضع الجماعة) أي مجرّد تواجد في بيت الله لا يحقّق الجماعة بقدر ما هو إطار وفضاء جماعي لأداء صلاة فردية على شاكلة السّنن والرواتب بما يعسّر عملية تصنيف هذه الصّلاة ويجعلها باطلة وغير مجزئة شرعًا…فشعائر الإسلام توقيفية من الله فلا تؤدّى إلا على الوجه الذي جاء به الوحي مستكملةً أركانها وشروطها مصداقًا لأمره صلى الله عليه وسلّم (خذو عنّي مناسككم…) والصّلاة من شعائر الإسلام وهي بالتالي عبادة توقيفية لها كيفية شرعية منقولة عن الرسول الأكرم قولاً وعملاً حيث بيّن لنا هيئتها للمقيم والمسافر والسقيم والمعافى كما بيّن أحكام صلاة الجماعة وصفتها وكيفيّة أدائها وحذّرنا من مغبّة مخالفتها (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ)…وقد أوجز الرسول الأكرم تلك الهيئة المخصوصة بقوله (أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدّوا الخلل ولينوا بأيدي إخوانكم ولا تذروا فروجات الشيطان ومن وصل صفًّا وصله الله ومن قطع صفًّا قطعه الله عزّ وجلّ)…فهذا الحديث وغيره من الأدلة يتضمّن قرائن تفيد وجوب استقامة الصفّ وتراصّه ولا تجيز بأي حال من الأحوال إقامة صلاة الجماعة مع التّباعد الجسدي والإخلال بالصفوف على شاكلة رقعة الشطرنج ولا توجد أية رخصة شرعية تجيز ذلك: فالخوف والمرض والسفر ليست عللاً شرعية يقاس عليها بل هي أسبابٌ لمسائل مختلفة منفصلة عن بعضها لكلّ منها أحكامها الخاصّة بها ولا تشترك في عللٍ حتى تقاس على بعضها، فالعذر خاصّ بصاحبه ولا يغيّر من هيئة الصلاة وكيفيّة أدائها…كما أن الصحابة رضوان الله عليهم أثناء طاعون عمواس أقاموا صلاة الجماعة بصفتها الشرعية وبالأشخاص الصحاح وغير المصابين فيما وقع الحجر على المرضى والمتّصلين بهم…فالأصحّاء يمارسون حياتهم ويؤدّون فرائضهم بمعزل عن المرضى دون أن تُحرَّف عبادة أو تعدّل صلاة لتوافق مخطّطات الاستعمار المستهدفة للإسلام والمسلمين…

دمقرطة المساجد

غير أنّ هذا المكر الكُبّار ليس إلا الجزء الطافي من جبل الجليد، فهو يتنزّل ضمن مشروع رئيسي أوسع أوسع هو مشروع دمقرطة المساجد او البناء الديمقراطي للمساجد: فمن مقتضيات الإسلام الديمقراطي المعدّل المخفّف على مذهب الولايات المتحدة الأمريكية أن تقع دمقرطة الحياة المسجديّة ـ إطارًا وخطابًا وإشرافًا ورؤيةً وطقوسًا ـ عبر رسكلة إطارات المساجد وترشيد خطابها الدّيني وتنقيته من التطرّف والتشدّد والتمييز وإخضاع بيوت الله لمخرجات حقوق الإنسان وحقوق المرأة والحريات العامّة وانفتاحها على المجتمع المدني بل وعلى كنائس النصارى ومعابد اليهود في إطار التسامح الديني تحت خيمة جدّنا إبراهيم التي تظلّ الجميع، ألم يقل شيخ جامع الزيتونة المنصّب بالحديد والنّار (هشام بن محمود) للرئيس الفرنسي ماكرون (إنّنا نعبد نفس الإله)..؟؟ على هذا الأساس ونزولاً عند توصيات (مركز كارنيغي) وإملاءات المقيمة العامّة البريطانية (لويس دي سوزا) ومساعدها السفير الفرنسي (بوافر دارفور) أخضع الأيمّة والوعاظ وسائر الإطارات المسجديّة لعشرات الدورات التدريبيّة بإشراف (مركز دراسة الإسلام والديمقراطيّة حول أهمية الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين وعدم التمييز والغلوّ والتطرّف والانغلاق، كما تمّ الإيقاف واعتقال العديد من الأيمّة تحت طائلة (خطاب التطرّف) في محاولة لترويضهم أو إقصائهم عن الإمامة…وبقدرة قدير أصبح رجل مخابرات سابق والرئيس الحالي للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب (رشاد بالطيّب) يحاضر عن التطرّف في ندوات وزارة الشؤون الدينيّة (؟؟) وبشكلٍ متوازٍ وقعت عسكرة المساجد وتعبئتها بفيالق (الصبابة والقوّادة): فقد استُحدثت خطة مسجديّة جديدة هي خطّة (عون مسجدي) وقع تأثيثها بشباب الكشّافة المنحلّ المائع ومنتسبي المجتمع المدني العلمانيين واليساريين للقيام بوظيفة مراقبة سير الحياة المسجدية، وقد شوهدت فتيات الكشّافة في بيت صلاة جامع الزيتونة المعمور متبرّجات في ملابس مثيرة ووضعيات اختلاط مع الذكور بصدد تعقيم المسجد وهم يردّدون الأغاني والشعارات الكشفية في حرم الجامع الأعظم (؟؟) ودخلت البلدية على الخطّ وأضحى من صلاحيّاتها مراقبة بيوت الله تمامًا كما تراقب مصبّات القمامة وأسواق الدّواب في إطار (الشفافية والديمقراطية التشاركية)… كما تمّ تأنيث الإطار المسجدي وإباحة الاختلاط في المساجد حيث انتداب العديد من الواعظات الدينيّات وقد تولّت إحداهنّ إلقاء بعض الدروس على الرجال (دون النساء) في أحد مساجد سيدي حسين، ويبدو انّنا على مشارف إمامة النساء والصلوات (الميكست)…أمّا الأخطر من هذا وذاك فهو ان فقهاء وزارة الشؤون الدينيّة ومشائخ وزارة الداخليّة إنبروا يؤسّسون لهذا الإجرام المنظّم في حقّ بيوت الله وشعائر الله ملتحفين بالفكر المقاصدي بعد أن أخرجوه من رحاب مقاصد الشريعة السمحة إلى مقاصد الاستعمار ومخطّطاته الدنيئة، كلّ هذا على أعين حركة النّهضة والجمعيّات النّاسلة من جبّتها ومباركتها ومشاركتها عساها تظفر برضى أسيادها فيستعملونها ولا يستبدلونها…

أبو ذر التونسي (بسام فرحات)

CATEGORIES
TAGS
Share This