94 ألف من أصحاب الكفاءات غادروا تونس.. فإلى متى هذا النزيف؟

94 ألف من أصحاب الكفاءات غادروا تونس.. فإلى متى هذا النزيف؟

أورد تقرير أخير للبنك الدولي، أن عدد المهاجرين في العالم العربي بلغ حتى عام 2013 قرابة 30 مليون مهاجر، وهناك ازدياد طفيف في هذا العدد، سواء باتجاه دول الخليج أو أوروبا وأمريكا وكندا واستراليا، حيث يهاجر منهم (31.5% لدول الخليج، فيما يهاجر 23% للغرب بسبب قيود السفر والهجرة الحالية للغرب، والباقي لدول أخرى مختلفة أسيوية وأفريقية ولاتينية.
وتؤكد الإحصائيات أن ثلاث دول غربية غنية وهي الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا تصطاد 75% من المهاجرين العرب، بل أكثر من ذلك قامت بعض الدول الغربية بمنح جنسياتها للعقول العربية المهاجرة كي تنسب إبداعاتها لها بالكامل. حيث يهاجر سنويا 100 ألف من العلماء والمهندسين والأطباء والخبراء كل عام من ثمانية أقطار عربية هي سوريا ولبنان والعراق والأردن ومصر وتونس والمغرب والجزائر.
وتأتي تونس في المرتبة الثانية عربيا بعد سوريا  في ترتيب الأدمغة المهاجرة، مع وجود ما لا يقلّ على 8233 تونسية وتونسي من مهندسين وجامعيين وأطباء ومحامين وباحثين في الخارج.
وهو ما أكّدته منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي مبينة أنّ حوالي 94 ألف كفاءة تونسية غادرت البلاد في ال 6 سنوات الأخيرة, 84 % منها نحو أوروبا. وهم في الغالب باحثون ورجال أعمال وأطباء وأكاديميون.
وهنالك أيضا 8000 إداري و1200 رجل أعمال و1464 بين معلمين وأساتذة قد غادروا البلاد بين 2014 و2015.
التعليق : لقد أصبح مدركا لكل العقلاء والشرفاء والمخلصين من هذه الأمة الكريمة أن الوضع الذي نعيشه اليوم لا يرتقي إلى مستوى العيش الكريم, ولا يهيئ العوامل المناسبة للنهوض بعد الكبوة، كما أصبح مدركا أن الأمر ليس بأيدينا بل بأيدي أعداءنا الذين تمكنوا من مقدراتنا وحرمونا من كل عوامل القوة والمنعة حتى ينفذوا سياساتهم عن طريق العملاء والمضبوعين ، ففي ظل انسداد الأفق أمام شباب تونس وخاصة المتعلمين منهم مع غياب دور الدولة “الوظيفية” لرعاية حقيقية لشؤون الناس فلا نستغرب من ارتفاع متواصل لنسب هجرة هذه العقول إلى الغرب وتواصل هذا النزيف الذي يُدمي القلوب، إن هذه النسب والأرقام والإحصاءات يجب أن تكون دافعا نحو وقف هذا النزيف بالعمل الجاد المجد لاسترداد ما أخذه الغرب منا من مقدرات وطاقات فكرية وتشريعية حدَّ الاستنزاف, وإقامة حكم راشد يكون فيه السلطان الأمة لا لأعدائها والسيادة للشرع الكريم الذي يوقف خساراتنا المتتالية وخيباتنا إزاء كل محاولات النهوض بهذا البلد العزيز.

عبد الواحد بن عبد الواحد

CATEGORIES
TAGS
Share This