وزير الخارجيّة ينكر التّدخّل الخارجيّ قولا ويخضع له فعلا وممارسة
الخبر:
وزير الخارجية من برازافيل: تجديد التعبير عن موقف تونس الداعم للتسوية السياسية في ليبيا
جدد نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، في كلمة ألقاها الإثنين 5 فيفري 2024، خلال مشاركته في قمّة الدول الأعضاء باللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي بشأن ليبيا، المنعقدة بالعاصمة الكونغولية برازافيل، التعبير عن موقف تونس الداعم للتسوية السياسية في ليبيا الشقيقة، وحرصها على العمل من أجل تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف الليبية، من أجل التوصّل إلى تسوية سلمية على أساس حلّ ليبي-ليبي، بعيدا عن التدخلات الخارجية، بما يحفظ وحدة ليبيا ويحقّق لشعبها الشقيق الأمن والاستقرار.
وأكد وزير الخارجية، أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد يدعم هذا الموقف المبدئي، وهو ما يتجلى في استضافة تونس لملتقى الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة في 09 نوفمبر 2023، وزيارته الرسمية إلى ليبيا إثر استلام السلطات الليبية المنبثقة عن مسار جينيف لمهامها يوم 17 مارس 2021، ودعوة الأشقّاء الليبيين إلى توحيد صفوفهم حول مشروع وطني جامع يُعيد إلى ليبيا أمنها واستقرارها، ويمكّنها من القيام بدورها في الحفاظ على أمن المنطقة ويُجنّبها مزيدا من التوتر والتهديدات الأمنية، وذلك بالتعاون مع كافة الأطراف والهياكل الدولية الفاعلة وفي مقدمتها الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
واعتبر أن هذه القمة، تمثل مناسبة متميّزة لتقريب وجهات النظر وتوحيد الجهود من أجل المصالحة الوطنية الشاملة، مثمّنا مساعي جميع الأطراف الداعمة للتسوية السلمية للأزمة الليبية.
التحرير:
تصريحات وزير الخارجيّة ينقض آخرُها أوَّلَها
يقول إنّه وبتكليف من الرئيس ذهب إلى القمّة الإفريقيّة “من أجل التوصّل إلى تسوية سلمية على أساس حلّ ليبي-ليبي، بعيدا عن التدخلات الخارجية”، واعتبره موقفا مبدئيّا واستشهد بـ “رعاية الأمم المتّحدة ..” والسّلطات الليبيّة المنبثقة عن مسار جنيف…” والسّؤال هنا أليست الأمم المتّحدة تدخّلا أجنبيّا؟ أليست الأمم المتّحدة هي نادي المستعمرين المنتصرين في الحرب العالميّة الثّانية، الذين جعلوا هيأة تكون بديلا عن الجيوش الغربيّة في الاستعمار؟
ثمّ ما هو مسار جنيف؟ وأين تقع جنيف؟ هل تقع في ليبيا؟ مسار جينيف كان برعاية المستعمرين القوى الدّوليّة الكبرى وهي التي أشرفت على هندسة الوضع الليبي الحالي الذي يُرحّب به وزير الخارجيّة، بل يفتخر أنّه كان من أوّل المساندين لهذه الحكومة المنبثقة عن مسار جينيف هذا.
والخلاصة انّنا أمام وضع سياسيّ كلّه من صنع أجنبي غربيّ أمريكي وأوروبي، والاعتراف به أو الدّعوة إلى مواصلته هو اعتراف بجواز تدخّل الأجنبي. فكيف سيكون الحلّ ليبيّا ليبيّا؟ ثمّ ماذا تفعل أيّها الوزير في برازافيل؟ والاتّحاد الإفريقي هو صنيعة غربيّة تتحكّم فيه القوى الدّوليّة وكلّ دوله مرتبطة بشكل بعلاقة تبعيّة لمستعمر قديم أو جديد. بما يعني أنّ الوزير في اجتماع ظاهر فيه التدخّل الأجنبي يدعو الليبيين إلى حلّ ليبي ليبي، فهل هو جادّ أم هي مجرّد شعارات جوفاء للتسويق الإعلامي؟
CATEGORIES خبر وتعليق