رئيس أعلى هيئة عسكرية بالناتو في تونس.. دعم وتعاون أم تواطؤ مع العدوّ؟

رئيس أعلى هيئة عسكرية بالناتو في تونس.. دعم وتعاون أم تواطؤ مع العدوّ؟

“لا مجال للعودة إلى الوراء”

عبارة لا ينفكّ الرئيس قيس يردّدها، في كلّ محفل ومناسبة، وردّدها في يوم الاحتفال بذكرى قوّات الأمن،

أعلنت وزارة الدفاع يوم الاثنين 15 أفريل 2024 أن التعاون بين تونس ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) وسبل تعزيز آلياته وتوسيع مجالاته كان أبرز محاور لقاء جمع الوزير عماد مميش برئيس اللجنة العسكرية للمنظمة الفريق أوّل بالبحريّة “روب باور”.

وقالت الوزارة في بلاغ صادر عنها نشرته بموقعها بأن “باور” أشاد بمستوى الشراكة بين تونس ومنظّمة حلف شمال الأطلسي وبتطوّر قدرات الجيش التونسي في كل الميادين العسكرية، وأكّد في هذا السياق حرص المنظّمة على تكثيف أشكال التعاون وتعزيز الشراكة ومواصلة العمل على الارتقاء بها وتوسيع دائرتها.

ونقل بيان الوزارةإشادة الوزير “مميش” بالتطوّر الذي يشهده التعاون مع منظّمة حلف شمال الأطلسي، الذي ساهم في بناء قدرات الدّفاع للقوّات المسلّحة التونسية خاصة بعد منح تونس صفة حليف رئيسي من خارج الحلف منذ سنة 2015..

هذا وقد أكّد”مميش” حرص الوزارة على الاستفادة من آليات الشراكة المتعددة مع الحلف، وتفعيل آليات التعاون معه في مجالات التكوين والتدريب، وتبادل الخبرات في إطار الاحترام والثقة المتبادلين بما يخدم مصلحة الطرفين.

لفهم هذا الخبر نذكّر بأطراف الحوار:

  • طرف الحوار الأوّل وزير الدّفاع التّونسي الذي ينتمي ظاهرا إلى تونس البلد الإسلامي، وهو عضو في شبه حكومة لا ترى في تونس إلا جزء تابعا للغرب، جزء ضعيفا يبحث شعبه عن مكان تحت الشمس….

  • طرف الحوار الثاني: رئيس اللجنة العسكرية للمنظمة الفريق أوّل بالبحريّة “روب باور”، وهو يمثّل حلف شمال الأطلسي الذي يعتبر الضفّة الجنوبيّة للبحر المتوسّط ضفّة معادية. يجب إخضاعها حتّى لا تتحرّر أو تنفلت.

وهذا الحلف – وكما يعلم الجميع- هو الذّراع العسكريّة لأعتى الامبراطوريّاتالاستعماريّة في العالم التي لا تعرف إلا الاستيلاء على الشّعوب وإخضاعها. هكذا يروي تاريخهم، تاريخ الدّول المؤسّسة للحلف بزعامة أمريكا التيبنيتبجماجم الهنود الحمر وجثثهم، وهكذا هو حاضرهم، فهذا الحلف الأثيم هو الذي تستعمله أمريكا وأوروبا في حربها على كلّ العالم.

فإذا عرفنا طرفي الحوار، فهل يمكن أن نتحدّث عن تعاون ؟ أم هو الاستخفاف بالعقول؟

ثمّ من أين استمدّ “ممّيش” ثقته بحلف النّاتو ومجرميه؟ أم هو الخضوع والمهانة والذّلّ؟؟  وزير الدّفاع عنده أمل في حلف شمال الأطلسي ويريده أن يتوسّع في تونس. ألا يعلم مقدار عدوانيّته وفظاعة جرائمه.

وزير الدّفاع من المفروض أنّه يمثّل السيادة ويدافع عنها فهو على رأس القوّة المسلّحة في البلاد بعد الرئيس قيس سعيّد.

أفلا يعلم الاثنان أنّهما يركعان أمام عدوّ متغطرس شديد العداوة؟ بل إنّ عداوة الحلف الأطلسي للإسلام والمسلمين معلنة غير مخفيّة. فلماذا هذا التّخاذل والخضوع.

يقول ” الأدميرال “روب باور” أنا جئتُ إلى تونس بدعوة من وزير الدّفاع التّونسيّ …” لماذا هذه الدّعوة؟ وفي أيّ سياق؟

يقول الأدميرال “روب باور”: ” استعرضنا مع شركائنا (هكذا) في تونس … حاجيات تونس وانتظاراتها … قُبيل القمّة الـ 75 للحلف الأطلسي التي ستحتضنها واشنطن خلال الأسابيع القليلة القادمة”

إذن الزّيارة كانت بطلب من تونس، والسّبب طلب (أو قل) تسوّل حاجيات تونس. فما حاجتنا إلى عدوّ أشر؟ وماذا ينتظر وزير الدّفاع من حلف المجرمين هذا؟

وزير الدّفاع “التونسي”ورئيسه يستدعيان رئيس أعلى هيئة عسكريّة في النّاتو لطلب المساعدة.

ولكنّنا لا ندري هل يطلب الرّئيس ووزيره مساعدة من حلف النّاتو وزعيمته أمريكا كمساعدتهم للعراق الذي فكّكت أوصاله ومزّقتهتمزيقا؟ أم يطلبان مساعدة أمريكيّة أطلسيّة كمساعدتهم لأفغانستان التي حطّموها تحطيما؟ أم مساعدة من أمريكا وحلفها الأطلسي كمساعدتها للسوّدان قسمتها نصفين وتغذّي الحرب المستعرة فيها حتّى تُحطّم بلدا إسلاميّا آخر؟

ماذا ينتظر الوزير من حلف النّاتو ومن قمّته الـ75؟

هليُريد “تعاونا” عسكريّا ليصبح الضبّاط الأمريكان، مجرمو الحرب وقتلة المسلمين من النّساء والأطفال والشيوخ، مدرّبين لضبّاطنا؟ أم يريده تسهيلا لجيوش الأطلسي في شمال إفريقيا؟ أم يُريده تعاونا استخباراتيّا تسخّر فيه مخابراتنا لخدمة الأعداء وتزويدهم بما يحتاجون من معلومات؟

وبالمناسبة حلف الأطلسي هذا وزعيمته أمريكا لا يساعدون أحدا دون أن يدفعوا الثّمن،فما هو الثّمن الذي ستدفعونه لأمريكا وحلفها؟

ماذا يريد الحلف الأطلسي من تونس؟ ولماذا يدعمها؟ هل دول هذا الحلف من أصدقائنا؟ هل بريطانيا وفرنسا وأمريكا وإيطاليا أصدقاء؟

من المعلوم بداهة أنّ الدّول المكوّنة للحلف الأطلسي أمريكا (ومعها أوروبا) هي العدوّ الأوّل لكلّ المسلمين وجرائمها معلومة معروفة والمسؤولون الأمريكان لا ينكرون هذه الجرائم بل يبرّرونها. والأمريكان اليوم (وحلفاؤهم)يقودون اليوم العمليّات العسكريّة اليوميّة على فلسطين وقنابلهم ونيرانهم تُصبّ على فلسطين صبّا. وقوّاتهم تحاصر بلاد المسلمين جميعها.  وفي هذا الإطار كان سعي أمريكا (زعيمة الحلف الأطلسي) إلى إحاطة بلاد المسلمين بسياج عسكريّ لا تستطيعه وحدها فكان لا بدّ بالزّجّ بالحلف الأطلسي في عمليّاتها ولأجل ذلك فرض الرئيس الأمريكي السّابق باراك أوباما على تونس في 21 ماي 2015 صفة حليف رئيسي للولايات المتحدة خارج الناتو، خلال زيارة الرئيس الهالك الباجي قائد السبسي إلى واشنطن. ووقع المذكرة من الجانب التونسي المستشار السياسي آنذاك محسن مرزوق. فصارت منذ ذلك الحين تونس قاعدة من قواعد حلف أمريكا الأثيم في حربها على بلاد المسلمين.

هذا ما تريده أمريكا. وما تفعله، فهي اليوم تذبح الفلسطينيين ذبحا، وتُحاصر بلاد المسلمين مستخدمة جيوش المسلمين في حصارها على غزّة وفلسطين.

فماذا فعل حكّام تونس؟ هل تصدّوا لحربها؟ لا يقدرون؟ فلماذا يُساعدونها؟

يا وزير الدّفاع هذا ما تُحسنه أمريكا وحلفها الأطلسي.فماذا تُحسن أنتوحكومتك ورئيسك؟

لا نراكم تحسنون إلا الرّكوع لأمريكا وأوروبا. تزعمون دعم فلسطين بالكلام ولكنّ أفعالكم وتحالفاتكم تفضحُكم. الحلف الأطلسي شريك في الحرب على غزّة وأنتم تُقدّمون له الدّعم وتعاونونه.

ولقدنسيتم قول الله تعالى: “لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22).

إنّ هذا النّوع من العلاقات يفضح عقليّة السياسيين في البلد فهم لا يرسمون الأولويّات ولا يحدّدونها بل يخضعون لأولويّات الدّول الاستعماريّة الكبرى وذريعتهم في ذلك أنّ تونس بلد ضعيف.

أمّا هذا الشعب المسلم المؤمن بالله وباليوم الآخر، فإنّه لا يُحسن الرّكوع إلا لربّ العالمين ولا يحسن إلا التّصدّي لأمريكا وبريطانيا وأوروبا لأنّه شعب سليل المجاهدين الأبطال.

CATEGORIES
Share This