الأولى إضرام النار في نظام  يقهرالمعلم ويهينه

الأولى إضرام النار في نظام يقهرالمعلم ويهينه

:الخبر

ورد الخبر التالي عبر إذاعة (موزاييك أف أم ):توفي أستاذ التربية الإسلامية الذي أضرم النار في جسده، اليوم الخميس 28 نوفمبر 2024، متأثّر بحروقه البليغة التي أصيب بها وأقدم الأستاذ يوم أمس على إضرام النار في جسده في منزله بالشابة من ولاية المهدية، وقد تمّ نقله إلى مستشفى الحروق والإصابات البليغة ببن عروس، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة

 :التعليق 

يندرج هذا الخبر في صميم موضوع فساد التعليم ، بل هو صورة حية عن ما وصل إليه هذا القطاع من التدني في المستوى الأخلاقي و الافتقار إلى كل مقومات التعلم و التربية في حين هي أساس العملية التعليمية، حيث بات الوضع قاتما مظلما  لا يرجى منه نفع للأمة . فواقعة إضرام النار هذه وغيرها من الحوادث و الجرائم كقتل تلميذ لزميله أو طعن تلميذ لأستاذه أو اغتصاب أستاذ لتلميذته وغير هذه الأخبار التي كثر تداولها و أصبحت بابا واسعا يُفتح لتبادل الإتهامات و البحث عن الضحية بين التلميذ والأستاذ والولي وكل منهم يتهم الاخر بالتقصير و الإهمال دون  ا  لتعرف على المتهم الحقيقي ، متاهة يضيع داخلها الكل 

من  المؤسف أن ينهي إنسان حياته بهذا الشكل ، و من المؤسف أن يقهر الإنسان حتى يقدم على هذا الفعل ،  ومحزن  أن يصل واقع المجتمع المسلم إلى هذا الحد من الإنسلاخ عن العقيدة و البعد عن الدين وإلى هذا المستوى من التدني الأخلاقي  حتى يضطر المعلم ،الذي خصه الإسلام بمكانة رفيعة وجعل له شأنا في المجتمع  بفضل ما يقدمه من علم يُنتفع به، أضحوكة بين الناس يتعرض للشتم والسب على الملإ في مدرسته وعلى مواقع التواصل الإجتماعي ويهان في مراكز الأمن إلى حد القهر فيلجأ إلى حرق نفسه ،لعجزه عن حرق كل مظاهر الإنحراف و معالم    الإنهيار في واقعه ، غفر الله له و تجاوز عنه ما أقدم عليه وأعاننا على الخلاص من هذا الظلم

  وخلاصة القول :

-إن إهمال التعليم سياسة ممنهجة يعتمدها الغرب الكافر المستعمر و وكلاؤه بغاية إنتاج أجيال تافهة .

-إن التعليم جزء من نظام مطبق علينا ، هو أصل الفساد وأساسه .

– إن التعليم في حالته هذه غير قابل لأي عملية إصلاح أو ترقيع وأي حديث عن هذه العمليات ليس إلا إيهاما للناس وتمديدا في عمر النظام الفاسد .

-إن الأستاذ و التلميذ و الولي ، كلهم ضحايا في دائرة هذا النظام الرأسمالي ، وكلهم معرض للظلم و القهر فيه ولن يخلصنا من هذا الظلم إلا قلع هذا النظام و إتلافه و اتخاذ نظام الإسلام بديلا عنه ، فهو نظام الخالق المدبر العالم بما يُصلحُ عباده و ما يصلح لهم في الدنيا و الاخرة .

-إن ما يجب علينا أن نحرقه حرقا و ننسفه نسفا هو هذا النظام الذي دمر المجتمع المسلم وجعله تائها لا يعرف أي السبل يسلك ،لا فرق بين متعلم و معلم ، فالكل جاهل بعقيدته فاقد لربط صلته بخالقه ، نعم إن المتهم الرئيسي في المسألة هو النظام الوضعي الذي فرضه علينا عدونا الكافر المستعمر و أقامه وثبته عُملاؤه وارتضو أن يبيعوا دينهم بدنيا غيرهم وساروا في ركب الأعداء و أهملوا رعاية شؤون شعبهم بكل تفاصيلها و جزئياتها .

– إن العمل للخلاص بات أهم عمل يجب علينا أن نجعله أولوية في أعمالنا وأن لا ندخر جهدا في سبيل تحقيقه .

هذا فقط ما ينجينا من مخالب العدو المتربص بنا وبأبنائنا و الساعي إلى جعلنا أذلاء خانعين ، خاضعين لجبروته وظلمه بعيدين عن منهجنا وديننا الحنيف الذي فيه عزنا و مجدنا و مرضاة ربنا سبحانه و تعالى

CATEGORIES
Share This