بريطانيا تتغلغل في مفاصل الدّولة التونسيّة والحكّام يفتحون لهم كلّ باب
- الخميس 3 أوت 2017 وقع كمال العيادي رئيس الهيئة العليا للرقابة الإدارية والمالية مع أليستر بورت (Burt Alistair ) كاتب الدولة البريطاني المكلّف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال الرقابة والتدقيق من أجل تعزيز الحوكمة ومكافحة فساد، بحضور Rolf Alter مدير قسم الحوكمة بمنظمة التعاون والتنمية الإقتصادية ولويزا دي سوزا سفيرة المملكة المتحدة بتونس. من أجل أن تنفذ الهيئة العليا للرقابة الإدارية والمالية برنامج تعاون مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بتمويل من بريطانيا، يمتدّ على مدى ثلاث سنوات لتعزيز قدرات الهيئة العليا في مجال المتابعة وتأطير منظومة الرقابة وتنمية قدرات المراقبين والمتفقدين في مجالات الرقابة والتفقد والتقييم وتطوير آليات العمل الرقابي.
- يوم 11/08/2017 تحدثت سفيرة بريطانيا في تونس لويز دي سوزا عن ملامح برنامج التعاون في المجال الأمني بين تونس وبريطانيا. وأكدت في مداخلة لها في برنامج “بوليتيكا” أن مجالات التعاون تشمل تقديم المساعدات والتكوين في مجال حماية الحدود وتبادل الخبرات. وأوضحت أن بريطانيا سلمت تونس أمس مساعدات طبية، تتمثل في 24 حقيبة طبية متخصصة للحالات الاستعجالية سيتم توزيعها على وحدات الحرس والأمن الوطنيين والحماية المدنية وبعض النزل في الجهة. كما تحدّثت أيضا عن مشروع إعادة تأهيل مركز الأمن النموذجي بخزامة الذي يتم بالشراكة مع الجانب الكندي.
- أحيت شركة “تونور” البريطانية طموحاتها لبناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بمنطقة صحراوية في تونس، بعد سنوات التلكّؤ بسبب الاضطرابات التي مرّت بها البلاد.
ونقلت صحيفة “العرب” اللندنية، عن مصادر في وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة التونسية -لم تسمّها- قولها إن الوزارة تلقّت طلباً رسمياً من شركة الطاقة المتجددة البريطانية “نور” لبناء محطّة للطاقة الشمسية في جنوب البلاد، ستكون الكبرى على الإطلاق.
وذكرت المصادر أن مشروع “تونور”، الذي سيقام في صحراء رجيم معتوق بولاية قبلي، سيمكّن تونس من تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية، ومن ثم تصديرها نحو أوروبا.
- مدير البرامج بالسّفارة البريطانيّة في وزارة التربية التونسيّة يلتقي برئيس ديوان الوزير والكاعادة الحديث عن التعاون واستعداد بريطانيا لدعم تونس الديمقراطيّة النّاشئة والتعاون في مجال التعليم
هذه ” أخبار تواتر تناقلها في الأيّام الأخيرة وكلّها تتعلّق بالنّفوذ البريطاني في تونس، ذلك أنّ بريطانيا لم تترك مجالا ولا ركنا في الإدارة التّونسيّة إلا تغلغلت فيه باسم التّعاون والدّعم والصّداقةو……
وطبعا في كلّ مرّة يتجنّد كلّ المسؤولين ويفتحون الأبواب ويستقبلون المسؤولين الأنجليز بالأحضان تعلو وجوههم ابتسامات عريضة. هكذا صارت تونس مستباحة من المستعمر البريطاني خصوصا الذي لم يترك مجالا إلا تغلغل فيه في الأمن والاقتصاد وخاصّة مجا الطّاقة التي هي عصب الاقتصاد ولم يسلم مجال التّعليم وحتّى حدودنا فلا بدّ من تدخّل بريطاني من أجل حمايتها. فما هو دور الحكّام في تونس؟ لقد سلّموا كلّ شيء لبريطانيا تخطيطا وبرمجة وحتّى تشريعا.
سيقولون: بريطانيا تحبّنا وتريد أن تساعدنا ! بريطانيا تريد دعمنا في مجال الأمن. نقول أليست بريطانيا هي التي أهانت أمننا؟ وادّعت قصورهم، سيقولون إنّ بريطانيا تريد أن تقيم أضخم مشروع طاقة استثماريّ في الجنوب التّونسيّ، نقول، أليست بريطانيا هي التي تسرق ونتهب شركاتها غازنا منذ 1992، سيقولون بريطانيا تريد أن تساعدنا في مجال مكافحة الفساد، نقول أليست الشركات البريطانيّة أكبر الفاسدين النّاهبين، ثمّ من كان يدعم نظام بن علي الفاسد أليست هي بريطانيا فأنّى لها أن تحارب الفاساد وهي أمّه وصانعته وراعيته؟
ثمّ أليست بريطانيا هي عدوّة للإسلام والمسلمين؟
ألم تكرّم ملكة بريطانيا من تكريـم المدعوّ (سلمان رشدي) المعروفِ بتهجُّمِه في كتاباته الطّاعنـة في الإسلام ، وبإساءاته لرسولنا الكريم ونعته بأبشع النعوت، وبتعرّضِه لأمهات المسلمين، بل توجته بلقبِ (فارس).
إنّه من المعلوم بداهة عند جميع العقلاء أنّ الارتماء في أحضان العدوّ انتحار سياسيّ وحضاريّ، وحكم على الأمّة بالموت
ولقـد حـرّم الله عزّوجـلّ تولِّيَ الكفّـارِ من أعداءِ دينـِهِ في كتـابِهِ العزيـز تحـريماً مطلقاً فقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) و لَـنـا هُنــا أن نذكّـر بحقيقتَـينِ قرآنيّتـين تخُصّان حال الكفّـار وحالَ أوليائهم من المنافقين ليكـون الجميع على بيِّنةٍ و هدىً من ربِّهـم، و لِتسـتَبِيْـنَ لديـهم سبيـل المُجـرمِين :
أوَّلهما: إنّ الكفّـار المستعمـرين لا يكفّون عن الكيـد بالمسلمين و محاربتِهم والتّربّصِ بهم ، والتّـآمر عليهم، و يتّفقـون في معـاداتهم للمسلمين، لأنهم ينقمون منهم إيمانَهم بدينِهم، ويسعون أن يردّوهم عن هذا الدّينِ العظيم، فقد قال عـزَّ مِن قآئِل (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) .. وقال جَلّ في عُلَاه (إِن يَثْـقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ) . وهـم إلى جانب حربهم العسكريّـة واحتلالهم لبلاد المسلمين، يشنّـون حربا حضاريّة ودينيّـة، تقـودهم فيها أحقـادهم وأطماعهم، و يرفعـون لها شعارات (محـاربة الإرهاب) و(نشر الحرّيـّات) و(حوار الأديان) و(التعـدّديّة) و (العولمة) ودعوات إلغاء القيود الجمركيّة وغيـرها .
إنّ النظـام يتـزلّف دائما لدول الغـرب ويفتح لها الأبواب على مصراعيها ويبيح لِشركاتها أسواق البلـد كما هو الحـال مع مجمـوعة (بريتيش غاز) وبيتروفاك وربّما تونور في المستقبل، ويسـوّق ذلك على أنّه حرص على مصلحة المواطنيـن، وسعي لزيادة فرص التشغيـل ! فيسـنّ له التشريعـات و يسخّـر الإعلام في التلبيس على المسلمين، و لمباركة سعيـه لاستقطاب المستثمـرين الأجانب، ليخفي بذلك حقيقة ما يقوم به من بيع البـلد للشّـركات الرّسماليّة و تمكين الكفّـار المستعمرين من السيطرة على مفاصل اقتصـاد المسلمين وممتلكـاتهم العـامّة، ومعلـوم أنّ سياسة النظـام هذه لم يجن المسلمون منها إلا زيادة في الفقر و التجويـع .
و بالنّسبة إلى بريطانيا خاصّة فهي كانت وراءَ أكبَرِ مُصيـبةٍ حَـلـّت بالأمة من أعدائها وهي هدْمُ دولَة الخلافة بمسـاعدة عميـلها أتاتورك عام (1924م) فقضت على آخر نظـام سياسي عاش المسلمون في ظله تحت حكم الإسلام، وهي لا تزال تحارب المسلمين كما في العراق و أفغانستان مشارِكةً أمريكـا في اقتسام خيرات المسلمين .
ثانياً: إنّ أعداء الأمّة ما كانوا ليتمكَّنوا من السّيطرة عليها ولا التطاول على دينها كمـا فعلت ملكة بريطانيـا، لولا حفنة من المجرمين المنسلخين عن الأمّة ممّن تولّوا أعـداءَهـا، من أمثالِ أشباه الحكّام، فلولا هؤلاء و أمثالهم ممّن اغتصبوا سلطان المسلمين، لما تجـرّأ أحد على أن يدوس للمسلمين على طرف، ولا تجرّأ الكفّار الاقتراب من بلادنا.
وختاما نذكّر:
إنّ حفظ حُرُمات المسلمين و الذّودَ عن بلادهم هي واجب كلّ مسـلم، لأنّ الله أمر بذلك في كتابه وأمَـرَ عِبادَه فقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ)، فكانت هذه النصرة لدين الله أمانةً واجباً أداؤها في عُنُق كلٍّ منّا، ولمّا كان هذا الواجب تتعذَرُ إقامته من الأفراد متفرّقين، من غيـر دولةٍ وخليفةٍ يقودُهُم ويُوحّدُ صفّهم ويحرُسُ دينَهُم ، كان لا بُدّ لكلّ مسلم أن يعمل لهذا الفرض الجَمَاعيِّ العظيم، فرض استئناف الحياة على أساس الإسلام من جديد، بإقامة الخلافة و إعادة الحكم بما أنزل اللهُ عزّ و جلّ القائلُ: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) فإلى العمل معنــا لإقامة الخلافة حارسةِ الدّينِ ندعوكم أيها المسلمون.
(هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ )