“رؤية 2030” الرأسمالية بأعيُن أمريكيّة

“رؤية 2030” الرأسمالية بأعيُن أمريكيّة

الخبر:

قالت صحيفة التايمز البريطانية إن السعودية سوف تكسر الضوابط الدينية الصارمة بخصوص النساء، وستسمح للسائحات بارتداء لباس البحر “البكيني” على شواطئ مختلطة ضمن خطة ولي العهد، محمد بن سلمان، لتطوير السياحة ورفد المملكة باقتصاد بديل لاقتصاد النفط. وأطلق ابن سلمان “مشروع البحر الأحمر” كوجهة سياحية عالمية، ضمن “رؤية المملكة 2030”.

التعليق:

أثار خبر اعتزام السعودية إقامة منطقة سياحية جديدة سيسمح فيها للسائحات بارتداء لباس البحر “البكيني” على شواطئ مختلطة، أثار جدلا كبيرا في منصات التواصل الإلكتروني. وقد أبدى البعض انزعاجهم من المشروع كونه يمثل انحرافا دينيا وخطوة على درب الانحطاط الأخلاقي في البلاد لا يناسب بلاد الحرمين التي تهوي إليها أفئدة المسلمين من كل حدب وصوب. ورأى البعض أن ذلك يعني اتجاه السعودية نحو العلمانية. وكتب أحدهم ساخرا “على ذمة التايمز البريطانية سيسمح بارتداء البكيني في #مشروع_البحر_الأحمر، علمانية يا #إخوان علمانية!”.

إن هذا المشروع السياحي الجديد الذي يعتزم ابن سلمان إقامته ضمن “رؤية 2030” الرأسمالية والذي سيكلف الملايين من الأموال رغم ما يعانيه الناس من فقر وسوء الرعاية، وما تمر به البلاد من أزمة اقتصادية نتيجة للسياسات الرأسمالية وتوقيع اتفاقيات وصفقات مُذهلة بمليارات الدولارات مع أمريكا، هذا المشروع الذي سيفتح أبواب بلاد الحرمين على مصاريعها لكل فاسق وفاجر وكافر ليعيثوا فيها فسادا وإفسادا، هو جزء من سياسة الانفتاح والتغيير الثقافي التي يتبناها ابن سلمان تنفيذا للتعليمات الأمريكية لتطبيق مزيد من الانفتاح على الحريات الليبرالية، ضاربا عرض الحائط بكل ما كانت تدعيه مملكة “آل سعود” منذ تأسيسها من أنها دولة تطبق الإسلام وحامية لمقدساته وحافظة للهوية الإسلامية!!

وقد شهدت البلاد جراء تلك السياسة انفتاحا غير مسبوق في السياحة والرياضة والترفيه وإقامة حفلات ومهرجانات “فنية” تشرف عليها “هيئة الترفيه”، التي شكلها ابن سلمان ضمن رؤيته الرأسمالية المشؤومة، وجرت انتهاكات شرعية غير مسبوقة، من اختلاط وغناء ورقص بين الرجال والنساء وتساهل مع اللباس الشرعي للمرأة.

ومع أن دولة آل سعود منذ تأسيسها برعاية بريطانيا عدوة الإسلام والمسلمين التي دعمت آل سعود بالمال والسلاح للخروج على الخلافة العثمانية ومحاربة الإسلام وأهله، مع أنها لا تطبق الإسلام وإنما تطبق الرأسمالية العلمانية العفنة وتتمسح بالإسلام لتضليل الناس، إلا أن النهج الذي يتبعه حكام آل سعود الجدد الموالون لأمريكا في الفساد والسير بقوة نحو تنفيذ إملاءاتها الداعية إلى العلمانية المكشوفة دون مراعاة لأحكام الدين الحنيف هو نهج جديد فرضه ترامب المتغطرس الذي يمارس الابتزاز والتهديد على الحكام الدمى ويسخرهم لمحاربة الإسلام والمسلمين بشكل علني. فترامب الذي يبغض الإسلام ويعاديه علنا يريد تغيير الصبغة العامة للسعودية من “دولة دينية” إلى دولة علمانية مطلقة دون مسحة إسلامية، وها هم حكام آل سعود العملاء ماضون في تنفيذ أوامره غير عابئين بسخط المسلمين ولا بقدسية الحرمين… ويتسق هذا التوجه مع ما جاء في تصريح سفير الإمارات في واشنطن بأن دول المنطقة تريد “حكومات علمانية”. ولم ينبس (خادم الحرمين!) أو أحد من مشايخه ببنت شفة لنفي ما جاء في التصريح أو استنكاره، بل إن بعضا من مشايخه الذين يبررون له أعماله الإجرامية بدأ يروج للعلمانية وزعموا أن الاختلاط مسموح به ولا يوجد في الإسلام ما يمنع الاختلاط!!!

إن هذه المشاريع الفاسدة والخطط الخبيثة والمكر العظيم الذي يمكره الكافر المستعمر ضد الإسلام والمسلمين وبلادهم ويقوم بتنفيذها الحكام الفاسدون عبيد الغرب تأتي في ظل رؤيتهم لبوادر الصحوة عند الأمة الإسلامية وشوقها لاستئناف الحياة الإسلامية. فعلى الأمة أن تنصر دينها وتقف في وجه هذه الخطط والمشاريع بكل حزم وثبات وتعمل على إزالة هؤلاء الحكام الخونة الذين يتآمرون عليها ويتحالفون مع عدوها الكافر المستعمر ويمدونه بالمال لمحاربة الإسلام وأهله ويسخرون له ثروات البلاد. وأن تسير بخُطا واثقة مع المخلصين نحو استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة على منهاج النبوة.

﴿وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [الصف: 8]

فاطمة بنت محمد

CATEGORIES
TAGS
Share This