موجة جديدة من الهجمات على الروهينجا من قبل جيش ميانمار: مداهمات، وحرق، وقتل..
الخبر:
قال مكتب زعيم ميانمار، أونج سان سو كيي، إن الشرطة العسكرية وشرطة الحدود ردت على الهجمات التي أدت إلى مقتل 12 من عناصر الأمن و77 من الروهينجا من خلال إطلاق “عمليات تطهير”. وقد أعلن محامون عن الروهينجا عبر وسائل التواصل الإلكتروني عن العديد من غارات الجيش على القرى، بما في ذلك القتل وحرق المنازل. واتهمت جماعات حقوق الإنسان الجيش بتنفيذ انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بما في ذلك القتل والاغتصاب وحرق أكثر من 1000 منزل ومبان أخرى. (ذي إنديان إكسبرس، 26 آب/أغسطس 2017).
التعليق:
يترك الآلاف من مسلمي الروهينجا هذا الأسبوع دون مأوى، ودون أمن، ودون غذاء أو ماء في موجة جديدة من هجمات جيش ميانمار الوحشي. وهناك تقرير يفيد بأن مليوناً من الروهينجا حاولوا الفرار إلى أقرب حدود برية إلى بنغلاديش إلا أنه تم رفضهم بشكل لا إنساني وشرس بسبب قساوة السياسة القومية والمزاعم السخيفة من قبل رئيسة الوزراء البنغالية الشيخة حسينة، وتم تركهم عالقين بين اليأس والخوف. فإما يعودون إلى قراهم المحترقة الكئيبة حيث يتعرضون مرة أخرى للتعذيب الذي لا يوصف وخصوصاً النساء والمسنون، أو يفرون إلى الجبال البعيدة في البيئة المكشوفة. فالواقع أن النتيجة تدمي القلوب وتبكي الأعين. وحتى عندما يحاول ناشطون مختلفون في مجال حقوق الإنسان تسريب الصور ومقاطع الفيديو المخفية، فإن حكومة ميانمار تنكر ذلك بشدة وتقول بأنه تحريف كامل وتحريض ضدهم، وهكذا تزاح جانبا وكأنها مسألة ثانوية. إن التصريحات الواهية الصادرة عن المنظمات الدولية الرئيسية لا تحمل أي وزن للتأثير على البلاد التي فازت حاكمتها بسخرية بجائزة نوبل للسلام! وإن العار التام هو أن تكون الإبادة الجماعية والتطهير العرقي جزءاً من سياستها الداخلية لشعبها غير المعترف به، الذين كانوا يسكنون الأرض تاريخياً منذ قرون قبل تشكيل ميانمار الحالية. وقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة الحالي أنطونيو غوتيريس الهجمات على قوات الأمن في ميانمار يوم الجمعة. حيث قال مكتبه في تصريحه “إن الأمين العام يتابع عن كثب التطورات في ولاية راخين ويساوره القلق إزاء تصاعد التوترات في المنطقة. ويؤكد من جديد أهمية معالجة الأسباب الجذرية للعنف، ولا سيما المسائل المتعلقة بالهوية والمواطنة، والحد من التوترات بين الطوائف. ويحث بشدة جميع الطوائف في ولاية راخين على اختيار طريق السلام”.
ومع ذلك، فإن حكومات الأغلبية المسلمة المجاورة لا تزال صامتة وتغض الطرف عن الأعمال المروعة، في حين إن الصور ومقاطع الفيديو تملأ وسائل التواصل الإلكتروني، إلا أنها نادراً ما تصدر في عناوين الأخبار الرئيسية. إذا لم تشاهد الإبادة الجماعية على الشاشات الرئيسية، إذاً فربما ليست موجودة؛ كيف أنهم مخادعون! وهذا ما يجعل محنة الروهينجا أكثر مأساوية، وحوادث الحرق والاغتصاب والتعذيب من جميع الأعمار لا توجد في عناوين الأخبار! والأسوأ من ذلك أن الشيخة حسينة تتحدث بأنه لا يوجد مكان أو مساحة لهم في بنغلاديش كما لو أن هذا البلد المسلم هو ملكية خاصة لها وليس هو حقاً لطالبي اللجوء من الأمة! وحتى البلدان الأخرى مثل إندونيسيا وماليزيا وباكستان صامتة عن هذه الإبادة الجماعية، كما لو أن الروهينجا محكوم عليهم على مدى عقود وعقود. لقد حان وقت اقتلاع هؤلاء الحكام الرويبضات وتنصيب قيادة صادقة تتحلى بالتقوى والخوف من مساءلة الله سبحانه وتعالى والأمة تحت نظام قائم على منهاج النبوة.
منال بدر