اليمن: بالوعي والإخلاص سيفُشل أهل اليمن خطة نائب المبعوث الأممي الخاص

اليمن: بالوعي والإخلاص سيفُشل أهل اليمن خطة نائب المبعوث الأممي الخاص

الخبر:

عينت الأمم المتحدة معين شريم نائبا للمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، والذي عقد أول لقاء له مع وزير الخارجية عبد الملك المخلافي اليوم السبت في أول نشاط له عقب تعيينه. (يمن اسكاي).

التعليق:

نائب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن معين شريم فلسطيني الجنسية، شغل عدة مناصب سابقة في الأمم المتحدة، أبرزها في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حيث كان رئيس المكتب أو القسم السياسي، وكانت عدد من الشخصيات السياسية الليبية تقدمت بطلب إلى المبعوث الأممي غسان سلامة في 9 آب/أغسطس الماضي، طالبوه خلاله بإبعاد أربعة موظفين في بعثة الأمم المتحدة بليبيا، منهم معين شريم.

وفي أول تصريح عقب توليه نائب المبعوث الأممي إلى اليمن، كشف معين شريم عن اعتزامهم فتح مكتب للمبعوث الأممي في العاصمة المؤقتة عدن.

لقد أتى تعيين النائب شريم نتيجة فشل المبعوث الأممي الخاص إسماعيل ولد الشيخ في مهمته الموكلة إليه، وهي تحقيق السلام بين الأطراف المحلية المتصارعة بالوكالة عن أمريكا وبريطانيا في اليمن، عن طريق الحوار وصولا للحل السياسي، والمتمثل بقبول الحوثيين كطرف رئيسي، ولاعب أساسي في مستقبل اليمن السياسي، إلا أن الجانب البريطاني كان ولا يزال يرفض ذلك، معتمداً على مبدأ الحسم العسكري.

إن بروز أحداث جديدة جعلت الحوثيين بين فكي كماشة، فما تسمى بقوات الشرعية وإن كان تقدمها بطيء إلا أنها عندما تبسط نفوذها على أراضٍ جديدة فإن الحوثيين لا يستطيعون استعادتها، مما يضيق عليهم الخناق، هذا من جانب، ومن جانب آخر وهو الأهم ما يحدث بين ما يعرف بين شريكي الانقلاب من اختلاف ظاهر للعيان، سواء على الجانب السياسي والمتمثل في ما يصرح به كل من زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والرئيس اليمني السابق، رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام علي عبد الله صالح في كل مناسبة أو مقابلة لأحد منهما وهما يتبادلان الاتهامات بالتقصير أو العمالة والخيانة وإعاقة عمل ما تسمى بحكومة الإنقاذ، بالإضافة إلى الجانب الميداني، من التصفيات لبعض شخصيات وقيادات الطرفين، وإقامة الاحتفالات بالمناسبات العامة أو الخاصة.

لقد أصبح للحوثيين عدوان لدودان يتربصان بهم؛ فقوات هادي تقوضهم من خارج منطقة ما يعرف بالمجلس السياسي بالعمليات العسكرية، وحزب علي صالح يعمل على تهييج الناس عليهم من جهة، والعمل على عدم إحكام قبضتهم على كل مفاصل الدولة، وكذلك محاولة شق صف الحوثيين من الداخل مستغلاً الفوارق الطبقية داخل سلالة الحركة الحوثية نفسها.

إن فشل ولد الشيخ في إشراك الحوثيين في السلطة لإضفاء الشرعية عليهم، وعدم قدرته على الاستقرار في اليمن وتنقله بين الأطراف، وخوفه على حياته في آخر زيارة له إلى صنعاء، حيث تعرض لمحاولة اغتيال. لكل ذلك كان لا بد للأمم المتحدة من تعيين نائب يقوم بمواصلة المشوار الذي بدأه المبعوثان السابقان، لإنقاذ الحوثيين من السقوط المدوي ضاربين بدماء وأعراض أهل اليمن عرض الحائط.

ألا يكفيكم يا أهل الإيمان والحكمة ما قد حل بكم من العوز والجوع والأمراض بعد أن سالت أنهار من دمائكم؟!

إن مخرج أهل اليمن في قطع يد الأجنبي وعلى رأسه الأمم المتحدة ومجلس أمنها، والعمل بوعي لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة التي في ظلها تصان الأعراض وتحفظ الدماء والأموال، نسأله تعالى أن يعجل بإقامتها، فهو نعم المولى ونعم النصير.

عبد الله القاضي – اليمن

CATEGORIES
TAGS
Share This