أردوغان ينشئ قاعدة عسكرية في الصومال لا في فلسطين..

أردوغان ينشئ قاعدة عسكرية في الصومال لا في فلسطين..

تمتلك الصّومال موقعا استراتيجيّا هامّا في العالم, وذلك لامتلاكها أطول السّواحل على مستوى القارّة الإفريقيّة, والتي يناهز طولها تقريبا 3000 كلم تشرف على المحيط الهندي. ناهيك عمّا تمتلكه من كمّ كبير من احتياط الغاز الطّبيعيّ والنّفط وكمّيات وفيرة من الحديد والنّحاس والذّهب والألماس والأحجار الكريمة التي تغني البلاد وشعبها عن ذلّ التّسوّل على أعتاب بنوك الغرب الكافر.

       لقد حبا الله الصّومال بخير كثير وتاريخ مجيد, فكانت ملاذ المسلمين الأوائل فقد أشار الرّسول صلّى الله عليه وسلّم على أصحابه بالهجرة إلى الحبشة, فقال لهم ” إنّ بالحبشة ملكا لا يظلم عنده أحد”.

ومع وصول الإسلام وانتشاره في ربوع الصّومال أصبحت إحدى ولايات دولة الخلافة, وكان لها دور عظيم ومكانة هامة في دولة المسلمين وفي نشر الإسلام.

    أمّا الآن, وبعد سقوط دولة الخلافة وهيمنة النّظام الرّأسماليّ العالميّ أصبحت الصّومال مطمع الفاسدين, وقبلة النّاهبين ومسرحا لقوّات أجنبيّة غربيّة مختلفة تتحكّم في البلاد وتثير الفتن وتؤجّج الحروب بين الإخوة والأهل وتقسّم البلاد إلى أقاليم ضعيفة لا دور لها سوى الخضوع وتنفيذ املاءات الغرب الحاقد وسياساته عن طريق  عملائه من بني جلدتنا. ومع تفاقم أزمة الصّومال كان لزاما على أهلها البحث عن حلول تستعيد بها استقرارها وعزّتها و قوّتها الاقتصاديّة.

      فهل ستجد ضالّتها في القواعد العسكريّة الفرنسية والأمريكية, إلى جانب القاعدة التّركية الكبيرة التي وقع افتتاحها في 30 سبتمبر 2017 بجنوب العاصمة الصّوماليّة مقديشو !!! ؟

ورد عن BBCعربي ”  أنّ الهدف الرئيسيّ من إقامتها هو إنشاء وتدريب جيش صوماليّ قادر على مواجهة حركة الشّباب الإسلاميّة التي تدعو إلى بناء دولة إسلاميّة. كما هو الهدف  ذاته بالنّسبة لقوات الولايات المتّحدة والاتّحاد الأوروبيّ. “

       فهل أنّ ما يقوم به أردغان في الصّومال هو من باب النّخوة والغيرة, ونصرة المسلمين المضطهدين من أهلنا فيها ؟! أم هي العمالة للغرب الكافر وتنفيذ مخطّطات أمريكا عدوّة الأمّة بتجنيد جيوشه لِوَأد كلّ نفس إسلاميّ مطلبه الخلافة وهدفه وحدة الأمّة الإسلاميّة ؟

        للإجابة عن هذه الأسئلة نستعرض بعض المعلومات والمسافات التي تفصل تركيا عن بعض البلدان الإسلامية التي اكتوت بنار الحرب واستعمار الغرب الكافر لسنين طويلة.

  • تركيا – سوريا : 571 كم مباشرة ويتمّ تقدير مدّة السفر برّا 11 ساعة
  • تركيا – فلسطين : 781 كم مباشرة ويتمّ تقدير مدّة السفر برّا 16 ساعة
  • تركيا – قطر : 2128 كم مباشرة ويتمّ تقدير مدّة السّفر برّا 31 ساعة
  • تركيا – الصّومال : 3923 كم ويتمّ تقدير مدّة السّفر برّا 6 أيّام و 21 ساعة (تقريبا أسبوع )

          فلماذا تجد قواعد أردوغان لها مكانا في قطر والصّومال ويكون لجيوشه دور فيها وهما اللّتان تبعدان عن الحدود التّركيّة آلاف الأميال, دون أن تجد طريقها لنصرة الجيران من أهلنا في سوريا وغزة وفلسطين التي دُنّست  قدسُها بأقدام أنجس خلق الله وأغلقت أبوابه دون أهلنا من فلسطين الأبيّة في جويلية 2017 ودون أن تحرّك جيوشه ساكنا, واكتفى بجعجعة لا يرى لها طحينا ؟؟ اكتفى بالتّنديد والاستنكار!!,.. ألا يحتاج مسلمو الرّوهينجيا الذين يعانون التقتيل والإبادة في بورما منذ مئات السنين على يد البوذيّين جيوشا جرّارة وقواعد ضخمة تدرّبهم ليدفعوا عنهم ظلم المجرمين فينصرهم وينصر هذا الدّين ؟! أم أنّه يرى في زيارة زوجته لهم حلّا كافيا سينقذهم, وفي  دموعها ذودا عن أعراض نسائهم وإنقاذا لأرواح أطفالهم.

      لقد أذاق هذا ” الحاكم المسلم ”  أهلنا في الشّام مرارة الغدر والخيانة في عديد المناسبات التي لا تحصى ولا تعدّ فمن بوارج روسيّة  تمرّ من مضيق البوسفور التّركيّ , والقواعد الجوّيّة كقاعدة أنجرليك التّركيّة التي تشنّ منها أمريكا الغارات على أهلنا في الشّام, إلى حلب التي لا تفصلها عن تركيا إلاّ 351 كم مباشرة والتي لم تجد لصرخات أطفالها الأبرياء واستغاثة نسائها العجز طريقا تلامس فيه نخوة هذا الحاكم  فيجيّش لها الجيوش ويرسي لأجلها القواعد بعد أن ذاق أهلها الدّمار والموت, لا لشيء إلّا لأنّ حناجرهم صدحت بمطلب ” الشّعب يريد خلافة من جديد ” ” وما لنا غيرك يا الله ” في ثبات وصبر يقتدى بهما, ولم يتمكّن الغرب الكافر بكلّ أسلحته وعدّته وعتاده النّيل منهم, وتدخّل عملاؤه من بني جلدتنا يقدّمون له الطاعة والولاء فيدسّون السّمّ في الدّسم لإسقاط حلب الشّهباء. وها هو هذا الحاكم يأمر بدخول جيشه برّا أرض الشّام تحت غطاء الطّائرات الرّوسية وحممها, كلّ هذا لينفّذ الأوامر الأمريكيّة ومخطّطاتها في المنطقة.

         إنّ الحاكم المسلم التّقيّ النّقيّ إن كان صاحب نخوة وقوّة ونفوذ وسلطة تمكّنه من نصرة إخوانه المسلمين, لا يتوانى عن ذلك ويلبّي النّداء مسرعا دون أن يتردّد لأنّه نداء ربّ العالمين وأمر من الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.

       قال الله تعالى :

( وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )

      وقال المصطفى صلّى الله عليه و سلم : ( الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ )

      …أمّا من كانت العمالة ديدنه ومصالح الغرب ضالّته, فتراه يتظاهر بنصرة الصّومال وقطر بقواعد وجيوش جرّارة ويخذل غزة والقدس وحلب وإدلب… و لن يفوت كل عاقل أنها الأيادي الأمريكية التي تحرّك أردوغان وأمثاله ليحمي مصالحهم وينقذ نظامهم الفاسد, وينفذ مخطّطاتهم, وأولها بقاء السيطرة على العالم أجمع من سوريا إلى الصّومال, إمّا بنشر فسادهم الفكريّ وانحلالهم الأخلاقيّ, وإمّا بالإبادة والقتل والحرق لكلّ من يتمسّك بدينه ويدعو لنظام آخر يرتضيه الناس وربّ الناس, خلافة على منهج الحبيب , ….

       إنّ هذه الأوضاع وما يعانيه المسلمون في كلّ البقاع  لن يتغيّر ولن يصلح حال الأمّة الإسلاميّة إلاّ باقتلاع هؤلاء الرّويبضات والسير قدما مع العاملين لنصرة هذا الدّين وإعادة الحكم بما أنزل الله, وإتباع سبيل الخلاص مع من لم يكذب أهله, حزب التحرير الرّائد الذي كشف الخونة ومؤامراتهم وتظليلهم للشّعوب الإسلاميّة, وسعى منذ عقود ومازال لتوحيد المسلمين في كيان سياسيّ واحد “خلافة راشدة على منهاج النّبوّة ” فيعود لهذه الأمّة مجدها وعزّها وخيريّتها فتسود العالم وتقوده إلى برّ الأمان..

  • سندس رقم
CATEGORIES
TAGS
Share This