لغة أهل تونس العربيّة ولا مكان للفرانكفونيّة..
الخبر:
تشارك تونس ممثّلة بوزيرة شؤون المرأة والأسرة والطّفولة نزيهة العبيدي يومي 1 و2 تشرين الثاني/نوفمبر القادم في مؤتمر “نساء الفرنكوفونية” بالعاصمة الرّومانية بوخارست تحت شعار “نساء يتميّزن في مجالات الخلق والابتكار وريادة الأعمال والنّمو والتّنمية”.
ويشارك في المؤتمر ما يقارب 450 مشاركا من رجال ونساء أعمال وممثّلي المجتمع المدنيّ والدّول والحكومات الأعضاء في المنظّمة الدّوليّة للفرنكوفونيّة
ويتطرّق المشاركون في هذا المؤتمر إلى ثلاثة محاور أساسيّة تتعلّق بـ«حقوق النّساء والنّفاذ إلى سوق الشّغل» و«الابتكار وريادة الأعمال» و«نساء قياديات في مجال الحوكمة الاقتصادية».
التّعليق:
حين نقف على عبارة “الفرانكفونية” أو”المنظّمة الدّوليّة للفرانكفونية” ونجد أنّها منظّمة دوليّة للدّول النّاطقة باللّغة الفرنسيّة (كلغة رسميّة أو لغة منتشرة)، وحين نعلم أنّ الحبيب بورقيبة كان أحد مؤسّسيها وقد وقّع ميثاق إحداثها يوم 20 آذار/مارس 1970، لا نستغرب دأب العلمانيّين الحثيث وسيرهم على خطا بورقيبة ليثبّتوا ما بدأه من نشر لمفاهيم الغرب وسعي لضرب أحكام الإسلام.
وحين تقرّر الدّول المشاركة في القمّة السادسة عشرة للمنظمة الدولية للفرانكفونية اختيار تونس لاحتضان القمة الثامنة عشرة للمنظّمة المزمع تنظيمها خلال سنة 2020 والتي تتزامن مع خمسينيّة المنظّمة نلمس تركيزا واهتماما كبيرين بتونس التي يواصل مسؤولوها تقديم الولاء والطّاعة لفرنسا تأسّياً ببورقيبة، وقد أعرب سفير فرنسا بتونس، “أوليفيي بوافر دارفور” عن إعجابه بما حقّقته من “نجاح دبلوماسيّ كبير” حين تمّ اختيارها لاحتضان القمّة الثامنة عشرة.
حين تؤدّي الأمينة العامّة للمنظّمة “ميكيل جان” زيارة رسميّة من 28/06 إلى 01/07 إلى تونس لتأكيد وقوف الفرانكفونية الدّائم إلى جانب التّونسيين والتّونسيّات لإنجاح الانتقال الدّيمقراطي بعد ستّ سنوات على ثورة الحريّة والكرامة نتيقّن أنّ هذه المنظّمة تعمل على احتواء البلد بتثبيت اللّغة الفرنسية وإبعاد أهل تونس عن لغة دينهم وصرفهم عنها واجتثاثهم من جذورهم الإسلامية.
وحين تشارك تونس ممثّلة بوزيرة شؤون المرأة والأسرة والطّفولة نزيهة العبيدي اليوم في مؤتمر الفرانكفونيّة لتعلن الولاء لهذه المنظّمة بغرس مفاهيمها الغربيّة – وقد أعربت الوزيرة في أكثر من مناسبة عن تأييدها لما يسنّ من قوانين تضرب أحكاما معلومة من الدّين بالضّرورة من مثل الميراث وزواج المسلمة بغير المسلم… مستشهدة بالطّاهر الحدّاد وبورقيبة وهو ما يدلّ على تشبّعها بنفس مفاهيمهم ونهلها من النّبع العكر نفسه: الحضارة الغربيّة.
لأنّها تعلم جيّدا ما للّغة من تأثير في الشّعوب وفي صقل ثقافتها ومفاهيمها، تسعى فرنسا جاهدة لاسترجاع مستعمراتها بنشر ثقافتها وفرض لغتها على بعض الدّول الأخرى حتّى تحكم قبضتها عليها وتسيّرها وفق حضارتها، وهذه المنظّمة ليست سوى أداة لذلك توظّفها فرنسا لتجد لها موطئ قدم بين الدّول العظمى التي تعمل على امتلاك العالم والسّيطرة عليه.
ستبقى اللّغة العربيّة هي لغة أهل تونس – وإن سعى العلمانيّون إلى تهميشها وإقصائها لتحلّ مكانها اللّغة الفرنسيّة وذلك في إطار حربهم على الإسلام باعتبارها لغة القرآن وبها تفهم الأحكام -. ومهما حاول هؤلاء – ومن قبلهم زعيمهم “بورقيبة” – فإنّ سعيهم سيذهب هباء منثورا وستحبط أعمالهم وسيبقى هذا البلد الطّيب بلد الزيتونة وأهله لا يستبدلون لغة دينهم ولا يتّخذون من دون الله أولياء.
زينة الصامت