ما بين فك الارتباط والإعداد للانتخابات البلدية
كثرت المناوشات والشد والجذب بين الحزبين المتحالفين المتوافقين في الحكم إثر ازدياد احتقان الشعب يوما بعد آخر, ونظرا لكثرة اخفاقات الحكومة وتتالي الهزات الاقتصادية والانهيار الذي صارت الارقام تعبّر عنه بكيفية كارثية جعلت من كانت السلطة تعدّهم شركاء يضعون تونس في خانة البلدان الحاضنة للفساد المالي خاصة, والملاذات الآمنة لأرباب المال العابثين بأقوات الناس, ومع تداخل المواقف وتضارب التصريحات الصادرة عن الحكومة وما يقابلها من تحاليل وتصريحات أخرى من قبل خبراء اقتصاديين ومختصين في الميدان الاقتصادي ازداد الاحتقان عند الشعب وتتالت تحاليل المتابعين والناشطين فيه في مواقع التواصل الاجتماعية, فطرح موضوع “فك ارتباط النهضة بالنداء” وكثر الحديث عنها بين حاسم في أمر فشلهم سواء واصلوا توافقهم أم لا وبين طاعن في مسألة أهليّتهم للحكم منذ البداية.
وكان سفيان طوبال رئيس كتلة نداء تونس بمجلس نواب الشعب قد صرّح في اختتام أشغال الندوة الوطنية الأولى للإعداد للانتخابات البلدية إن حركة نداء تونس ستتقدم للانتخابات البلدية بقائماتها الحزبية المفتوحة على الكفاءات دفاعا عن مشروعها الوطني العصري في منافسة رئيسية للمشروع الذي تقدمه حركة النهضة.
أولا وسواء تم أم لم يتم, لا بد لنا أن نفهم ما المقصود بفك الارتباط بين النداء والنهضة؟
المعنى الوحيد لذلك هو إنهاء التحالف الحكومي بين الحزبين وهو ما يعني سقوط حكومة الوحدة الوطنية.
في ما عدى ذلك هو مناورة من الحزبين الغاية منها محاولة التعبئة تحسبًا للانتخابات البلدية من خلال التسويق لفك ارتباط هو قائم لا محالة ما دامت حكومة الوحدة الوطنية قائمة.
وإما اذا تم اعتبار أن فك الارتباط هو عدم المضي قدما في قوائم موحدة للحزبين فذلك ضحك على الذقون حيث لن يمر المشروع لا عند قواعد هذا الحزب ولا ذاك.
أحمد