قالت نصاف بن علية المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمتجددة بوزارة الصحة لمراسلة اذاعةشمس أف أم الخاصة اليوم الأحد 30 سبتمبر 2018، أن مرض حمى غرب النيل متواجد في تونس منذ فترة وقد تم تسجيل 3 حالات وبائية سنوات 1967 و سنة 2003 و سنة 2012.
وأكدت أن المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمتجددة أنه تم تسجيل 11 حالة إصابة بمرض “حمى غرب النيل” مشتبهة، 3 حالات منها مؤكدة، منها حالتين بجهة مساكن من ولاية سوسة و حالة أخرى بولاية باجة.
وأضافت المديرة العامة ان المرصد قام بأبحاث ميدانية حول حالات الإصابة بالحمى وأعلم السلط الجهوية للتقصي ولا الحالات ومعالجتها وتقليص انتشار المرض.
وعن كيفية الوقاية من مرض “حمى غرب النيل” كشفت ان ذلك يكون عن طريق التخلص من المياه الراكدة بعد هطول الأمطار لمنع انتشار وتكاثر البعوض المسبب في نقل عدوى المرض، مضيفة أن هذا المرض ينتقل عبرة لسعات البعوض وكذلك عبر الطيور المهاجرة.
وتداولت عديد المواقع الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي نسخة من إشعار أرسله مدير المستشفى الجهوي بمساكن في ولاية سوسة يتضمن إعلاما لمعتمدة مساكن بتسجيل حالات إصابة بحمى غرب النيل التي تنتقل بالعدوى عن طريق البعوض و”الناموس” المنتشر في مستنقعات المياه والأودية خاصة بعد الأمطار الأخيرة التي شهدتها تونس.
وقد تضمن الإشعار طلب تدخل عاجل لمقاومة هذا المرض الذي يهدد صحة المواطن، بمداواة البرك المائية واوكار الباعوض.
فيروس غرب النيل (WNV) هو فيروس منقول بالمفصليات حيواني المنشأ ينقله البعوض وينتمي إلى جنس الفيروس المصفر (Flavivirus) ضمن فصيلة الفيروسات المصفرة. ويوجد هذا الفيروس المصفر في المناطق المعتدلة والاستوائية من العالم. وقد تم اكتشافه لأول مرة في منطقة غرب النيل الفرعية في دولة أوغندا في شرق أفريقيا عام 1937. وقبل منتصف التسعينيات من القرن العشرين، ظهر مرض فيروس غرب النيل بشكل متقطع فقط، وكان يشكل خطورة بسيطة على البشر، إلى أن تفشى في الجزائر عام 1994 مع وقوع حالات إصابة بالتهاب الدماغ الناتج عن فيروس غرب النيل، وكان أول تفشي كبير للمرض في رومانيا في عام 1996 مع إصابة عدد كبير من الحالات بـمرض غزوي العصب. وقد انتشر فيروس غرب النيل الآن على مستوى العالم، حيث تم اكتشاف أول حالة في نصف الأرض الغربي في مدينة نيويورك في عام 1999؛[7] وعلى مدار السنوات الخمس التالية لذلك، انتشر الفيروس عبر الولايات الأمريكية ال48 المتجاورة، وشمالاً إلى كندا ونحو الجنوب إلى جزر الكاريبي وأمريكا اللاتينية. كما انتشر فيروس غرب النيل في أوروبا فيما وراء حوض البحر الأبيض المتوسط [تم اكتشاف سلالة جديدة من الفيروس مؤخرًا في عام 2012 في إيطاليا]. ويعتبر فيروس غرب النيل الآن ممراض متوطن في إفريقيا وآسيا وأستراليا والشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة، التي تعرضت في عام 2012 لواحد من أسوأ الأوبئة.
إن الطريقة الرئيسية التي ينتقل بها فيروس غرب النيل هي عبر الأنواع المختلفة من البعوضيات التي تعد الناقل الرئيسي له، كما أن الطيور هي أكثر الحيوانات إصابةً بهذا الفيروس وتعمل كـمضيف مستودع له – خاصة العصفوريات التي تنتمي لأكبر رتبة من الطيور وهي (العصفوريات أو الجواثم). وقد تم اكتشاف فيروس غرب النيل في العديد من أنواع القراد، إلا أن الأبحاث الحالية تشير إلى أنها ليست نواقل مهمة للفيروس. علاوة على ذلك، يصيب فيروس غرب النيل العديد من أنواع الثدييات، بما في ذلك الإنسان، كما تم اكتشافه لدى أنواع من الزواحف من بينها تماسيح القاطور والتماسيح، وأيضًا في البرمائيات. يُذكر أنه ليس بمقدور جميع أنواع الحيوانات التي تكون عُرضة للإصابة بفيروس غرب النيل – بما في ذلك الإنسان – ولا جميع أنواع الطيور أن توفر المستويات الفيروسية الكافية لنقل المرض إلى البعوضيات غير المصابة، ومن ثم لا تعتبر من العوامل الرئيسية في نقل فيروس غرب النيل.
إن نسبة 80% تقريبًا من الإصابات بفيروس غرب النيل لدى الإنسان دون سريرية لا تسبب أعراضًا.[8] أما بالنسبة للحالات التي تظهر عليها أعراض – والتي يُطلق عليها مصطلح حمى غرب النيل في الحالات التي لا تصاب بمرض عصبي – عادةً ما تتراوح المدة بين الإصابة وظهور الأعراض (فترة الحضانة) بين 2 و15 يومًا. ومن بين الأعراض الحمى والصداع والإعياء والألم العضلي أو الآلام والتوعك والغثيان وفقدان الشهية والتقيؤ والطفح الجلدي. أقل من 1% من هذه الحالات خطيرة وتتسبب في الإصابة بمرض عصبي عندما تؤثر على الجهاز العصبي المركزي. والأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بهذا الفيروس فهم كبار السن والأطفال الصغار والأشخاص الذين لديهم تثبيط مناعي، سواء محفز طبيًا مثلما يحدث مع الأشخاص الذين يتناولون أدوية كبت المناعة، أو نتيجة حالة مرضية موجودة من قبل مثل الإصابة بمتلازمة العوز المناعي المكتسب (HIV). من بين الأمراض العصبية المحددة التي قد تتم الإصابة بها التهاب الدماغ الناتج عن فيروس غرب النيل الذي يسبب التهاب الدماغ، والتهاب السحايا الناتج عن فيروس غرب النيل الذي يسبب التهاب السحايا وهي الأغشية الواقية التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي، والتهاب السحايا والدماغ الناتج عن فيروس غرب النيل والذي يسبب التهاب الدماغ والسحايا المحيطة به، وشلل الأطفال الناتج عن فيروس غروب النيل، والتهاب النخاع الشوكي الذي يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة مماثلة لـشلل الأطفال والتي قد تسبب الشلل الرخو الحاد.
لا يتوفر حاليًا أي لقاح مضاد للإصابة بفيروس غرب النيل. وتعد أفضل طريقة لخفض معدلات الإصابة بفيروس غرب النيل هي مكافحة البعوض من جانب البلديات والشركات والمواطنين الأفراد لتقليل أعداد البعوض المتكاثرة في الأماكن العامة والتجارية والخاصة عبر وسائل متعددة تتضمن التخلص من برك الماء الراكد حيث يتربى البعوض ويتكاثر مثل تلك الموجودة في الإطارات الهوائية القديمة والدلاء والمسابح غير المستخدمة، وما إلى ذلك. وعلى مستوى الفرد، فإن أفضل سبل الحماية تتوفر من خلال اتباع التدابير الوقائية الشخصية لتجنب التعرض للسع من قبل البعوض المصاب، وعبر استخدام طارد البعوض وأغطية النوافذ، وتجنب التواجد في المناطق التي يُرجح أن يحتشد فيها البعوض مثل الأماكن القريبة من المستنقعات والأماكن ذات الغطاء النباتي الكثيف وما إلى ذلك، وتوخي الحذر خلال الفترة من الغسق إلى الفجر حيث يكون البعوض في أنشط حالاته. وفي حالة التعرض للسع من قبل بعوضة مصابة، فإن معرفة العامة غير المتخصصين والأطباء والعاملين في المهن الصحية المساعدة بأعراض الإصابة بفيروس غرب النيل تتيح أفضل الفرص لتلقي العلاج الطبي في الوقت المناسب مما يساعد في تقليل المضاعفات المحتملة التي قد تصاحب المرض، فضلاً عن الرعاية التسكينية المخففة للآلام.