السبسي يناور سياسيا

السبسي يناور سياسيا

يبدو للكثيرين أن الشاهد استقوى بالنهضة على السبسي ويراد تضخيم هذا الأمر وتهويله.. ولكن لو حكمنا بالمقطوع به حاليا في السياسة نحكم على أن هده مناورة من مناورات رجل الإنجليز في الحكم, حيث يسعى لإيهام الآخرين الرافضين للتوافق أنه معهم ولا يريد الشاهد وليس راض عنه في حين أنه ليس جادا في الذهاب إلى استعمال الفصل 99.. وقد يقول البعض هو لا يريد الذهاب خوفا من الهزيمة, حيث لن يجد كتلة تسحب الثقة من الحكومة ولكن الواقع يقول أنه ليس هناك حتى مجرد عريضة من أجل ذلك, لا أستبعد أن الباجي نفسه يأمر الشاهد أن لا يتوجه للبرلمان في السر ويقوم بالعكس في العلن من أجل استرضاء أطراف وإظهار عداوة للحركة ويزيد بإعلان التوافق الذي تمسكت به النهضة بعد حواره الأخير..

أما عن حركة النهضة فقد استغرب رئيس مجلسها للشورى عبد الكريم الهاروني من دعوة الباجي رئيس الحكومة التوجه للبرلمان ويقول أن الرئيس يعلم أن البرلمان لن يسحب الثقة من الحكومة فما الداعي لذلك وما الفائدة من هذه الدعوة؟ لذلك رأي يقرب من اليقين السياسي أنها مناورة من الباجي تعلمها النهضة يقينا, وما حديثه عن انتهاء التوافق إلا إشارة للبحث عن توافق جديد بنفس المضامين وبوجوه أخرى ربما تكون قد استوعبت درسا مفاده أن لا مناص من مستقبل مشهد سياسي في تونس دون التحالف مع حركة النهضة .. ما يمارس هو تكتيك ومناورات ليس من أجل تحرر البلد أو من أجل تثبيت حكم الإسلام أو حتى من أجل احياء نفس ثوري أو استرجاع حقوق .. وانما هو تسابق من أجل تثبيت مصالح الداعمين الكبار والصغار..

في المقابل وفي تغير ملحوظ محسن نرى مرزوق زعيم مشروع تونس يدعو إلى “تجاوز الصراع الإيديولوجي ويعتبر أن الدستور حسم في تلك الأمور.. وأنّه يجب الإلتفات الآن إلى الأزمة الاقتصادية والاجتماعية”, يبدو أن شيئا ما حصل بالاتفاق حتى تم تقليم أظافره “صاحب المشروع” وجعله يقرر أن يلتقي مع حركة النهضة, وربما يكون طرفا في المشهد السياسي القادم أو ربما تمت اتفاقات حول نصيبه في الإنتخابات القادمة بوعود مغرية … تماهي موقف محسن مرزوق مع خط النهضة ينبئ بأن الحركة تجري إتصالات كبيرة من أجل أن تنقد المشهد من الإنهيار مثل ما أنقذت المنظومة القديمة من الاندثار, أما رئيس الحكومة فهو في وضعيّة ترقّب, اذ يخشى غدر النهضة إن توجه للبرلمان فتسحب منه الثقة وهي دعامته القوية, وكذلك تخشى منه النهضة طموحه السياسي لذلك استشار رئيس حركة النهضة في الإعلان عن عدم ترشحه للإنتخابات فأوصاه الأخير بعدم التسرع.. اضافة الى أن تجميد عضويته في نداء تونس قد تقرأ من عدة أوجه, عدا انها ردة فعل من مسؤولي الحزب على مخالفة ابن ابيه في عديد المسائل, لا ندري أهي إشارة خضراء من نداء تونس ليوسف الشاهد حتى يكوّن حزبا ويعيد التوافق ولكن بشكل جديد, أم شيء آخر ربما تظهر ملامحه في قادم الأيام.

أحمد بن حسين

CATEGORIES
TAGS
Share This