المساواة بين الجنسين: آخر أوراق  قايد السبسي لمغازلة الغرب بعد فشله في الحكم

المساواة بين الجنسين: آخر أوراق قايد السبسي لمغازلة الغرب بعد فشله في الحكم

في مقال له نشره علی موقع موند افريك الفرنسي يوم الخميس 18 اكتوبر 2018، تحدث الصحفي الفرنسي نيكولا بو عن الازمة السياسية الحادة التي تعرفها تونس ومحاولة رئيس الجمهورية تعويمها والتعتيم عليها بمغازلة الدول الغربية بمشروع قانون للمساواة بين الجنسين وقانون لمناهضة العنصرية . وعرج رئيس تحرير موقع موند افريك علی اشادة الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون بنظيره التونسي باجي قايد السبسي في كلمته التي القاها في العاصمة الارمينية بمناسبة القمة الفرنكفونية والتي ثمن فيها “المجهودات التي يبذلها الرئيس التونسي لمواجهة الفكر الظلامي وضمان حريات المرأة وتحقيق المساواة .”

واعتبر نيكولا بو انه قد كان علی الرئيس الفرنسي ان يكون اكثر تحفظا واقل حماسا في اشادته بالباجي قايد السبسي خاصة ان تونس تعرف ازمة سياسية ومؤسساتية واقتصادية مع محاولات لتوريث السلطة واعادة البلاد الی مربع السلطوية.

واشار الصحفي الفرنسي الی عبقرية الرئيس التونسي التسعيني والذي تمكن من إستمالة الشركاء الغربيين والتعتيم علی المخاطر التي تعرفها تونس وبالتالي تعبيد طريق الحكم له ولنجله من بعده .

وختم نيكولا بو مقاله بالإشارة الی ان تونس تنتظر من فرنسا اكثر من كلمات ماكرون المعسولة للباجي قايد السبسي الذي يريد الترويج لتونس كإستثناء في العالم العربي في وقت تعرف فيه البلاد استشراء للفساد ومخاطر تهدد الديمقراطية الناشئة بمحاولة التضييق علی الحريات وبعض حالات انتهاكات حقوق الإنسان في مراكز الايقاف علاوة علی ازمات اقتصادية وإجتماعية خانقة.

لقد أصاب الصحفي “بو” كبد الحقيقة عندما وصف المشهد السياسي في بلادنا، فالحاكم لا يتولى مقاليد الحكم تبعا لنجاحه في تسيير دواليب الحكم، وانما بما يناله من رضى الغرب الذي اغتصب سلطان المسلمين بعد هدم خلافتهم.

فمن أراد أن يحكم فعليه أن يقدم اوراق اعتماده للغرب حتى يحصل على رضاهم، فيوظفوه في مناطق نفوذهم برتبة رئيس دولة أو حكومة، أما الانتخابات فليست سوى الغلاف الذي  تغلف به عملية القرار لتظهر محلية و شرعية، فهذا يوسف الشاهد قدم اوراق اعتماده للاتحاد الاوروبي اثناء زيارته لبروكسل في شهر افريل 2018، حيث وعدهم بتوقيع اتفاق توسيع التبادل الحر ليشمل الزراعة، ولا يهمه ان كان هذا الاتفاق سيضر بالمزارع التونسي ما دام هذا يمكنه من الحصول على الرضى الغربي والاستمرار في الحكم، ومن قبلها وعد يوسف الشاهد صندوق النقد الدولي باتخاذ اجراءات مؤلمة سحقت الطبقة المتوسطة وألحقتها بطابور الفقراء، فالإصلاحات الكبرى هي القربان الذي قدمه يوسف الشاهد لصندوق النقد ليستمر في الحكم.

هذا هو شأن حكامنا وأحزابنا المشاركة في الحكم، الكل يلهث وراء السيد الغربي، يتملقه ويرجو رضاه.

د. الأسعد العجيلي

CATEGORIES
TAGS
Share This