السلطات في تونس تستند إلى المستعمر من أجل تسيير بلديّة
لقد حذّرنا – نحن حزب التحرير/ ولاية تونس – من قبلُ من قانون الجماعات المحليّة ومن الانتخابات البلديّة، وقلنا وقتها إنّ المراد بذلك القانون وتلك الانتخابات هو مزيد من تمزيق البلاد وجعلها بلديّات بصلاحيّات أوسع في إطار ما يسمّى بالحكم المحلّي، الذي سيجعل من تونس أجزاء متفرّقة هزيلة ضعيفة يسهل على المستعمر دخولها والسيطرة عليها، وها نحن اليوم نرى سعيا نحو اللامركزيّة بإشراف أوروبي، وصار من المألوف أن نسمع ونرى رئيس بلديّة يستقبل سفيرا أمريكيّا أو أوروبيّا ويعقد معه الاتّفاقيّات، ففي بوكريم وتازغران وزاوية المقايز (ثلاث قرى صغيرة في الوطن القبلي) أحدثوا لها بلديّة أصدر رئيسها إعلانا للعموم بتاريخ 15/04/2019 جاء فيه: “في إطار معاضدة البلديّات في مسارها اللامركزي قامت وزارة الشؤون المحليّة والبيئة بالتعاون مع الاتّحاد الأوروبي بدعوة مكتب العمل الدّولي لمرافقة البلديّات المحدثة لإعداد مخطّط التنمية المحلية وفق المنهجيّة التشاركيّة لبلديّة “تازغران بو كريم زاوية المقايز” لذا أتشرّف بدعوة العموم لحضور ورشة العمل التي ستنعقد أيام 23، 24 و25 أفريل 2019 بزاوية المقايز لبلورة رؤية وأهداف ومحاور التنمية البلديّة” اهـ.
وإنّنا في حزب التحرير/ ولاية تونس نستنكر هذه الدّعوة للأسباب التالية:
-
فيها إهانة لأهلنا في بوكريم وتازغران وزاوية المقايز، فرئيس البلديّة ومن ورائه الحكومة ممثّلة في وزارة الشؤون المحليّة، يرى أهل المنطقة جهلة عاجزين يحتاجون إلى أوروبا لتعلّمهم كيف يسيّرون حياتهم اليوميّة.
-
الاتّحاد الأوروبي الذي يستندون إليه هو جهة استعماريّة معادية، جرائمهم في بلادنا مشهودة، وأطماعهم معلومة. لا يبتغون إلا السيطرة والنّهب. أمّا “نصائحهم” فشرّ كلّها لم نجن منها إلا ضنك العيش وسوء الحال. وأمّا مساعداتهم فشراك يراد بها توريط البلاد. ولا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرّتين.
-
إدخال الأوروبيين إلى مدن البلاد وقراها هو إمعان في تسليم تونس لأعدائها وخيانة لأهلها.