استيقظنا اليوم السبت 27 أفريل 2019 على فاجعة جديدة وجريمة جديدة تنضاف إلى سجل جرائم الدولة الحديثة، جريمة النظام الرأسمالي الاستعماري الاستغلالي, حادث اصطدام شاحنتين احداهما تنقل على متنها عاملات في الفلاحة, راح ضحيته 15 عاملة وعاملا في المجال الفلاحي وإصابة 20 آخرين بجروح, على مستوى البلاكات بمعتمدية السبالة من ولاية سيدي بوزيد.
وقد تم نقل الجرحى الى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد لتلقى الاسعافات، وسط غضب كبير من اهالي الضحايا والجرحى.
وتمثلت صورة الحادثة في اصطدام شاحنة كانت تقل 30 عاملة وعامل في القطاع الفلاحي بسيارة لنقل الدجاج، وهو ما أدى الى وفاة 12 منهم على عين المكان فيما تم نقل البقية الى المستشفى الجهوى لتلقى العلاج.
قد يعتبره الكثير من النائيين بأنفسهم عن التوصيف الحقيقي, حادث سير عادي كأي حادث عرضي يحدث هنا أو هناك, ولكنه في حقيقته جريمة نظام استمات مشرفوه -ولا يزالون- على اخضاع البلاد لقوانين لم ولن تؤتي خيرا لأهلها لا برا ولا جوا ولا بحرا, وهذه واحدة من جرائمه التي نستفيق يوميا على سماعها ونستفيق على نواح ونديب أهلنا الذين يتجرعون مرارة الموت في كل أحوال معيشتهم اليومية. هذا هو التمكين الاقتصادي للمرأة الذي صعدوا به رؤوسنا، هذه هي كذبة حقوق المرأة وحق الاستقلال الاقتصادي الذي في حقيقته حق استغلالها وقتلها وتشريدها بحثا عن رغيف خبز ودراهم معدودات لا تكاد تلبي رغيف الخبر حتى تصبر المعدة على الجوع والعطش, شردوا المرأة وسلخوها من اصلها كامرأة عزيزة, كأم وربّة بيت وعرض يجب أن يصان, لها وضيفتها ومهامها التي تحفظ لها كرامتها.. تاجروا بها وبقضيتها التي ضربتها قوانين البشر الظالم الجهول, لتصبح سلعة للاستغلال في كل مجالات الحية, ولتكون أداة انتاج تُصوّر على أنها مثلها مثل تلك الوسيلة الصماء التي تستعمل للإنتاج وتكثير المال لصالح فسّاد الأرض وناهبيها.
معاناة يومية تعيشها المرأة في تونس على وقع شضف العيش والفاقة التي ألحأتها إلى ترك بيتها والجري وراء لقمة الحياة على متن الشاحناة في العراء وفي فيافي البلاد ومزارعها المليئة الكبد والشقاء.
حقيقة ترى رأي العين, المرأة في تونس والعالم اليوم تتوق إلى عدل أحكام الاسلام العظيم وقوانينه التي تنصفها وتضعها موضعها الصحيح في الحياة, ففي الاسلام تكفل حقها في الرعاية والقوامة، التي تُغنيها عن اللجوء الى فتات رؤوس النهب والاستغلال البشع, وعن تكبّد عناء العمل الشاق طول النهار الذي تهدر فيه كرامتها وموقعها الحقيقي في المجتمع, فهي الام المربية لأجيال صالحين مصلحين يكونون اسودا يرضى الله عنهم ويرضى بهم عنها.
سوقوا لها أن قوامة الرجل عليها استنقاص منها وانها في مرتبة اقل من مرتبة الرجل لتجد نفسها كما ذكرنا سابقا أداة للاستغلال الفاحش البغيض.. سترتفع الاصوات وحناجر السوء بهذا ولكن لن تكون الا للمناداة بتوفير الظروف الأحسن لهذا الاستغلال لا عدل ولا امن ولا أمان الا بالإسلام, فعقيدته أمان ونظامه امان وسياسته أمان واقتصاده أمان.. قال تعالى ” لإيلاف قريش ، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، فليعبدوا رب هذا البيت، الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف”.
يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. وقد ” قال عليه الصلاة والسلام” كَانَت بَنُو إسرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبياءُ، كُلَّما هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبيٌّ، وَإنَّهُ لا نَبِيَّ بَعدي، وسَيَكُونُ بَعدي خُلَفَاءُ فَيَكثُرُونَ، قالوا: يَا رسول اللَّه، فَما تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: أَوفُوا بِبَيعَةِ الأَوَّلِ فالأَوَّلِ، ثُمَّ أَعطُوهُم حَقَّهُم، وَاسأَلُوا اللَّه الَّذِي لَكُم، فَإنَّ اللَّه سائِلُهم عمَّا استَرعاهُم”