انضمام تونس لمجلس الأمن.. فقط ليكتمل القطيع

انضمام تونس لمجلس الأمن.. فقط ليكتمل القطيع

أصبحت تونس عضوا غير دائم بمجلس الأمن الدولي اثر انتخابها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي. وبمجرد الإعلان على نتائج التصويت انطلق الحديث عن عودة تونس القوية للساحة الدولية وعن كسبها لكل التحديات، حسب ما جاء على لسان وزير الخارجية ” خميس الجهيناوي” والذي أكد أن هذه العضوية فرصة لتونس للدفاع عن مصالحها وتعزيز مكانتها بين الدول.

وفي رسالة وجهها “الباجي قائد السبسي” لوزير الخارجية أثنى “الباجي” على المجهودات الجبارة التي بذلها أفراد العائلة الدبلوماسية التونسية, وأشاد بتضحياتهم الجسام والتي لولاها لم تكن تونس لتبلغ هذه المكانة المرموقة بين الدول, وختم صاحب الهيبة “الباجي قائد السبسي” رسالته بالدعوة إلى المزيد من المثابرة والتضحية لتحقيق مصالح تونس العلية.

وبالعودة إلى تركيبة مجلس الأمن الدولي نجده يتكون من خمسة أعضاء دائمي العضوية وعشر دول عضويتها غير دائمة ولا تتجاوز مدة بقائها بالمجلس السنتين ثم يقع انتخاب أعضاء جدد، وقد سبق لتونس أن انظمت لمجلس الأمن في ثلاث مناسبات فما الذي غنمته من عضويتها السابقة وماذا ستجنيه من عضويتها الحالية وهل حقا وجودها في تركيبة مجلس الأمن يعد مكسبا كبيرا ونصرا مظفرا ؟ وهل مجلس الأمن هذا كما يروج له محقق للسلام وضامن للعدل وناصر للمظلومين وحامي حقوق الضعفاء  من الدول والشعوب؟

أكمة التظليل

حتى لا تتعر القوى الاستعمارية وحتى لا تكون بشاعة سياساتها بارزة للعيان كان لابد لها من غطاء يواري ما تقترفه من جرائم ويعطي مشروعية لكل الآثام التي تقترفها في حق غيرها, فأسسوا ما يسمى بمنضمة الأمم المتحدة وجعلوا من أهم ركائزها مجلس الأمن الدولي واتخذوه منصة لشن الحروب التي لا وقود لها غير مصالح تلك القوى الاستعمارية وعلى رأسها الولايات الأمريكية المتحدة, فمن يكون في مرمى أطماع أمريكا أو أحد أشياعها يسلط عليه الفصل السابع ليكون مآله الدمار والخراب, وليس ما حصل للعراق وليبيا عنا ببعيد. هذا وإن تم التصويت على أي قرار كان يتعارض مع مصالح القوى الاستعمارية جميعها أو أحداها فالفيتو هو الكفيل بإرجاع الأمور إلى نصابها بإسقاط كل قرار فيه شبهة المساس من مصالح الدول الكبرى وهنا لا اعتبار للأغلبية فصوت أمريكا مثلا يفوق كل أصوات باقي الأعضاء مجتمعين والوضع نفسه ينسحب على أي دولة من الدول الخمس الدائمة العضوية, وعليه, فمجلس الأمن في الواقع هو ملك يمين الدول الاستعمارية وكل القوانين والمواثيق الدولية التي يسجد لها صباحا مساء دراويش الديمقراطية هي ملزمة لسذج الضعفاء فقط أو لنقل لا سلطان لها إلا على باقي الدول فهم بمثابة القطيع لا حق لهم إلا في الانصياع والابتهاج بما هم فيه خاصة إذا خدعوهم ببعض المكاسب الوهمية كالتي يتباها بها الآن ” الباجي قائد السبسي” ووزيره..

الخشب المسندة

تكاد تكون كلمات السيادة ومصلحة البلاد ومكانة تونس المرموقة بين الدول ونحو ذلك من أكثر الكلمات التي نسمعها من القائمين على شؤون البلاد. جعجعة لا نرى لها ولو نزرا يسيرا من الدقيق. كلهم يحرصون على سيادة البلاد ثم تراهم يهبون ثرواتها وخيراتها بثغر باسم لأعدائها. الهيبة وما أدراك ما الهيبة فهي لديهم خط شديد الاحمرار لا يجوز الاقتراب منه مطلقا, وفي المقابل نرى رأي العين الاستخبارات الأجنبية ترتع في البلاد دون أن يرتجف لأصحاب الهيبة جفن ودون أن يحرك هؤلاء المتشدقون بما لا يقدرون عليه ساكنا. كل انجازاتهم التي يتباهون بها هي حيازة رضا أحد المسؤولين الكبار. فلا يكاد يمر يوم لا تسمع فيه الإعلان على تلقي شهادة شكر وثناء جاد بها مسؤول من أمريكا أو فرنسا أو بريطانيا على الخشب المسندة في قرطاج أو القصبة مقابل ما قدموه لهم من جليل الأعمال أبرزها تثبيت وترسيخ الديمقراطية وما انبثق عنها من آثام. سيادة البلاد وحرمتها وأمنها بما فيه الغذائي عقبات كأداء لا قبل لهم باقتحامها إلا في خطبهم وحمالاتهم الانتخابية أو في مثل هكذا مناسبات كانتخاب تونس عضوا من أعضاء القطيع بمجلس الأمن..

حسن نوير

CATEGORIES
TAGS
Share This