العقوبات الأمريكية: هل ستجعل تركيا تنفك عن الولاء لأمريكا؟
أعلنت أمريكا يوم 17\7\2019 أنها ستعلق مشاركة تركيا في برنامج الطائرة المقاتلة إف35. فقد صرحت وكيلة وزير الدفاع لعمليات الشراء إلين لورد قائلة:” الولايات المتحدة وشركاؤها في برنامج الطائرة إف35 متفقون في قرار تعليق مشاركة تركيا في البرنامج وبدء عملية لاستبعادها رسميا منه”. وقالت:” إن تركيا تقوم بتصنيع أكثر من 900 جزء من أجزاء المقاتلة إف35، وإن سلسلة الإمداد ستنتقل من مصانع تركية إلى أخرى أمريكية بالأساس بعد شطب الموردين الأتراك” وتابعت ” للأسف ستفقد تركيا بالتأكيد وظائف وفرصا اقتصادية مستقبلية نتيجة القرار.. لن تتلق بعد الآن حصة العمل التي كان من المتوقع أن يزيد حجمها عن 9 مليارات دولار والمتعلقة بالمقاتلة إف 35 طيلة البرنامج.. وإن كل قائدي المقاتلة إف 35 الأتراك والعاملين عليها لديهم خطط واضحة لمغادرة أمريكا ومن المقرر أن يغادروها في نهاية شهر تموز (الحالي). ولن يعود بمقدور تركيا شراء 100 مقاتلة إف35 التي سبق وأن اتفقت على شرائها” وأضافت :” أن أمريكا ستواصل العمل بشكل فعال بخصوص منظومة باتريوت من أجل تلبية احتياجاتها الدفاعية المشروعة (رويترز والأناضول).
وذلك ردا على شراء تركيا منظومة إس 400 الروسية، وقد وصلت الأجزاء الأولية ولكن هل ستواصل تركيا جلب هذه المنظومة وتتكامل والتي ستستمر حتى عام 2020 ربما تتوقف تركيا عن ذلك وإذا اكتملت المنظومة هل ستستطيع إستعمالها كونها عضوا في الناتو الذي لا يسمح بهذه المنظومة وذلك محل تساؤل؟! وقد صرح البيت الأبيض في بيان أصدره يوم 17\7\2019 قائلا: “للأسف قرار تركيا شراء منظومات الدفاع الجوي إس400 يجعل استمرار مشاركتها في برنامج إف35 مستحيلا. لا يمكن أن تتعايش المقاتلة إف35 مع منصة جمع معلومات استخباراتية روسية ستستخدم للاطلاع على قدراتها المتقدمة. تركيا تمثل شريكا قديما وموثوقا به وحليفا في إطار الناتو منذ 65 عاما، لكن استلامها إس400 يقوض الالتزامات التي تحملها كل الحلفاء في الناتو أمام بعضهم بعضا بشأن التخلي عن اقتناء المنظومة الروسية وهذا الأمر سيؤدي إلى تبعات مضرة بالنسبة إلى التعاون العملياتي بين تركيا والحلف”. (رويترز)
وقال ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يوم 17\7\2019 :” منظومة إس400 للدفاع الجوي الروسي لا يمكن أن تندمج في نظام حلف شمال الأطلسي المتكامل للدفاع الجوي والصاروخي والذي يتعلق بالمشاركة في التقاط صور الرادار والمشاركة في المراقبة الجوية والمشاركة في القدرات”. وقال :” إسهامات تركيا في الناتو وتعاون الحلف مع أنقرة أعمق بكثير وأشمل من مقاتلات إف35، أنا لا أقلل من مسألة إس400 ، لكن تركيا حليف في الناتو أكثر بكثير من تلك المنظومة” (رويترز والأناضول)
وقال ديفيد تراكتنبرج وكيل وزارة الدفاع للسياسة :” إن الولايات المتحدة ما زالت تثمن علاقتها مع تركيا. وشاركتنا الاستراتيجية مستمرة، لكن كما قلت، هذا رد محدد على عمل محدد”(رويترز)
هنا تؤكد أمريكا والناتو على أهمية تركيا في الناتو لهم وهي جبهة متقدمة في العالم الإسلامي وخط دفاع أول عن الغرب. ولهذا لا يتستغنون عنها مهما عاقبوها، وهي لا تخرج من حلفهم مهما عاقبوها، لأنها اختارت هذه الطريق الخاطئة منذ عهد هادم الخلافة مصطفى كامل.
ولهذا جاء رد تركيا عقب ذلك بعيدا عن التهديد بالخروج من الناتو أو من التحالف مع الكفار الأعداء. فقد أصدرت وزراة خارجيتها بيانا يوم 17\7\2019 قالت فيه:” إن هذه الخطوة أحادية الجانب، لا تنسجم مع روح التحالف ولا تعتمد على أي مبرر مشروع” وأضاف البيان التركي:” ندعو الولايات المتحدة إلى التراجع عن هذا الخطأ الذي سيلحق أضرارا لا يمكن إصلاحها بعلاقات البلدين، وإن استبعاد تركيا من برنامج إف35 وهي أحد الشركاء الرئيسين فيه أمر غير عادل، كما أن الزعم بأن منظومة إس400 ستلحق الضعف بطائرات إف 35 لا أساس له من الصحة”. وقال البيان : ” ولعل عدم الرد على مقترحنا الخاص بتشكيل لجنة لبحث هذا الأمر يشارك فيها حلف الناتو لأبرز مؤشر على تحامل الولايات المتحدة، وعدم رغبتها في حل هذه المسألة بنوايا حسنة في إطار أبعادها”. وشدد البيان على “ضرورة قيام الولايات المتحدة بإظهار الأهمية التي توليها لصداقة تركيا بالأفعال وليس بالأقوال فحسب” ولفت البيان إلى أن ” المهم بمكان الالتزام بحالة التفاهم التي شهدها اللقاء الذي جمع الرئيس أردوغان ونظيره الأمريكي ترامب على هامش قمة مجموعة العشرين بمدينة أوساكا اليابانية”. (الأناضول 18\7\2019)
وهذا تأكيد من تركيا على أنها ماضية في تحالفها مع أمريكا وموالتها لها، مهما فعلت أمريكا لها، وتنذل لها كما حصل العام الماضي عندما هددت بعدم تسليم القس الأمريكي روبنسون المتهم بالتجسس والمسجون في تركيا منذ عام 2016. فقام ترامب وفرض عليها عقوبات فانصاعت فسلمته ذليلة. ولهذا لم تعد تركيا تهدد بعد شيئا ما يغضب أمريكا، بل تراها تتوسل لأمريكا للحفاظ على الصداقة والتحالف. لأنها ابتغت العزة عند الكافرين فتصبح ذليلة. ولكن العزة لا تكون إلا للمؤمنين، ولكن المنافقين لا يدركون ذلك. فقال تعالى:” وَلِلّٰهِ الۡعِزَّةُ وَلِرَسُوۡلِهٖ وَلِلۡمُؤۡمِنِيۡنَ وَلٰـكِنَّ الۡمُنٰفِقِيۡنَ لَا يَعۡلَمُوۡنَ
وقال تعالى:” بَشِّرِ الۡمُنٰفِقِيۡنَ بِاَنَّ لَهُمۡ عَذَابًا اَلِيۡمًاۙ ۨالَّذِيۡنَ يَتَّخِذُوۡنَ الۡـكٰفِرِيۡنَ اَوۡلِيَآءَ مِنۡ دُوۡنِ الۡمُؤۡمِنِيۡنَ ؕ اَيَبۡتَغُوۡنَ عِنۡدَهُمُ الۡعِزَّةَ فَاِنَّ الۡعِزَّةَ لِلّٰهِ جَمِيۡعًا ؕ
وكان الرئيس التركي قد اجتمع مع نظيره الأمريكي ترامب في اليابان على هامش قمة العشرين فقال:” آمل الحديث مع السيد ترامب بالتفصيل خلال قمة مجموعة العشرين عن مسألة شرائنا منظومة إس 400 الروسية وأعتقد أن لقائي معه سيكون مهما لإزالة الجمود في علاقاتنا وتعزيز التعاون بيننا.. دفعنا لهم (للأمريكان) 1,25 مليار دولار للحصول على مقاتلات إف35، فإذا أقدمت واشنطن على تصرف خاطئ كهذا سنلجأ للتحكيم الدولي” وقال :” إنه لم يسمع من ترامب في أي لقاءاتهما خلال الفترة الأخيرة ما يشير إلى إمكانية اتخاذ واشنطن هذا المسار ضد تركيا”. (الأناضول 27\7\2019)
فهنا يظهر أردوغان الذل أمام أمريكا، وقد أمل أن ينصفه ترامب ولا يوقع عليه عقوبة. ولكن خاب فأله، فترامب كان يلعب به يسخره أكثر وفي الوقت نفسه أراد أن يضرب خصومه الديمقراطيين ويحملهم المسؤولية، علما أن ذلك سياسة دولة وليست سياسة حزب وحده.
إهانة لروسيا
وعندما اجتمع ترامب معه ظهر كأنه يدافع عنه ليستمر في تسخيره، فحمّل إدارة أوباما المسؤولية عن شراء تركيا للصواريخ الروسية، واعتبرها ضحية سياسة أوباما فقال ترامب: “لم تكن (إدارة أوباما) عادلة مع تركيا وتلبية طلبها بشراء صواريخ باتريوت”، وذكر أن “الأمر معقد نعمل على حله”. فأمريكا على عهد أوباما دفعت تركيا لشراء هذه المنظومة من أجل اطماع روسيا بالسير في الخطط الأمريكية فيما يتعلق بسوريا، وهذا ما كان، فنفذت روسيا تلك الخطط. وعندما جاء ترامب وقفت أمريكا في وجه هذه الصفقة لتبتز تركيا وتستخدمها أكثر وتضرب روسيا وتهينها وتعلمها أنها أي أمريكا هي صاحبة الكلمة في تركيا وفي المنطقة وكل شيء يسير بإذنها.
وقال ترامب “إن تركيا صديقة لأمريكا، وقمنا معاً بأعمال رائعة وأنها صديق تجاري وسنرفع زيادة حجم التجارة أربعة أضعاف ومنها صفقات عسكرية.. لتصل إلى 75 مليار دولار” بل ” ينبغي أن يتجاوز مئة مليار بكثير”. ففي هذه يريد أن يقول أننا سنحل محل الاتحاد الأوروبي في تركيا، فيوجه ضربة اقتصادية في حربه التجارية ضد أووربا، إذ أن التبادل التجاري بين تركيا والاتحاد الأوروبي أكثر من 100 مليار ويميل لجانب الاتحاد الأوروبي. وعندما قال إن تركيا قامت بأعمال رائعة لأمريكا، أي أن تركيا خدمت أمريكا خدمة كبيرة جدا وخاصة في سوريا، إذ خدعت تركيا أردوغان أهل سوريا بدعمها الظاهري وهي تنفذ الخطة الأمريكية للحفاظ على النظام السوري التابع لأمريكا، متفقة مع روسيا وإيران تحت مسمى خفض التصعيد. وبذلك أخرجت الفصائل المسلحة من حلب والغوطة ودرعا وحاصرتها في إدلب ووقعت اتفاقية سوتشي يوم 17\9\2018 التي أعلن ترامب أنه كان من ورائها ووجه شكره لأردوغان وبوتين وإيران وسوريا (النظام)، والتي تستهدف تصفية الثورة وتركيز النظام بصياغة جديدة حيث يجري الحديث عن وضع دستور جديد يشترك فيه النظام بخمسين ممثلا، وبذلك تحافظ أمريكا على نفوذها في سوريا. فخيانة أردوغان وغدره لأهل سوريا لا توصف. إذ يظهر كالصديق والمعين وهو يتفق مع الأعداء، ولم يصدقه إلا الغبي الساذج الذي وقع في فخ الغدر والخيانة.
تغاض فابتزاز.. فاستمرار للخطة الأمريكية في سوريا
علما أن الأنباء الأولى حول المحادثات بين تركيا وروسيا بشأن توريد هذه المنظومة ظهرت في تشرين الثاني عام 2016، وكان أوباما على وشك الرحيل. وأكد الجانبان توقيع الاتفاق حولها في 12\9\2017 أي في عهد ترامب ولم يستنكر ترامب وترك الاتفاقية تمضي، فهو إذن امتداد لسياسة أوباما وهي سياسة دولة، بأن تقوم تركيا وتوقع هذه الاتفاقية ومن ثم تقوم وتعارض عن علم وسبق اصرار، مما يدل على غباء أردوغان ولم يدرك أن أمريكا تلعب به، وأن هذه الصفقة هي فقط لإغراء روسيا الغبية لتستمر في تنفيذ الخطط الأمريكية.
وأضاف الرئيس الأمريكي ترامب قائلا:” إنها (إدارة أوباما) لم تبع له (للرئيس التركي) ولم تسمح له بشراء ما أراده شراءه وهي منظومة باتريوت، وعندما اشترى شئيا آخر يقولون الآن له إنهم سيبيعون له باتريوت.. لذلك أقول لكم إنه الرئيس التركي عضو في الناتو وهو شخص جمعتني به صداقة وعليكم التعامل بعد مع تركيا” (رويترز 29\6\2019) فلم تظهر تركيا جرأة وتقول لترامب وقعنا الاتفاقية في عهدك وليس في عهد أوباما. ولكن سكوت تركيا الذليل يظهر أنها لا تريد أن تغضب ترامب وتقول له إنك كذاب كما يقول عنه الأمريكان أنفسهم أنه يكذب في اليوم نحو ثلاث كذبات كما أحصت له الصحف الأمريكية ذلك، منها الوشنطن بوست. وما زالت تركيا تأمل في أن يسمح لها ترامب وكأنه أي ترامب بكلماته في اجتماعه مع أردوغان في اليابان خدعه ولم يقل له سنعاقبك، ولهذا قال أردوغان إن ترامب لم يظهر أن سيقوم بفرض عقوبات على تركيا.
صفقة صعبة الاكتمال
إن هذه الصفقة مع روسيا ربما لا تكتمل، وإذا اكتملت ربما لا تنشر على الأرض وتبقى في المخازن، أو تبيعها لجهة ثالثة مثل الهند. ومن ثم تعود تركيا لمراضاة أمريكا حتى تشركها في صناعة إف35 وتبيعها 100 طائرة منها وكذلك صواريخ باتريوت. لأن ترامب تحدث عن مضاعفة التجارة مع تركيا، وأكثر ما ستشتريه تركيا من أمريكا السلاح، وهو التجارة المربحة. وكذلك تجعل البلد تحت سيطرتها لأن استعمال السلاح لا يكون إلا بإذن أمريكا، وصيانته والذخائر ستأتي من أمريكا، وهكذا تبقى تركيا رهينة القرار الأمريكي. فجعلت لأمريكا سبيلا عليها. علما أن الله قد حرم ذلك قائلا:” وَلَنۡ يَّجۡعَلَ اللّٰهُ لِلۡكٰفِرِيۡنَ عَلَى الۡمُؤۡمِنِيۡنَ سَبِيۡلًا”
إن أمريكا والناتو لا يستغنون عن تركيا، فلا يريدون أن يخرجوها من الحلف الصليبي الذي طالما خدمته تركيا عشرات السنين، فقاتل في سبيله في كوريا، وفي أفغانستان وفي الصومال وفي غيرها من المواقع. وقد افتخر أردوغان بذلك. وما زالت تركيا أردوغان منذ 8 سنوات تقاتل معهم في “التحالف الدولي” الأمريكي لمحاربة الإسلام تحت مسمى محاربة الإرهاب وتنظيم الدولة. ولا تنفك عنهم، وقد اقترب أردوغان من النهاية إذ بدأ نجمه بالأفول وظهرت المعارضة في حزبه وقد خسر اسطنبول التي قال أن من يخسر اسطنبول يخسر تركيا، ومع ذلك ما زال مصرا على الولاء لأمريكا، علما أن الله قد حرم مولاة الكفار تحريما مؤبدا. فقال تعالى: “يٰۤـاَيُّهَا الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا لَا تَتَّخِذُوا الۡكٰفِرِيۡنَ اَوۡلِيَآءَ مِنۡ دُوۡنِ الۡمُؤۡمِنِيۡنَ ؕ اَ تُرِيۡدُوۡنَ اَنۡ تَجۡعَلُوۡا لِلّٰهِ عَلَيۡكُمۡ سُلۡطٰنًا مُّبِيۡنًا اِنَّ الۡمُنٰفِقِيۡنَ فِى الدَّرۡكِ الۡاَسۡفَلِ مِنَ النَّارِ ۚ وَلَنۡ تَجِدَ لَهُمۡ نَصِيۡرًا”
“يٰۤـاَيُّهَا الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا لَا تَتَّخِذُوا الۡيَهُوۡدَ وَالنَّصٰرٰۤى اَوۡلِيَآءَ ؔ بَعۡضُهُمۡ اَوۡلِيَآءُ بَعۡضٍؕ وَمَنۡ يَّتَوَلَّهُمۡ مِّنۡكُمۡ فَاِنَّهٗ مِنۡهُمۡؕ اِنَّ اللّٰهَ لَا يَهۡدِى الۡقَوۡمَ الظّٰلِمِيۡنَ فَتَـرَى الَّذِيۡنَ فِىۡ قُلُوۡبِهِمۡ مَّرَضٌ يُّسَارِعُوۡنَ فِيۡهِمۡ يَقُوۡلُوۡنَ نَخۡشٰٓى اَنۡ تُصِيۡبَـنَا دَآٮِٕرَةٌ ؕ فَعَسَى اللّٰهُ اَنۡ يَّاۡتِىَ بِالۡفَتۡحِ اَوۡ اَمۡرٍ مِّنۡ عِنۡدِهٖ فَيُصۡبِحُوۡا عَلٰى مَاۤ اَسَرُّوۡا فِىۡۤ اَنۡفُسِهِمۡ نٰدِمِيۡنَ ؕ”.
فاعتبر الذين يوالون الكفار منهم، فذلك تغليظ ما بعده تغليظ في الحرمة، واعتبر ذلك من صفات المنافقين الذين في قلوبهم مرض. وهم لا يدركون أن النصر آت، وأن نجم أمريكا بدأ هو أيضا بالأفول، وأن نجم الخلافة الراشدة بدأ بالظهور، ودليل ذلك وجود حزب في الأمة يعمل فيها منذ أكثر من ستين عاما وهو يتكاثر ويقوى ويمتد إلى أنحاء المعمورة بإذن الله. فالأمة هي التي ولدت هذا الحزب، وهو منها ولها يعمل، فهو ابنها البار، وقد عمل على خدمة أمه وهي أمته مقابل أنها ولدته، فيعمل على توعيتها والأخذ بيدها والعمل على نهضتها، فهي تحبه حبا شديدا، كالأم الرؤوم التي تنتظر من ابنها البار أن يخدمها ويعمل لها. ولكن الكفار وأوليائهم والذين عقوا والدتهم يعملون على تشويه سمعة هذا الإبن البار ويتحالفون مع الكفار لقتله، ولكن الله وعد بنصره فقال أصدق القائلين: “وَعَدَ اللّٰهُ الَّذِيۡنَ اٰمَنُوۡا مِنۡكُمۡ وَعَمِلُوا الصّٰلِحٰتِ لَـيَسۡتَخۡلِفَـنَّهُمۡ فِى الۡاَرۡضِ كَمَا اسۡتَخۡلَفَ الَّذِيۡنَ مِنۡ قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِيۡنَهُمُ الَّذِى ارۡتَضٰى لَهُمۡ وَلَـيُبَدِّلَــنَّهُمۡ مِّنۡۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ اَمۡنًا ؕ يَعۡبُدُوۡنَنِىۡ لَا يُشۡرِكُوۡنَ بِىۡ شَيۡــًٔــا ؕ وَمَنۡ كَفَرَ بَعۡدَ ذٰلِكَ فَاُولٰٓٮِٕكَ هُمُ الۡفٰسِقُوۡنَ” وبشرى الرسول صلى الله عليه وسلم ” ثم تكون خلافة على منهاج النبوة”.
أسعد منصور