سفيرة بريطانيا طليعة استعمار من فئة مصّاصي الدّماء، تجوب البلاد، فهل خلت تونس من رجالها؟!!
بريطانيا الدولة الاستعماريّة أرسلت “سفيرة” تجوب البلاد طولا وعرضا تخطّط وتبرمج وتصنع السياسات، فهي تقتحم البرلمان وتلتقي برئيسه راشد الغنّوشي (الذي أمضى دهرا في لندن تؤويه)، ثمّ تطير إلى قبلي في أقصى الجنوب لتمكث فيها يومين كاملين، لماذا؟ فما شأن سفيرة ببلادنا؟ أليس السفراء في عرف الدّول عملهم هو الاهتمام بشؤون جالية بلادهم؟ فأين الجالية البريطانيّة في قبلي أكبر ولايات تونس وأحد أهمّ مستودعات الثروة فيها؟ أم أين الجالية في باردو حيث البرلمان (مركز السيادة وأصل السلطة)؟!
سفيرة بريطانيا في تونس لويزا دي سوزا في قبلي ليومين كاملين 18 و19 كانون الأول/ديسمبر 2019، اصطفّ للقائها والي قبلي سامي الغابي ورؤساء بلديات قبلي ودوز ورجيم معتوق والمديرون الجهويّون للسياحة والثقافة والفلاحة والتنمية، ورئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، اصطفّوا جميعا في مقرّ الولاية (الذي من المفترض أنّه مقرّ سيادة)، للترحيب بها ووضعوها على رؤوسهم “حاكمة” يطلعونها على أسرار البلاد وإمكانيّاتها. ولا تكتفي السفيرة بهذا الاجتماع بل تنتقل إلى مقر البلدية، تترأس مجلسا حضره رئيس البلدية أحمد يعقوب ومساعدته الأولى نبيهة مرابط، وبقية أعضاء المجلس البلدي ومجموعة من ممثلي الجمعيات في المنطقة والمهتمين بالشأن البيئي، ودار نقاش حول النقاط نفسها تقريبا، بحيث بدا وكأنها مطالب داخلية للجهة، أي مجموعة من الموظّفين يطلبون من حاكمهم الفعلي الاهتمام بالجهة.
ثمّ يزعم والي قبلي ورئيس البلديّة ومن معهم أنّهم بفعلتهم هذه يسعون إلى تنمية العلاقات والتعاون المستقبلي بين جهة قبلي والمؤسسات العامة والخاصة ببريطانيا وذلك من خلال:
-
إبرام اتفاقيات شراكة وتوأمة بين المجلس الجهوي وبلديات الولاية مع نظيراتها بالمقاطعات البريطانية.
-
أهمية تركيز فرع للمركز الثقافي البريطاني يكون مقره قبلي ومجالات تدخله ولايات الجنوب.
-
دعوة المستثمرين البريطانيين إلى إحداث مشاريع في قبلي خاصة بالصناعات التحويلية لقطاع التمور والطاقات المتجددة.