مهندسون وأساتذة بجامعة صفاقس ينجحون في إبتكار جهازي تنفس اصطناعي

مهندسون وأساتذة بجامعة صفاقس ينجحون في إبتكار جهازي تنفس اصطناعي

في إطار مجابهة جائحة فيروس الكورونا وتمشيا مع إستراتجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وقع تركيز خلية عمل بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس متكونة من أساتذة جامعيين وصناعيين بالجهة بالتعاون والتنسيق مع جامعة صفاقس وكلية الطب وقسم الإنعاش الطبي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس والقطب التكنولوجي بصفاقس وعمادة المهندسين لانجاز آلات تنفس اصطناعي في ظل نقص هذا النوع من الأجهزة في الأسواق العالمية نتيجة الإقبال الكبير على اقتنائها خلال هذه الفترة.

 يتمثل هذا المشروع في دراسة، تصميم و تنفيذ أنموذجين لجهاز تنفس اصطناعي غير مكلف وقابل للتصنيع.

وحسب ما أكده الأستاذ المشرف أحمد الفريخة فإن الأنموذج الأول يساعد المرضى على التنفس في حالة العدوى الحادة بفيروس الكورونا أثناء التنقل والاسعاف ويتميز بتصميم بسيط وسريع ويمكن تحقيقه من مواد مختلفة على الآليات ذات التحكم العددي.

أما الجهاز الثاني فهو يساعد أيضا على التنفس بحيث يقع التحكم في قيمة الأكسجين oxygen control وهو يعتبر ذو تكنولوجيا عالية  ونادر وباهض الثمن في الأسواق العالمية ويقع استعماله في أقسام الإنعاش.

وسيقع التنسيق مع الصناعيين لإنتاج كمية هامة لتزويد المستشفيات التي تشكو من نقص كبير في مثل هذه المعدات.

 هذه عينة من قدرات شباب تونس وطلبتها وعلمائها، ومن أمثالهم الكثير الكثير ممن هم قادرون على جعل تونس وكل العالم الإسلامي في موضع الريادة العلمية في كل ما تحتاجه الإنسانية لتحقيق العيش الكريم, فلماذا لا تنفق الحكومات والأنظمة في العالم الإسلامي على البحث العلمي وعلى العلماء؟ ولماذا تم دفعُ آلاف الشباب والنخب العلمية والفكرية إلى الهرب من جحيم الأنظمة في العالم الإسلامي؟

للإجابة على هذه الأسئلة نذكّر بالظروف التالية والتي تمثل الإجابة البديهية لما سبق من تساؤل:

– الضعف السياسي والعمالة للأجنبي من قبل الأنظمة مما يسبب إحباطاً لدى الكفاءات.

– عمليات السرقة من قبل الدول الغربية للشباب وإغرائهم للهجرة.

– عدم إتاحة الإمكانات والبنية التحتية العلمية اللازمة وأجواء البحث العلمي مع أن القدرة موجودة في العالم الإسلامي.

– الظلم الاقتصادي والفقر وارتفاع تكاليف الحياة مع تكدس المال بيد حفنة من رجال الأعمال الرأسماليين المرتبطين أساسا بالبنوك الخارجية، ونهب المال العام من قبل الأنظمة وتحول الناس إلى فقراء.

– الظلم السياسي، وعدم استقرار الأوضاع، وملاحقة الصادعين بالحق وسببه الحكام الظلمة.

_ترك رعاية الناس وتسيير دواليب الدولة بيد السفراء والمراقبين الأجانب الذين يضعون الخطط والبرامج التنموية القائمة في الغالب على الإستهلاك لا غير.

_ إخضاع البلاد لسلطة الصناديق الاستعمارية الغربية التي تقرض بشروط مذلّة وأولها جعل البلاد سوقا ترويجية لبضائع العالم الغربي ورفع التقارير الدورية عن كل أسرار البلاد لزعماء الاستعمار, حتى اذا ما ظهر في البلاد عدد من النابغين اقتطفوهم واختطفوهم لخدمة دول لا ترى في تونس إلا مرفأ للنهب أو محطة للاستراحة وهي في طرقها إلى نهب أقطار أخرى.

فهلّا استفاقت حكوماتنا على أن فقدان بلادنا لكثير من أبنائها لا يمكن أن يقدّر بمال، وفقدان المخترعين. والمبدعين يفوِّت علينا امتلاك القوة والمنعة في مواجهة كل عدو مرئي وغير مرئي، بل الذي يستفيد من ذلك هو عدوها.

وهلّا وعى حكام البلاد على حقيقة أن إمكاناتنا عظيمة فيكل المجالات, ومن شأنها أن تحمي بلادنا من شرور الرأسمالية فقط لو نخرج عن طوع من يسطّر الشأن العام من ألفه إلى يائه, من سفراء وحكام غربيين لا يرقبون فينا غلّا ولا ذمّة, ونخوض في حكم بلادنا بما يرضي ربنا أولا وآخرا.؟

CATEGORIES
TAGS
Share This