في ذكرى ميلاده الـ(117): بورقيبة الرّجل الصّنم أتاتورك تونس

في ذكرى ميلاده الـ(117): بورقيبة الرّجل الصّنم أتاتورك تونس

بعد مسرحيّات الاستقلال الصّوري السّمجة وحتّى يضمن تواصل تنفيذ مخطّطاته الهدّامة المستهدفة للأمّة الإسلاميّة بقفّازات محليّة دون منغّصات، عمد الكافر المستعمر إلى اصطناع زعامات وهميّة كرتونيّة واختلق لها بطولات وأمجادا وملاحم عسكريّة وزوّدها بنظريّات فكريّة وسياسيّة واقتصاديّة وأحاطها بهالة إعلاميّة ارتقت بها إلى مصافّ الأصنام وأنصاف الآلهة والعباقرة الملهمين، ثمّ أوكل إليها إنجاز مهامّ الاستعمار بالوكالة مستغلاّ (الكاريزما) التي أضحوا يتمتّعون بها لتخدير الشّعوب بالجملة والتحكّم في مصائرها وخيراتها..وقد نجح الاستعمار في ذلك أيّما نجاح بحيث حقّق على أيدي أمثال (أتاتورك ـ عبد النّاصر ـ نهرو ـ عرفات ـ صدّام حسين ـ بورقيبة..) من الجرائم البشعة في حقّ الأمّة الإسلاميّة ما عجز عن إنجازه طيلة عقود من الاستعمار المباشر على غرار إسقاط دولة الخلافة وتمزيق المسلمين والقضاء على الشّرع الإسلاميّ وتركيز العلمانيّة والوطنيّة.. ولتغذية تلك الأوهام في أذهان الشّعوب ضمانا لانقيادها السّلس لم تتورّع هذه الزّعامات الكرتونيّة عن الكذب والخداع والتّزوير والتحريف والطّمس وقلب الحقائق وإخفاء الوثائق وإعدام الخصوم في سعيها المحموم لاحتكار المجد والبطولة والنّضال والعبقريّة والشعبيّة والقيادة والرّيادة ،بحيث قبلها العدم وبعدها الطّوفان ،بما يجعل من رمزيّتها قروسطيّة مشوبة بمسحة روحانيّة تلامس حدود القداسة..

تونس نموذجا

وممّا لا شكّ فيه أنّ تاريخ تونس ـ القديم منه والحديث ـ قد حبّرته بعد الاستقلال العصابة البورقيبية بمداد التّغريب والعمالة وأثّثتهُ بما يتّفق مع التوجّهات السياسيّة والأيديولوجيّة (لحبيب تونس) ويخدم طبيعة (النّظام الوطني العلمانيّ الرّأسمالي التابع) الذي يروم إرساءهُ، ممّا أفقده أي مصداقيّة علميّة وحوّله إلى حلبة لتصفية حسابات الكافر المستعمر مع الانتماء الإسلامي للبلاد والعباد.. وقد طال هذا المسخ والتّشويه بالأساس مرحلة (الكفاح الوطني) بما غيّب أيّ دور لسائر (الزّعماء والمناضلين) ونصّب بورقيبة في المخيال الشعبي التّونسي زعيمًا واحدا أوحد بوصفه (المجاهد الأكبر ومهندس الاستقلال ومخلّص البلاد من براثن الاستعمار الفرنسيّ..) حتّى قال قائلهم (دنفير مل مستير فيه الدّول تحير)..كما طال أيضا (إنجازات دولة الاستقلال) بما ضرب صفحا عن جرائمه البشعة في حقّ هويّة تونس وشعبها وسلطانهم ومقدّراتهم وانتمائهم الثقافيّ والحضاريّ وخلع عليه من الألقاب أضداد ما اضطلع به في الواقع على غرار (باني الدّولة الحديثة ومؤسّس الهويّة التونسيّة وناشر التعليم ومحرّر المرأة وحامي الحمى والدّين..) بل إنّ أيتام بورقيبة من (القريملّة) ولقطاء الاستعمار لم يتورّعوا عن الادّعاء بأنّه (وكّلنا وكسانا ونظّفلنا ونحّالنا القمل)،ناهيك وأنّه مازال ـ وهو مقبور ـ يُستعمل كشمّاعة (لتبييض) الأحزاب السياسيّة اللقيطة المشبوهة وتزويدها برداء شفّاف للتّأصيل والمرجعيّة يستر غربتها وأزمتها وانبتاتها وإفلاسها..وحسبنا فيما يلي أن نتناول بالهدم والتّفنيد أهمّ الأساطير المؤسّسة لشعبيّة بورقيبة وزعامته ورمزيّته في المخيال الشّعبي التونسيّ عسانا نعيده إلى حجمه الطبيعيّ ـ معول رخيص من معاول الاستعمار ومسمار صدئ في نعش الأمّة الإسلاميّة ـ بما يسحب البساط من تحت أيتامه ولقطائه المتمسّحين بتلابيب خياناته وعمالته..

الرّجل الصّنم

من المخجل حقّا والمهين فعلا أنّ شخصيّة مثل الحبيب بورقيبة قد تبوّأت ومازالت في أرض العبادلة والفاتحين مرتبة القيادة الملهمة الحكيمة ذات التّاريخ الحافل بالإنجازات السياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة خدمة لتونس وشعبها بل خدمة للإسلام والمسلمين :فمن المعلوم من السياسة بالضّرورة ومن التّاريخ بالبداهة أنّ بورقيبة الذي رضع العلمانيّة من ثديها الفرنسيّ حدّ الثّمالة واعتنقها مبدأ وعقيدة اصطُنِع استعماريّا وجيء به لرهن البلاد وتجيير مقدّراتها ومسخ شعبها وتغريبه وإخراجه قسرا من سياقه الحضاري والثّقافي المرتبط عضويّا بالإسلام والدّولة الإسلاميّة..وإنّك لتحار حقّا في البحث عن (أياديه البيضاء) التي طوّق بها أعناق التونسيّين وجعلهم يكنّون له هذا الكمّ الهائل من الوفاء ما حوّله في أعينهم إلى صنم ومعبود مقدّس..فتاريخه حافل بالجرائم والمخازي على جميع الأصعدة ،والحمد لله أنّ هذه الصّورة المفتراة مافتئت تتآكل وتهترئ وأضحت باهتة حتّى في أعين أيتامه ولقطائه لا يذكرونها إلاّ على استحياء :فعلى المستوى السياسيّ لم يزد بورقيبة عن كونه قفّازا وطنيّا لإنجاز مهامّ الاستعمار بالوكالة حيث مكّن محليّا لأوروبا في البلاد وتاجر بدماء التّونسيين لتثبيت عرشه (معركة بنزرت) وقام بتصفية منافسيه على العمالة (بن يوسف ـ سبّاط الظلام ـ فرحات حشّاد) كما قضى على الشّرفاء من المناضلين والمقاومين وباعهم لفرنسا (معارك جبل عرباط وجبل آقري)، وخان إقليميّا ودوليّا القضيّتين الجزائريّة والفلسطينيّة وتاجر بهما في المحافل الدوليّة لحساب بريطانيا ومشاريعها..وعلى المستوى الاقتصادي رهن البلاد والعباد والمقدّرات للكافر المستعمر وفرّط في الثّروات التونسيّة للشّركات الاستعماريّة النّاهبة وأغرق الدّولة في الدّيون وأحكم ربطها بالاقتصاد الأوروبيّ وبنوكه الرّبويّة وحوّلها إلى حديقة خلفيّة لأوروبا وأوهم الشّعب التّونسي أنّنا بلد صغير فقير لا يمتلك ثروات..

أمّا على المستوى الثّقافي فحدّث عن البحر ولا حرج :فقد حارب الإسلام حربا لا هوادة فيها محقِّقا في ذلك ما عجز الاستعمار عن تحقيقه متّخذا من أتاتورك هادم الخلافة ومغرّب تركيا قدوة ومثلا أعلى ،فأغلق جامع الزّيتونة وشرّد علماءه وحلّ الكتاتيب القرآنيّة وسمّم مناهج التّعليم ومسخ الشّعب التونسيّ وعلمن الدّولة وهدم الأسرة التّونسية.. ولم يستثن في حربه على الله ورسوله حتّى الجزئيّات البسيطة مداراة للشّعب المسلم :فمنع الخمار وتولّى بنفسه تعرية النّساء وقنّن الفسق والفجور والدّعارة وتطاول على الله ورسوله وأمر النّاس بالإفطار في رمضان وسمح بفتح المقاهي والمطاعم والحانات وأبقى على نظام العمل بحصّتين في شهر الصّيام إرهاقا للصّائمين بما يكشف عن خسّته وحقارته وحقده الدّفين على الإسلام والمسلمين..

أسطورة الدّولة الحديثة

هذا جملة: أمّا تفصيلا فمن أهمّ الأساطير التي استندت إليها رمزيّة بورقيبة وشعبيّته أنّه باني الدّولة الحديثة ومؤسّس النّظام الجمهوريّ الديمقراطيّ (على أنقاض الحكم الملكيّ المستبدّ) كما يزعمون ،وهي بهتان صفيق وفرية مضاعفة لمخالفتها للشّرع الإسلاميّ وتكريسها للاستعمار والارتهان في آن واحد.. وحسبنا للوقوف على بشاعة هذه الجريمة أن نحاكمها من زاوية العقيدة الإسلاميّة وما انبثق عنها من منظومة حكم: فالإسلام عقيدة عقليّة سياسيّة روحيّة ينبثق عنها نظام، أي دينا منه الدولة كحكم من أحكامه وجزء لا يتجزّأ منه وكطريقة شرعيّة ووحيدة لترجمته ميدانيّا..ونظام الحكم في الإسلام (الخلافة) مناقض تمام المناقضة للنظام الجمهوريّ الديمقراطيّ الذي يُصَنَّف شرعا ضمن أنظمة الكفر لأنّه يُسند التشريع للبشر ويؤسّس للظلم والفساد والتفسّخ ويشجّع على التحللّ من الأحكام الشرعيّة باسم الحريّات العامّة ،ولأنّه يفرّق السلطة ويُجَزّئ الحكم في مخالفة صريحة لما أقرّه الإسلام نصّا وعملا.. ويمثّل نظام الحكم أهمّ عنصر من عناصر المنظومة المكوّنة للمبدأ ،فهو حاضنته وكيانه وجهازه التنفيذيّ والقناة التي يتجسّد عبرها عمليّا في واقع الحياة ،وهو بمثابة الطريقة للفكرة التي يقوم عليها المبدأ ،بحيث أنّه بدون نظام حكم يبقى المبدأ مجرّد فكرة طوباويّة خياليّة غير قابلة للتطبيق والتنفيذ..على هذا الأساس فإنّ الاستعمارـ وقبل تسليم تونس شهادة ميلادها كدُويلة وطنيّة تابعة عميلة ـ سعى جاهدا إلى تزييف انتمائها وفكّ ارتباطها التاريخيّ بالدّولة الإسلاميّة والحيلولة دونها وتطبيق الشرع الإسلاميّ ثم ربطها بالغرب ربطا عُضويّا محكما..وقد تولّت الزمرة البورقيبيّة تنفيذ هذا المخطّط بالنيابة عنه على أحسن وجه: فادّعت ابتداء أنّ حكم البايات هو نظام ملكي تشويها وتضليلا بما ينفي عن الدولة الحسينيّة صفة الإيالة العثمانيّة الخاضعة لنظام الخلافة ،ثمّ عمدت إلى هذا النظام الملكي المُتوهّم فألغته وأرست على أنقاضه النظام الجمهوريّ ،فترتّب على ذلك آليّا اندراس أحكام الإسلام واستحالة تطبيق الشرع لاستبدال طريقة تطبيقه (الخلافة) بنظيرتها في المبدأ الرأسماليّ (النظام الجمهوريّ الديمقراطيّ).. من هذه الزّاوية بالذّات يجب أن ننظر إلى إعلان الجمهوريّة بوصفه حربا على الله ورسوله وانقلابا على الهويّة الإسلاميّة للبلاد وتزييفا لانتمائها الحضاريّ والثقافيّ وبترا لها عن جسمها وحيلولة دونها وتطبيقَ الإسلام بما جعلها لقمة سائغة للنّهب والمسخ والارتهان..

أسطورة نشر التّعليم

الأسطورة الثّانية التي تستند إليها رمزيّة بورقيبة وشعبيّته أنّه ناشر التّعليم ورافع الجهل عن سواد الشّعب التونسيّ ،وهي فرية خطيرة مبنيّة على مغالطة تقلب الحقائق رأسا على عقب.. ومكمن المغالطة أنّ الأرقام والنّسب تدعّمها رغم أنّ الواقع يفنّدها :فالبنية التحتيّة التعليميّة ونسب التّمدرس والنّجاح جديرة بدولة أوروبيّة إلاّ أنّ هذه الجرعة الزّائدة لحملة الشّهائد الجامعيّة العليا في مختلف التخصّصات وهذا الانفجار الدّيموغرافي للأدمغة والعقول قد فشل فشلاً ذريعًا في إنهاض المجتمع ولم يزد تونس إلاّ تأخّرا وانحطاطا ولم يزد شبابها إلاّ مسخا وتشويها وتمييعا واغترابا وانبتاتا ونأيا عن عقيدته وحضارته وثقافته في مفارقة عجيبة : فالأصل في المؤسّسة التّعليميّة أن تضمن تواصل التلاميذ مع هويّتهم وموروثهم الثقافي والحضاري وأن تركّز فيهم الشخصيّة الإسلاميّة وتزوّدهم بسائر العلوم والمعارف بما ينهض بالمجتمع ويقوّي الدّولة ولكنّ الحاصل هو العكس تمامًا..هذه المفارقة تجد تفسيرها في طبيعة المنظومة التّربوية التونسيّة في علاقتها بالكافر المستعمر ومشاريعه الهدّامة المستهدفة للشّعب التونسي وسلطانه وثرواته :فالتّعليم في تونس كما في سائر العالم الإسلامي ليس تعليمًا سياديًّا مُستندًا إلى عقيدة الأمّة يهدف إلى إرساء الشّخصية الإسلاميّة في المتلقّي وتزويدها بالمهارات التي تُمكّنها من حسن استغلال محيطها بما ينهض بها ويكسبها القوّة والمناعة..بل هو على العكس تمامًا، تعليم تبعيّة واستعمار ومسخ ومحاربة لله ورسوله، مُسخّرٌ ـ مضمونًا ومناهج وأهدافا ـ لطمس معالم هويّة الشّعب وبتره عن جذوره الحضاريّة وإفراغ النّاشئة من (السّميق) العقائدي المتوارث وتعويضه بالثّقافة الغربيّة حتّى تتكرّس فيه قابليّة الاستعمار ومجتمع الاستهلاك..من هذا المنطلق حرص الكافر المستعمر بعد مسرحيّة الاستقلال على تكريس هكذا تعليم ونشره على كافّة شرائح الشّعب التونسي (تعميمًا للفائدة)، وقد أوكل هذه المهمّة القذرة لخادمه المطيع (بورقيبة) الذي انخرط فيها (بقلب بربّ) وسخّر موارد الدّولة لإنجازها :فأرسى بنية تحتيّة حديثة وعمّمها على المدن والبوادي والجبال النّائية وجهّزها أفضل تجهيز واستدرج لها سواد النّاس بجميع وسائل الإغراء، حتّى أنّه وفّر الأدوات المدرسيّة والملابس والأحذية بل والأكل للدّارسين (كُنتيلاَ)..وقد تدعّم هذا التمشّي المستهدف للثّقافة الإسلاميّة والمُكرّس للحضارة الغربيّة بفرض إجباريّة (التّعليم المختلط) إلى حدود ختم التّعليم الأساسي، بحيث يضمن الكافر المستعمر حدًّا أدنى من التمييع لناشئة المسلمين وتسميم أفكارهم وتشكيكهم في عقيدتهم وتحييدهم عن صراعه مع الأمّة الإسلاميّة..هذه هي (اللّوبانة) التي ما فتئ (المجاهد الأكبر) وأيتامه يلوكونها ويتشدّقون بها ويتبجّحون :فحِرصُه على نشر التّعليم وإجباريّته لم تكن حُبًّا في الشّعب التّونسي أو رغبةً في تطويره والنّهوض به بقدر ما كان التزامًا حرفيًّا بأوامر أسياده ومحاربةً منه ومنهم لله ورسوله.. وقد آتت هذه السّياسة ثمارها المسمومة على أحسن وجه ولو تركَنا بورقيبة على جهلنا وتخلًّفنا متسلّحين بإيمان العجائز لكان أفضل لنا وأحفظ لعقيدتنا وهويّتنا وسيادتنا ومقدّراتنا..

أسطورة تحرير المرأة

الأسطورة الثّالثة التي تستند إليها رمزيّة بورقيبة وشعبيّته هي أكذوبة تحرير المرأة وما تعلّق بها من ترسانة قانونيّة تشريعيّة: فمن أغرب ما يُنسب لعاشق أتاتورك وصاحب مقولة (لا أراهن على الإسلام فهو جواد خاسر) أنّه أمر بوضع مجلّة الأحوال الشخصيّة (لتقنين الأحكام الشرعيّة وتنظيمها وتفعيلها وتطويرها لتواكب العصر بما يمكّن المرأة من حقوقها ويحرّرها من تقاليد المجتمع البالية ويحصّن الأسرة التونسيّة وينهض بالمجتمع التونسيّ) وهو افتراء وقح مخالف للمعلوم من واقع تلك المجلّة اللقيطة وما كرّسته من مآسي وجرائم في الأسرة والمجتمع..ورغم ثبوت مخالفتها الصّريحة للفقه الإسلاميّ فقد عدّها النّظام البورقيبيّ (اجتهادا شرعيّا نابعا من روح الإسلام السّمحة) وارتقى بها أيتام فرنسا والمضبوعون بالثّقافة الغربيّة إلى مصافّ المكتسبات الوطنيّة والمقدّسات و(التّابوات) التي يُجَرَّم المسّ منها أو القدح فيها.. وممّا لا شكّ فيه أنّ الأحوال الشّخصية ظلّت خطّ الدّفاع الإسلاميّ الأخير في تونس ،فرغم أنّ فرنسا قد حاربت الإسلام بلا هوادة في كليّاته وجزئيّاته لكنّها أحجمت عن المساس بها لكونها ألصق في المخيال الشّعبي وذهنيّة العامّة بالإسلام من سائر المجالات الأخرى بما جعل من الأسرة التونسيّة المسلمة وعمودها (الأمّ) بمنآى عن أحابيل الاستعمار ومخطّطاته الهدّامة..لذلك وحتّى لا تثير حفائظ التونسيّين ضدّها أوكلت هذه المهمّة القذرة إلى ربيبها وسادن معبد ثقافتها بورقيبة وجعلتها على رأس أولويّاته فأنجزها في وقت قياسيّ (04 أشهر بعد الاستقلال)..

ولتسويق مجلّته اللقيطة ادّعى بورقيبة أنّها اجتهاد شرعيّ مزكّى من مشائخ الزّيتونة افتراء عليهم ،كما صاغ فصولها بخبث ومكر بما ميّع هويّتها التشريعيّة وصبغتها القانونيّة وحوّلها إلى حقل من الألغام تضليلا للمسلمين..فهذه المجلّة الجريمة حرب على الله ورسوله وأحكامه وتشاريعه إذ تنافس الله تعالى في السّيادة وتناقض ـ صياغة وتفسيرا وغاية ومنهجا وأحكاما ـ الشّرع الإسلاميّ ،سخّرها واضعوها لتطويع الأحوال الشخصيّة الإسلاميّة للمعاهدات الدوليّة ولحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطّفل بما يفكّك الأسرة وينسف مؤسّسة الزّواج ويميّع النّاشئة ويشيع الفاحشة والرّذيلة في المجتمع..وقد طفح كيلها بما يناقض المحكم والقطعيّ من القرآن والسنّة ويخالف المعلوم من الدّين بالضّرورة في مسائل (الزّواج ـ موانعه ـ واجبات الزّوجين ـ الطّلاق ـ العدّة ـ الوصيّة ـ التبنّي ـ النّفقة ـ النّسب ـ غير المسلمين..) بما ينفي عنها شبهة الاجتهاد ويصم واضعها بالفسق والعمالة..وقد ظلّ بورقيبة طيلة حكمه يتبجّح (بإنجازه الثّوري) ويتفاخر بأنّه (أعطى المرأة حقوقا لم يعطها لها القرآن) واعترف لمحمّد مزالي بأنّ (مسألة المساواة في الإرث بقيت غصّة في القلب ولم أجد آية قرآنيّة تمكّنني من تحقيق حلمي).. هذا غيض من فيض جرائم بورقيبة في حقّ تونس والتونسيّين ـ أرضا وبشرا وعقيدة ومقدّرات ـ بما يجعل منه بامتياز أتاتورك تونس..

أبو ذرّ التونسيّ (بسّام فرحات)

CATEGORIES
TAGS
Share This