ليس لكم والله الا الإسلام والخلافة: العمل مع حزب التحرير وإثم كل قاعد على السعي لاستئناف الحياة الإسلامية (النصرة)
الحمد لله القائل:(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) والصلاة والسلام على رسول الله القائل: «… ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهليةً» وأشهد أن لا إله إلا الله القائل:(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين). وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل: «… ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة».
أيّها الحضور الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-
إقامة الإسلام واجب والقعود عنها إثم عظيم يجلب الهوان في الدنيا وعذاب الله يوم القيامة:
لم تكن هجرة النبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم مجرّد حدث تاريخيّ تمّ وانقضى، إنّما هي جزء من التشريع الذي نزل به الوحي على نبيّنا محمّد، ومعلوم أنّ المسلمين حين تدهمهم المشاكل يلجؤون إلى مصادر التّشريع في الإسلام ليستخرجوا علاج مشاكلهم.
مرّ عام كامل، 12 شهرا منذ انطلاق انتخابات 2019 المؤسسة على دستور 2014 ومرّت 6 سنوات منذ الدّستور 2014، وحالنا في تونس تزداد سوء، سنة كاملة وما زالوا يتناقشون حول الحكومة ومن يكون فيها ومن يخرج منها… والنّاس في أسوإ حال بل تزداد سوء. النقاشات كثيرة لا تكاد تحصيها، ولكنّها بلا أفق.
فإلى أين المسير؟ وما المصير؟ تسألهم فلا تجد جوابا. وأمثلهم طريقة يقول بانتخابات أخرى.
فما بال هاته الانتخابات؟ لم ازدادت بها المشاكل؟ وهل ستكون الانتخابات القادمة أفضل حالا؟؟
الهجرة النبويّة الشريفة كانت تشريعا بيّن لنا حال الدّولة حين نشوئها وكيف تصبح دولة كبرى. الهجرة خطّ أحداثها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأفعاله (التي هي تشريع باق على مرّ الزمان) يعلّم المسلمين كيف تُبنى الدّول وكيف تصبح كبرى مؤثّرة في الموقف الدّولي. ونظرة على دولة الإسلام التي أنشأها محمّد صلّى الله عليه وسلّم يوم أن هاجر إلى المدينة المنوّرة ترينا ما حقّقته في سنواتها الأولى، ففي السنة السّادسة للهجرة كان رئيس الدّولة الإسلاميّة يرسل الرسل إلى ملوك العالم وأباطرته يطلب منهم الخضوع لدين الله والتسليم له. في عزّة قلّ نظيرها وإباء، وبعد سنوات قليلة (أقلّ من عقدين من الزّمان، يعني أقل من فترات حكم بن علي وبورقيبة وعبد الناصر والقذّافي…) كانت الدّولة الإسلاميّة الدّولة الأولى في العالم.
لم يكن هذا الأمر خيالا، نعم، لم يكن خيالا، إنّما كان أمرا يفوق الخيال. إنّه نصر الله إنّه أمر الله.
أمّا عن دويلة “الحداثة” في تونس فماذا فعلت في 60 عاما (لا في 6 سنوات)؟ ازدادت تخلّفا وتبعيّة…
في هذه الأجواء المأزومة المنذرة بالهلاك لا مناص من العودة إلى حقائق الأمور وأصولها الثابتة:
-
الحقيقة الأولى أنّنا مسلمون مخلوقون لله تعالى، خلقنا ورزقنا وأنعم علينا فلم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسلا لتبلّغنا رسالات ربّنا
-
الحقيقة الثانية أنّ الله سبحانه وتعالى أرسل محمّدا صلّى الله عليه وسلّم بالهدى ودين الحقّ وجعله خاتما للأنبياء والمرسلين. علّمنا كيف نبني دولة قويّة، علّمنا معنى الحياة وسطّر أهدافها العليا التي تليق بإنسانية الانسان، ثمّ علّمنا أنّ هاته الأهداف لا تكون إلا بدولة تطبّق أحكام ربّ العالمين، وأنّ دور هذه الدّولة الإسلاميّة أن تقود العالم بهدى الله وأن تخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد.
أيّها الكرام الأفاضل:
ما أرسل الله رسوله بالهدى إلا لنتّبعه ونسير على خطاه,
وإن أمرنا في تونس (وفي غير تونس) لن يستقيم إلا بالإسلام مطبّقا، ولن يكون مطبّقا إلا بدولة يكون رئيسها خليفة لرسول لله، فقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم هاجر أوّل رئيس لهذه الدّولة الإسلاميّة، ثمّ التحق بالرفيق الأعلى. فهل انتهت الدّولة؟ هل اكتملت مهمّة الأمّة الإسلاميّة في العالم؟
انتقل الرسول الحبيب الأكرم صلّى الله عليه وسلّم إلى الرفيق الأعلى، وقد بدأ المهمّة وترك للمسلمين من بعده واجب إتمامها.
فكان الواجب أن يقيم المسلمون خليفة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهكذا فعلوا فكان كلّما هلك خليفة نصب المسلمون غيره… إلى أن خلف من بعدهم خلف أضاعوا الدّين وانهزموا فكريّا ونفسيّا أمام الغرب الكافر فتمكّن من إسقاط الدّولة الإسلاميّة ومزّق الأمّة تمزيقا وهو إلى الآن يبذل الوسع حتّى لا تعود هاته الدّولة.
فهل نسكت؟ فهل نرضى ونخضع ونقول تغيّر الزمان؟ هل سقط عنّا فرض إقامة خليفة لرسول الله؟
السؤال الحائر الذي يتردّد على الألسنة كثيرا: ماذا نفعل؟ ما هو الحلّ؟
نقول: أنّ الخطأ كان في السؤال نفسه، فالسؤال الذي على المسلم أن يطرحه: ماذا طلب منّا ربّنا أن نفعل؟
الأنصار في بيعة العقبة الثانية كان سؤالهم: يا نبيّ الله خذ لنفسك ولربّك… أي ما هو المطلوب منّا شرعا؟ ثمّ كان سؤالهم، ماذا لنا إن نحن فعلنا؟ فكان الجواب: الجنّة فقالوا رضينا.
فالسؤال الصحيح إذن: ماذا يطلب منّا الشرع؟ ومن ثمّ نستخرج الجواب من الأدلّة الشرعيّة ونستخرج كذلك طريقة العمل كذلك من الأدلّة الشرعيّة.
فكيف نقيم دولة الإسلام؟
الجواب: بالطريقة نفسها التي سار عليها الرسول ﷺ، بإيجاد كتلةٍ قائمة على الإسلام وليس غير، ومن ثَمَّ تفاعلُها مع الأمة وطلبُ نصرةِ أهل القوة فيها، وأن تستمرَّ عليها حتى ينصرَها الله سبحانه وتعالى وتقيمَ حكمَ الإسلام ودولةَ الإسلام. هذا هو الجواب والعمل، وبهذا وحده تنهضُ الأمةُ من سقوطها، وتقومُ من كبوتها، وتعود سيرتَها السابقة، خلافةً راشدةً، تطبقُ الإسلام في الداخل وتحملُه للعالم بالدعوةِ والجهاد، فينصرُها اللهُ العزيز الحكيم ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَاد﴾. وللتدقيق فإنّ إقامة الإسلام من أعظم الفروض التي أوجبها الله على المسلمين.
وحين نقول فرض أو واجب فاعلم أيّها المسلم:
-
أنّك في أمسّ الحاجة إلى هذا الفرض (أدركت ذلك أم لم تدركه)
-
وأنّ تلك الحاجة لن تقضى قضاء نافعا في الدنيا والآخرة إلا بتلك الكيفيّة (الفرض)،
-
وأنّ الذي فرضه عليك هو ربّك، وهذا يعني التكريم والتشريف، إذ التفت إليك وشرّفك بالخطاب بل بالعناية والرحمة أفنُعرض عنه؟.
-
الله الذي فرض عليك الفرض قدّر طاقتك فلن يكلّفك فوق وسعك
-
الله سيعينك، ستكون في معيّة الله في رعايته في عونه، فمن أكثر منك قوّة؟ من يستطيع أن يقف أمامك؟
-
حزب التحرير هو العامل لإقامة الدين ومواصلة رسالة النبي صلّى الله عليه وسلّم.
أيّها الحضور الكرام:
نداءات الخلافة تتعالى اليوم في أرجاء العالم تصدح بدعوتها حناجر الشباب ولأنّ الشباب المسلم ضاق ذرعا بأشباه السياسيين وعزف عزوفا عن محترفي السياسة الذين لا يحسنون إلا خدمة مصالح المستعمر،
ولأنّ المسلمين الثائرين اليوم جميعهم في شوق للتّحرّر من الاستعمار وجميعهم يفتقرون إلى رحمة الله برعاية الإسلام وهم ينتظرونه بفارغ الصبر. ولكنّهم يفتقدون قيادة صادقة حكيمة واعية تقودهم.
فمن سيقيم هذا النّظام؟ ومن سيرعى بـه الأمّة ويحرّرها من عدوّها؟ ومن سيُنقذ البشريّة من جرائم الكفّار الرّأسماليين ومن الظّلم المسلّط على العالمين؟
نقولها بملء الفم:
إنّ هذه القيادة موجودة معكم وبينكم متمثّلة في حزب التّحرير وهو اليوم الجدير بقيادة الأمّة للأسباب التالية:
1ـ وضوح الرؤية والهدف والبرنامج: حزب التّحرير أعدّ برنامجا عمليّا مأخوذا من كتاب الله وسنّة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم لبناء دولة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة وتطبيق أحكام الشرع في البلاد الإسلامية:
-
فقد بيّن الحزب وجوب الخلافة، شرعا مستنبِطاً باجتهاد صحيح الحكمَ الشرعي في المسألة.
-
أعدّ لإقامتها عدّة فكريّة نظريّة تكون الأساس الذي عليه يبنى المجتمع وعدّة عمليّة. فاستنبط استنباطا شرعيّا من مصادر التّشريع المعتبرة في الإسلام حلولا عمليّة للمشكلات الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة ولما استجدّ على النّاس من أقضية وسطّر ذلك في كتبه الكثيرة. وأفرد لكل جانب منها كتابا يشرح فيه تفصيلات هذه الناحية وكيفية التعامل مع الواقع حال قيام الدولة، وكل ذلك وفق الأحكام الشرعية.
-
أعدّ دستورا يتضمن 191 مادة تُفصِّل القواعد والقوانين التي ستقوم دولة الخلافة بتبنيها وتطبيقها في واقع حياة الناس، ووضع كتاب مقدمة الدستور يشرح فيه الأسباب الموجبة لكلّ مادّة من موادّه ويبيّن دليلها المستنبط شرعيًا من الكتاب والسنّة، دستور ينظم العلاقات جميعها في كافة شؤون الحياة، من نظام الحكم إلى النظام الاقتصادي إلى النظام الاجتماعي إلى النظام التعليمي، وشكل المدارس بمراحلها الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية، إلى السياسة الداخلية والخارجية، دستور ينظم هيكل الجيش من أميره إلى أدنى رتبة فيه، وهيكل الشرطة والطريقة التي تتعامل بها مع الناس على أساس شرعي، كل ذلك وغيره مفصلًا تفصيلًا معدّ للتطبيق الفوري دون تأخير.
2ـ العمل الدّؤوب المواصل: لم ينشغل الحزب بتسطير حلول المشاكل على الورق فقط بل عمل شبابه بالليل والنّهار في دعوة المسلمين إلى العمل معه إلى إقامة الخلافة لأنّ فرض إقامة الخلافة ليس حكرا على حزب التّحرير وإنّما هو فرض على جميع المسلمين كفرض الصلاة والصيام. وأقام مؤتمرات كثيرة حول الخلافة في كثير من بلاد المسلمين حضرتها الجموع الغفيرة من المسلمين وعقد مؤتمر العلماء حول الخلافة حضره نحو سبعة آلاف من خيرة علماء المسلمين في العالم.
3ـ ثبات الحزب ومبدئيّته: لا يزال الحزب يسير في طريقه منذ أكثر من ستّين عاما دون حَيْدٍ حتى يقيم الخلافة الراشدة بإذن الله، اقتداء باستمرار الرسول صلى الله عليه وسلم على هذه الطريقة إلى أن أقام الدولة في المدينة المنورة. وهو والآلاف من شبابه حاليّا يتحمّلون ما يتحمّلون من صنوف العذاب في سجون الطواغيت في شرق الأرض ومغاربها من بلاد المسلمين، ومنهم الموقوف سنواتٍ دون محاكمة، ومنهم المحكوم أحكاماً طويلة وصلت حد ثلاثين سنة. ومنهم من استشهدوا في سجون آسيا الوسطى وسوريا والعراق وليبيا.
فمسيرة حزب التحرير الحافلة التي جاوزت نصف قرن من الزّمان أثبت فيها تمسّكا بالإسلام لا يحيد عنه قيد شعرة وثباتا على طريقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يغادرها.
4ـ فقه السياسة الدّوليّة ووعيه على الموقف الدّوليّ وإدراكه لخطط الدّول الكبرى وما تحيكه من مؤامرات:
جدارة الحزب يؤكّدها فهمه العميق لمجرات السّياسة الدّوليّة وتعقيداتها وصراع القوى العظمى على استعمار شعوب العالم
ووعيه على مخطّطات أعداء المسلمين، ما أثبتته تحليلات الحزب ومواقفه ممّا يحدث في العالم. فقد أقام الحزب ـ حين عصفت الأزمات الاقتصاديّة بالعالم في 2008ـ مؤتمراً اقتصادياً حضره الآلاف مبيناً فيه علاج الأزمات الاقتصادية في العالم، وأقام مؤتمراً إعلامياً عالمياً حضرته وفود عالمية بيّن فيها السياسة الإعلامية ورأي الإسلام في القضايا الدولية والإقليمية الساخنة
5ـ الجدّية في إقامة الخلافة: طلب النّصرة من أهل القوّة القادرين فخاطب الحزب أهل القوّة ليقفوا إلى جانب أمّتهم وينصروا دين الله بنصرة حزب وقام شبابه بمحاولات طلب النصرة لإقامة الخلافة ولكنها لم تنجح إلى الآن، وترتّب عليها أذى شديد لشباب الحزب. وهذا الأمر أثبت للجميع جدّيّة الحزب وجدّيّة قيادته في سعيه لاستئناف حياة إسلاميّة بإقامة الخلافة، فطريقتنا في إقامة الخلافة هي طريقة الرسول صلّى الله عليه الذي خاطب أهل القوّة والمنعة لينصروه على قومه الذين يصدّونه عن دين الله. والحزب يدرك إدراكا تامّا أنّ الخلافة لا تقوم بمشاركة لعملاء في الحكم ولا تقوم بالمؤتمرات والمظاهرات وإنّما تقوم فعلا بقوّة الأمّة المتمثّلة في قوّاتها المسلّحة الجيش والأمن.
إنّ حزبا كحزب التّحرير هذا ثقّف شبابه ودرّبهم فأحسن تدريبهم على رعاية الشؤون حتّى صار كثير من أعضائه يمتلكون القدرة على الحكم بما أنزل الله، بعد أن صار تصدّيهم لفضح مؤامرات الكافر المستعمر وعملائه في بلاد المسلمين بل في العالم كلّه، سجيّة عندهم وملكة.
إنّ حزبا كحزب التحرير لهو الجدير بقيادة خير أمّة أخرجت للنّاس. وهو جاهز كلّ الجاهزيّة لقيادة المرحلة لتحرير الأمّة من الاستعمار ولإقامة الخلافة وإنقاذ البشريّة من إجرام الدّول الاستعماريّة الكبرى.
-
رسائل إلى المسلمين والعلماء خاصّة أن يتركوا سفاسف الأمور وأن يتصدّوا لمعاليها، لأنّ في تركها خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، خيانة للأمانة التي حُمّلوها….
-
إلى المسلمين، إلى شعبنا وباقي الشعوب، ثرتم على الطّغاة وتهاوت عروشهم في أيّام معدودات، ورأيتم كيف كنتم تخشون قوّتهم وتظنّونها قاهرة غير قابلة للزوال، ولكن يوم أن توفّرت الإرادة وكان القرار بسيطا سهلا واضحا ارحل، .. فهرب خائفا مذعورا. واليوم ترون (الحكّام الجدد، وترون خياناتهم وضعفهم وهوانهم …) فماذا تنتظرون منهم؟ إلى المعتصمين أمام الوزارات أو البلديّات …. إلى من تتوجّهون؟ هل تعتقدون أنّهم سيُعطونكم ما وعدوكم به؟ هل هم قادرون على ذلك؟ هل هم حكّام حقّا؟ إنّهم لا يملكون أمرهم ….
ماذا نفعل؟
الجواب: أن نؤجّل المطالب الآنيّة الشخصيّة، وأن نجعل مطلبنا واحدا إقامة الإسلام، خلافة على منهاج النبوّة.
قد تستبعدون الأجل وتقولون متى هو؟ وهل سنبقى مكتوفي الأيدي حتّى تأتي خلافة حزب التحرير؟ نذكّركم أنّ هروب بن علي وهو من هو قوّة وجبروتا كان في بضعة أسابيع، فما بالكم بهؤلاء وقد فقدوا كلّ قوّة … لن يصمدوا إلا سويعات هذا إن صمدوا وإن وجدتم منهم أحدا في بيته.
هذا عن الظّروف الموضوعيّة الخارجيّة، فقط ولكن استحضروا إيمانكم فأنتم مسلمون. هل تدرون ما معنى مسلم، يقول الله تعالى ( ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين ولكنّ المنافقين لا يعلمون).
المسلم لا يكون إلا عزيزا بدينه كريما بربّه، لا يكون إلا منتصرا، المسلم العزيز لا يكون خادما تابعا ذليلا، المسلم لا يعيش إلا عزيزا أو هو الموت في سبيل دينه وربّه. والمسلم منصور ما دام مطيعا لربّه.
-
إلى العلماء، وأئمّة الصلاة وخطباء المنابر…
-
تقدّمتم لإمامة النّاس في الصّلاة، والإمامة هي القيادة، وسمّاها الفقهاء الإمامة الصّغرى في مقابل الإمامة الكبرى (الخلافة)، فمهمّتكم ليست في تبرير الأوضاع الفاسدة، ولا في تجذير الخوف في صدور النّاس، بل مهمّتكم أن تقودوا النّاس ليكونوا عبادا لله لا عبيدا للبشر، مهمّتكم أن تقودوا النّاس لتكون كلمة الله هي العليا، أنتم الأصل أن تكونوا ورثة الأنبياء، فخذوا ميراث نبيّكم صلّى الله عليه وسلّم بقوّة وآتوه حقّه وحقّه أن تكونوا في الصّفوف الأولى بل قبل الصّفوف الأولى لإقامة الخلافة (الإمامة الكبرى). فانزعوا عنكم لباس الخوف والذّلّ واعتصموا بحبل الله المتين وتوكّلوا على الحيّ الذي لا يموت الذي منّ عليكم بالعلم أوّلا وبأن جعلتم في مواقع القيادة ثانيا، فكونوا ربّانيين ولا تكتموا أمر الله ولا تهمسوا به بل ارفعوا أصواتكم عالية ونادوا المسلمين وسيروا بهم حتّى يكون الأمر لله وحده.
-
رسائل إلى أهل القوّة….
لماذا نخاطب أهل القوّة؟ هل هو تحريض ضدّ الدّولة والشرعيّة؟ هل هو انقلاب؟؟
-
بلادنا يحكمها المستعمر بشكل مباشر بواسطة عملاء وضعفاء، فمن أين لهم الشرعيّة؟ هل لهم علينا من طاعة؟ (نستذكر قول خليفة النفاتي من قابس، حين وقّع باي تونس على وثيقة الحماية: قال: اليوم صارت طاعة الباي كفرا) نعم طاعة هؤلاء الحكّام خضوع للمستعمر وهوان ومذلّة وحرب على دين الله، وصدّ عن سبيله.
-
أصحاب القوّة هم الحماة، وما كان لحاكم أن يبقى دون حماية،
-
أهل القوّة هم رجال البلد، أهلها القائمون على شأنها، قد أقسموا على كتاب الله أن يكونوا حماة لأهلهم وبلدهم، ودينهم. فها هو بلدهم يُستباح ويحكم فيه الكفّار المستعمرون، والمصيبة أنّ الكفّار المستعمرين ما كان لهم أن يحكموا لو وجدوا في البلد رجالا، (وما عهدناهم إلا رجالا لولا التظليل والتلبيس) .
-
بقوّتكم يتمّ استعبادنا ونهب ثرواتنا (التذكير بعسكرة مناطق الثروة)
فكان من الطّبيعي أن نلجأ إلى أهلنا وبخاصّة الأقوياء فيهم؟ (أمّا الجريمة ففي اللجوء إلى المستعمر ومخابراته وجيوشه). فأهل القوّة هم الفئة الباقية التي يجب أن تلتحق بالجماهير وتخلع العملاء كما خلعت الظّالمين من قبل، وهنا نتحدّث عن المخلصين فيهم (وما أكثرهم) أهل للنصرة من الذين تغلي دماء عروقهم غيرةً على الإسلام، غيرة على هذا البلد من العملاء الذين لا يرون إلا الخضوع للمستعمر وإلاّ سوقنا إلى مذابحه سوقا. ثمّ تسليم الحكم والقيادة للحزب ليقوم بالمهمة العظيمة مهمة إقامة الدين، إقامة الحكم بما أنزل الله.
-
يا أهل القوّة والمنعة. يا أهل النّجدة والنخوة؟
إلى متى القعود عن المعالي؟
-
أنتم مسلمون، أمركم الله كما أمر النبيّ محمّدا صلّى الله عليه وسلّم وكما أمر أبا بكر وعمر وعثمان وعليّا وخالدا ومعتصما وصلاح الدّين ومحمّد الفاتح.
-
ألم يعدنا ربّنا حقّا ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصّالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم.) ألم يبشّرنا رسولنا صلّى الله عليه وسلّم بأنّ الخلافة ستعود فقال: ” …..ثمّ تكون خلافة على منهاج النّبوّة”.