يقول الحق تبارك وتعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚإِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير”. صدق الله العظيم.
مرّ العيد المبارك على أمّة الإسلام، ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزّة هاشم والأرض المباركة قد تلوّنت بلون الدماء وتوشحت بوشاح الخراب والدّمار على أيدي كيان يهود الغاصب لأرض فلسطين منذ أن ضاع سلطان الإسلام.
مرّ العيد وقد نغّص الكفّار فرحة المسلمين بعيدهم، فدنس قطعان المستوطنين المسجد الأقصى وقد حُرّم عليهم بنصّ العهدة العمرية عندما أعطى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الأمان لأهل إيلياء، حيث أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملّتها… أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود.
مرّ العيد على وقع اعتداءات جنود الاحتلال على رجال ونساء وأطفال حي الشيخ جراح، والمسجد الأقصى يستصرخ أمّة الإسلام، وااا إسلاماه، وااامعتصماه، ومآذن المسجد الأقصى تصدح أين صلاح الدين، أين جيوش المسلمين؟ وما من مجيب…
نعم، هذا لسان المسجد الأقصى وهذا لسان الأرض المباركة في هذا العيد، حتى يكاد الحجر والشجر ينطق في أرض فلسطين، أن أقيموا الدّين وحرروا الأقصى الحزين، ولكن أين من يلبي النداء، ويجيب صرخات المستغيثين والمستنصرين، بل كل الخونة في هذا العالم يصمتون عن آلة الحرب والإجرام صمت القبور، وأمثلهم طريقة من يهرول إلى عواصم الدول الصليبية يستجدي منهم حلاّ لفلسطين، مع أن الحلّ في دين الله معلوم غير مجهول. قال تعالى: “وإن استنصروكم في الدّين فعليكم النصر”. صدق الله العظيم.
أسلحة وصواريخ وطائرات، يجابهها المتآمرون والمتخاذلون بالكلمات والبيانات والمساعدات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تحقق واجب النصر في دين الله سبحانه، بل تزيد من شماتة الأعداء ومن ضحكاتهم الصفراء. وأمثلهم طريقة من راح يدعو إلى قوات دولية صليبية واحتلال من نوع جديد يضاف إلى الاحتلال الموجود. وممن يطلبون هذا؟ من رأس الكفر أمريكا. أي ممن زوّد الصهاينة بأسلحة دقيقة بقيمة 735 مليون دولار، أياما قليلة قبل بداية القصف الوحشي على أراضي فلسطين.
عقود من الزمان وأمة الإسلام على هذه الحال. فما الذي جرأ عليها الصهاينة والصليبيين حتى تكاد تذبح من الوريد إلى الوريد؟
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن. فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت).
لسائل أن يسأل، ما الحل لقضية فلسطين، وما هو سبيل خلاص الأمة من مكر الماكرين وتآمر الأعداء الحاقدين. “وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال” كما قال المولى سبحانه.
الإجابة في قوله صلى الله عليه وسلم: “تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي”، وقبلها في قوله تعالى: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله”.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزَّرع، وتركتم الجهاد، سلَّط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم”. فهلّا رجعنا إلى ديننا وأقمنا شرع الله فينا، أم أننا عن دين الله غافلون وفي جنب الله مفرطون؟ قال تعالى “اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون”.
إن نبي الإسلام صلوات ربي وسلامه عليه، تركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ إلا هالك، ولذلك أوصانا في موعظته عند حجة الوداع وصيّته الشهيرة: “… وإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ”.
أما عن سبيل تحرير الأرض المباركة، أرض الإسراء والمعراج. فتتلخصين في أمرين لا ثالث لهما:
أولا: إقامة الدّين واستعادة سلطانه المغتصب، منذ أن هدمت دولة الإسلام، دولة الخلافة. قال تعالى: “إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚوَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا”. وقال سبحانه: ” ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ”.
وقد دلّ الشرع على وجوب الخلافة، بما تعنيه من إقامة للدّين وتوحيد للمسلمين ورعاية شؤونهم.
أما الكتاب، فإن الله تعالى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يحكم بين المسلمين بما أنزل الله، وكان أمره له بشكل جازم، قال تعالى مخاطباً الرسول عليه السلام: (فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق) وقال: (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك). وخطاب الرسول خطاب لأمته ما لم يرد دليل يخصصه به، وهنا لم يرد دليل فيكون خطاباً للمسلمين بإقامة الحكم. ولا يعني إقامة الخليفة إلاّ إقامة الحكم والسلطان. على أن الله تعالى فرض على المسلمين طاعة أولي الأمر، أي الحاكم، مما يدل على وجوب وجود ولي الأمر على المسلمين. قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) ولا يأمر الله بطاعة من لا وجود له. فدل على أن إيجاد ولي الأمر واجب. فالله تعالى حين أمر بطاعة ولي الأمر فإنّه يكون قد أمر بإيجاده. فإن وجود ولي الأمر يترتب عليه إقامة الحكم الشرعي، وترك إيجاده يترتب عليه تضييع الحكم الشرعي، فيكون إيجاده واجباً لما يترتب على عدم إيجاده من حُرمة، وهي تضييع الحكم الشرعي.
وأما السنّة فقد روى مسلم عن طريق نافع قال: قال لي ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» . فالنبي صلى الله عليه وسلم فرض على كل مسلم أن تكون في عنقه بيعة، ووصف من يموت وليس في عنقه بيعة بأنه مات ميتة جاهلية. والبيعة لا تكون إلا للخليفة ليس غير. وقد أوجب الرسول على كل مسلم أن تكون في عنقه بيعة لخليفة، ولم يوجب أن يبايع كل مسلم الخليفة. فالواجب هو وجود بيعة في عنق كل مسلم، أي وجود خليفة يستحق في عنق كل مسلم بيعة بوجوده. فوجود الخليفة هو الذي يوجد في عنق كل مسلم بيعة سواء بايع بالفعل أم لم يبايع، ولهذا كان الحديث دليلاً على وجوب نصب الخليفة وليس دليلاً على وجوب أن يبايع كل فرد الخليفة. لأن الذي ذمّه الرسول هو خلو عنق المسلم من بيعة حتى يموت، ولم يذم عدم البيعة. وروى مسلم عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما الإمام جُنة يُقاتَل من ورائه ويُتّقى به”.
وروى مسلم عن أبي حازم قال: قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وأنه لا نبي بعدي، وستكون خلفاء فتكثر، قالوا: فما تأمرنا ؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم”.
وأما إجماع الصحابة فإنهم رضوان الله عليهم أجمعوا على لزوم إقامة خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته، وأجمعوا على إقامة خليفة لأبي بكر، ثم لعمر، ثم لعثمان بعد وفاة كل منهم. وقد ظهر تأكيد إجماع الصحابة على إقامة خليفة من تأخيرهم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب وفاته واشتغالهم بنصب خليفة له، مع أن دفن الميت عقب وفاته فرض، ويحرم على من يجب عليهم الاشتغال في تجهيزه ودفنه الاشتغال في شيء غيره حتى يتم دفنه. والصحابة الذين يجب عليهم الاشتغال في تجهيز الرسول ودفنه اشتغل قسم منهم بنصب الخليفة عن الاشتغال بدفن الرسول، وسكت قسم منهم عن هذا الاشتغال، وشاركوا في تأخير الدفن ليلتين مع قدرتهم على الإنكار، وقدرتهم على الدفن، فكان ذلك إجماعاً على الاشتغال بنصب الخليفة عن دفن الميت، ولا يكون ذلك إلاّ إذا كان نصب الخليفة أوجب من دفن الميت. وأيضاً فإن الصحابة كلهم أجمعوا طوال أيام حياتهم على وجوب نصب الخليفة، ومع اختلافهم على الشخص الذي ينتخب خليفة فإنهم لم يختلفوا مطلقاً على إقامة خليفة، لا عند وفاة رسول الله، ولا عند وفاة أي خليفة من الخلفاء الراشدين، فكان إجماع الصحابة دليلاً صريحاً وقوياً على وجوب نصب الخليفة.
على أن إقامة الدين وتنفيذ أحكام الشرع في جميع شؤون الحياة الدنيا والأخرى فرض على المسلمين بالدليل القطعي الثبوت القطعي الدلالة، ولا يمكن أن يتم ذلك إلاّ بحاكم ذي سلطان. والقاعدة الشرعية (إن ما لا يتم الواجب إلاّ به فهو واجب) فكان نصب الخليفة فرضاً من هذه الجهة أيضاً.
فهذه الأدلة صريحة بأن إقامة الحكم والسلطان على المسلمين منهم فرض، وصريحة بأن إقامة خليفة يتولى هو الحكم والسلطان فرض على المسلمين وذلك من أجل تنفيذ أحكام الشرع، لا مجرد حكم وسلطان.
هذا ما دأب على فعله الخلفاء الراشدون وأجمع عليه فقهاء المذاب الأربعة، ولم يشذ عن ذلك أحد من علماء الأمة سلفا وخلفا، حيث قال القرطبي رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى: “وإذ قال ربّك للملائكة إنّي جاعل في الأرض خليفة” ما يلي: هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع، لتجتمع به الكلمة، وتنفذ به أحكام الخليفة. ولا خلاف في وجوب ذلك بين الأمة ولا بين الأئمة إلا ما روي عن الأصم حيث كان عن الشريعة أصم، وكذلك كل من قال بقوله واتبعه على رأيه ومذهبه (انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).
ولذلك عرّف الماوردي الخلافة في كتابه”الأحكام السلطانية” بأنها رئاسة عامة في أمر الدين والدنيا، خلافة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهي عند ابن خلدون” حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية، والدنيوية الراجعة إليها”.
كان العالم الزيتوني الشيخ الخضر حسين يحن للخلافة العثمانية ويرى في الخلافة الطريق الوحيد لتخليص الإسلام والمسلمين، كما يؤكد ذلك الأستاذ بجامعة الزيتونة الدكتور علي الصولي قائلا “عندما خرج بدأ فكره السياسي يتوسع.. وكان يرى أن الملاذ الوحيد لعزة الإسلام هو الخلافة”.
وقد ورد عن العالم الزيتوني الجليل الطاهر بن عاشور رحمه اللهقوله في كتابه (أصول النظام الاجتماعي في الإسلام ص207): “فإقامة حكومة عامة وخاصة للمسلمين أصل من أصول التشريع الإسلامي ثبت ذلك بدلائل كثيرة من الكتاب والسنة بلغت مبلغ التواتر المعنوي. مما دعا الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسراع بالتجمع والتفاوض لإقامة خلف عن الرسول في رعاية الأمة الإسلامية، فأجمع المهاجرون والأنصار يوم السقيفة على إقامة أبي بكر الصديق خليفة عن رسول الله للمسلمين. ولم يختلف المسلمون بعد ذلك في وجوب إقامة خليفة إلا شذوذا لا يعبأ بهم من بعض الخوارج وبعض المعتزلة نقضوا الإجماع فلم تلتفت لهم الأبصار ولم تصغ لهم الأسماع. ولمكانة الخلافة في أصول الشريعة ألحقها علماء أصول الدين بمسائله، فكان من أبوابه الإمامة. قال إمام الحرمين [أبو المعالي الجويني] في الإرشاد: (الكلام في الإمامة ليس من أصول الاعتقاد، والخطر على من يزل فيه يربى على الخطر على من يجهل أصلا من أصول الدين). انتهى.
ثانيا: نصرة فلسطين عن طريق الجهاد في سبيل الله، وهذه النصرة واجبة شرعا لقوله تعالى: “وإن استنصروكم في الدّين فعليكم النصر”.
ولكن كيف سنحرر فلسطين دون أن يكون للإسلام سلطان وللمسلمين إمام يتقى به ويقاتل من ورائه؟
إن القضاء على كيان يهود، مسألة وقت لا أكثر ولا أقل، وهي حتميّة عقدية لها ما يؤيدها في شرع الله سبحانه، ولولا تآمر المتآمرين وخيانة الخائنين المطبعين لكان هذا الغاصب في خبر كان منذ زمن.
نعم بإذن الله، سيتبر المسلمون ما علوا تتبيرا، ويأتي الله بقوم يحبهم ويحبّونه، يقيمون شرع الله ويقاتلون في سبيل الله تحت راية لا إلاه إلا الله محمد رسول الله، بهذا فقط تتحرر فلسطين وكل بلاد المسلمين المغتصبة، وبغير ذلك لن تقوم للمسلمين قائمة إلى يوم يبعثون. عندها لن يدخل أهل فلسطين في نفق المفاوضات مجددا، ولن يركع أهل غزة من أجل التمادي في حصار الأقصى، ولن يقبل أحد بالتفريط في شبر من أراضي فلسطين، فضلا عن قبول حلّ الدويلة الكرتونية الهزيلة على حدود 67، وترك معظم فلسطين تحت سلطان كيان يهود.
إن الواجب الشرعي لنصرة فلسطين، هو تحريك جيوش المسلمين، تحت قيادة خليفة راشد، يتقى به ويقاتل من ورائه. بهذا فقط، تحرر فلسطين، كامل فلسطين، وتتحقق العبودية لله وحده بإقامة حكم الله في أرضه، واستئناف العيش بالإسلام، لنعود كما كنا خير أمة أخرجت للناس، فنحن أمّة نصر وشهادة بإذن الله. هذه هي الطريقة الشرعية لنصرة غزة وأرض فلسطين، وما سواها فهو باطل ووهم وسراب خادع يرعاه الاستعمار مباشرة أو عن طريق عملائه.
إن الأمة تغلي وتتحرق، وتتحرك وتتشوق للجهاد وقطف ثمرة النصر أكثر من أي وقت مضى. بقي سبيلٌ واحد، هو التحام المسلمين الثائرين بأبنائهم وإخوانهم من الضباط والعسكريين، لاقتلاع أنظمة العمالة التي تغلق الحدود وتحرس كيان يهود، فيتحركون لنُصرة غزة والأقصى، ويعيدون سيرة صلاح الدين وجيشه، فيكونون بحقٍّ: “عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا”. ليتحقق وعد الله عز وجل: “لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا”.