إعلان ترامب دون تحرك الحكام في وجهه هو صفعة قاسية على أدبارهم
فقد نزع عنهم حتى ورقة التوت التي كانت تستر عوراتهم
أعلن ترامب ليلة 6-7/12/2017، الاعتراف بأن القدس عاصمة لدولة يهود: (اعترف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في خطاب من البيت الأبيض، الأربعاء، بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”، وأمر وزارة الخارجية بالتحضير لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وبدء التعاقد مع المهندسين المعماريين… وأضاف ترامب: “وفيت بالوعد الذي قطعته بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل”)… (العربية نت 6/12/2017)… والغريب العجيب أنه قبل الإعلان اتصل بأكثر حكام البلاد الإسلامية تشدقاً بالقدس والأقصى، فاتصل بسلمان، وعباس، وعبد الله، والسيسي، والسادس… وأعلمهم بأنه سيعلن اعترافه في خطابه بعد ساعات… ومع كل هذا فقد صمتوا صمت أهل القبور، أو دون ذلك بكثير.
نعم، لقد وفّى ترامب الطاغية الأحمق، عدو الإسلام والمسلمين، وفّى بوعده ليهود، فالكفر ملة واحدة، وليس عجيباً أن يتناصر الكفار فيما بينهم، ولكن الغريب العجيب أن يواليهم الحكام في بلاد المسلمين دون أن يعبأوا بأنهم سيكونون منهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(.
أيها المسلمون:
لقد اعترفت أمريكا بدولة يهود في 1948م، ودعمتها بعد ذلك، فصمت الحكام، بل وصادقوا أمريكا فهانوا وتسربلوا بالهوان…
وأكمل كيان يهود احتلال باقي فلسطين وباقي قدسها سنة 1967م، وكذلك دعمتهم أمريكا في هذا الاحتلال، وصمت الحكام، بل واتخذوا أمريكا الصديق الوفي وجعلوها واسطة الحل مع كيان يهود.. فهانوا وتسربلوا بالهوان…
وكانوا يضللون ويخدعون ويخادعون بأن أمريكا ستضغط على دولة يهود لتعطيهم شيئاً يقيمون عليه دولة ولو منزوعة السلاح ويكون شرق القدس عاصمة لهم… فهانوا فيما يخادعون، وما يخدعون إلا أنفسهم وفاقدي البصر والبصيرة… فهانوا وتسربلوا بالهوان…
وها هي أمريكا بلسان ترامب تعلن اعترافها بأن القدس التي هي أرض الإسراء والمعراج، وقبلة المسلمين الأولى، وحاضنة ثالث المسجدين بشد الرحال، تعلنها بشرقها وغربها عاصمة لكيان يهود… ويتصل ترامب بأولئك الحكام قبل الإعلان دون أن يقيم لهم وزنا ولا يحسب لجعجعتهم حساباً في أن القدس لها شأن عندهم، يتصل بهم يُعلمهم مسبقاً عن إعلانه، بل وزيادة في الإهانة والهوان يُعلن في خطاب اعترافه ذاك أنه سيرسل نائبه ليتبادل الابتسامات مع أولئك الحكام: (وأعلن ترامب أن نائبه مايك بينس سيصل إلى الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة…) (العربية نت 6/12/2017)، وحقاً كما قيل: مَنْ يَهُنْ يسهلِ الهوانُ عليه… ما لجرحٍ بمِّيتٍ إيلامُ.
أيها المسلمون: هل يختلف عاقلان على كيفية إنقاذ فلسطين من براثن عصابات يهود؟ هل يختلف عاقلان على كيفية التعامل مع أمريكا وأمثالها من الدول الداعمة ليهود؟ أليس إنقاذ فلسطين هو بأن تتحرك الجيوش لقتال ذلك الكيان لقصم ظهره بأيديكم (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ)؟ أليس إنقاذ فلسطين يكون باتخاذ حالة الحرب الفعلية مع الدول الداعمة لكيان يهود؟ أليس هذا هو أمر الله العزيز الحكيم بإخراج الذين احتلوا أرض الإسلام وأخرجوا أهلها منها (وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ)؟ أليس هذا هو أمر الله تجاه الدول الداعمة ليهود الذين احتلوا أرض الإسلام وأخرجوا أهلها منها؟ (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)؟ أليس هذا هو الحق الذي يدركه كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد؟
أيها المسلمون، أيتها الجيوش في بلاد المسلمين: إن سكوت الحكام على احتلال يهود لمعظم فلسطين 1948م، وعدم تحريك الجيوش لقتالهم وإعادة ما احتل من فلسطين هو جريمة كبرى… وسكوت الحكام على احتلال يهود لباقي فلسطين في 1967م وعدم تحريك الجيوش لإعادة كامل فلسطين من براثن يهود هو جريمة أشد وأكبر… وعدم اتخاذ حالة الحرب الفعلية مع الدول التي تدعم كيان يهود هي كذلك لا تقل إجراماً… وصداقة تلك الدول والولاء لها هي خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين.
لقد فضح ترامب الحكام، فنزع عنهم آخر ورقة توت تستر عوراتهم بسكوتهم على مقولته السوداء… فكيف يبقى لهؤلاء سلطان على بلاد المسلمين؟! فلتتحرك الجيوش وتدوس تلك الرويبضات بالأقدام إن حالوا دون تحركها لقتال أعدائها المحتلين للأرض المباركة، ودون اتخاذ حالة الحرب الفعلية مع تلك الدول الداعمة لذلك الكيان… وحري بالمسلمين وجيوشهم أن يسقطوا هؤلاء الحكام ويقيموا دولة الإسلام: الخلافة الراشدة، ومن ثم لا تجرؤ أكبر الدول الكافرة المستعمرة على أن تطأ شيئاً من أرض المسلمين أو أن تمسهم بشيء من سوء… ناهيك عن كيان يهود المسخ الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة (وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ(.
أيها المسلمون، أيتها الجيوش في بلاد المسلمين:
إن حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله يحذركم من السكوت على جرائم الحكام وخياناتهم، وأن لا تخدعوا بتضليلهم وكذبهم بعد اليوم، واعلموا أن عاقبة هذا السكوت لن تقف عند ضياع فلسطين، بل غير فلسطين… إنه لم تبق لمحتج حجة بل شبه حجة في طاعة أولئك الحكام الرويبضات الخونة… ولم يبق عذر لمعتذر في أن يمتثل أمر هؤلاء الحكام الذين يمنعونهم من إزالة كيان يهود وإعادة الأرض المباركة إلى دار الإسلام… إن طاعتهم في هذه الحالة توقعكم في خزي الدنيا وعذاب الآخرة، ولا ينفعكم قول أشياعكم من قبل بأنهم أطاعوا كبراءهم، بل كان عاقبة ذلك القول الضلال وسوء المنقلب (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا(.
حقاً إن طاعة هؤلاء الحكام السفهاء عاقبتها الضلال والخزي في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة، فهم حكام مردوا على الكذب والخيانة والضلال والتضليل: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: أَعَاذَكَ اللَّهُ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ. قَالَ: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟ قَالَ: أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي لَا يَقْتَدُونَ بِهَدْيِي وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ وَلَا يَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَأُولَئِكَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ وَسَيَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي» أخرجه أحمد في مسنده… فبادروا أيها المسلمون بالعمل الجاد لإزالة سلطانهم، وأقيموا سلطان الإسلام فتعزوا في الدارين الدنيا والآخرة (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(.