في ذكراها الـ (759): موقعة عين جالوت معين لا ينضب من العبر والمواعظ والدّروس

في ذكراها الـ (759): موقعة عين جالوت معين لا ينضب من العبر والمواعظ والدّروس

حدث أبو ذرّ التّونسي قال: مرّت بنا بداية شهر سبتمبر محطّة من أبرز محطّات التّاريخ الإسلامي ومفصل من أخطر مفاصله، ففي الثالث منه سنة 1260م الموافق لـ25 رمضان 658هـ نشبت موقعة عين جالوت بين المماليك المسلمين بقيادة البطلين سيف الدّين قطز والظّاهر بيبرس من جهة والقوات المغولية التتريّة بقيادة السفّاح (كتبغا نويان) ذراع هولاكو اليمنى…وهي ملحمة جديرة بأن تسمّى (بدر الثانية أو بدر الآخرة): فلئن كانت غزوة بدر بمثابة الفرقان بين الحق والباطل ارتقت بالمسلمين من حضيض الأقليّة المستضعفة إلى مصافّ الكيانات والدّول ذات السيادة، فإنّ موقعة عين جالوت كانت بمثابة الفرقان بين الحياة والموت، فهي جرعة أكسيجين ودماء حارّة ضُخّت في الجسد الإسلامي المتهالك فانتشلته من الفناء والاندثار وبعثته إلى الوجود مجدّدًا…فقد اكتسح المغول المشرق الإسلامي كالزلزال المدمّر فنشروا الموت والرّعب وأسالوا الدّماء أنهارًا وارتكبوا من المذابح في حق الأطفال والنساء والشيوخ ما تنأى عنه الوحوش في آجامها وانتهى بهم الأمر إلى قتل الخليفة العبّاسي والقضاء على الخلافة العبّاسية في بغداد… ولم يكتفوا بذلك بل أخذوا يتحرّشون بسلطنة المماليك الوليدة في مصر، بوصفها آخر قلاع الإسلام و بسقوطها ينكشف ظهر الإسلام والمسلمين ويندثرون من الوجود… إلاّ أنّ موقعة عين جالوت قلبت موازين القوى السياسية والعسكرية في المنطقة رأسًا على عقب: فقد كُسر على أرضها حاجز الخوف من المغول وتبدّدت أسطورة جيشهم الذي لا يُقهر وقُضي على خطرهم وحُرّرت الأناضول وبلاد الشام من الصليبيّين وتهاوت إماراتهم تباعًا…كما أُعيد إحياء الخلافة العبّاسية في القاهرة وتمّ توحيد مصر وفلسطين والشام تحت راية الدّولة المملوكيّة التي تحوّلت إلى قوّة إقليميّة ضاربة حمت بيضة الإسلام واستمرّت زهاء 270 سنة إلى أن استلمت عنها مشعل الفتح والجهاد دولة الخلافة العثمانية مطلع القرن 15م/ 9هـ…وبصرف النّظر عن وقائعها البطولية وأحداثها الملحميّة فإنّنا سنحاول فيما يلي أن نقف إزاءها وقفة عظة واعتبار وتدبّر ونقرأها قراءة سياسيّة عساها تُسعفنا بما يمكن أن نستعين به على تجاوز واقع التردّي السياسي والدّونية الحضارية واستئناف الحياة الإسلاميّة بإقامة دولة الخلافة الرّاشدة الثانية…

اختلال مُشطّ

إنّ معركة عين جالوت تجسيد عملي لقوله تعالى (إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم) وقوله (وما النّصر إلاّ من عند الله): فقد كانت موازين القوى فيها مختلّة بشكل مشطّ لصالح المغول الذين سجّلوا تفوّقًا ساحقًا على المسلمين في سبع مزايا عسكريّة حيويّة: (الخبرة والتجربة ـ المعنويات المرتفعة ـ الكفاءة القتاليّة ـ العدد والعتاد ـ سرعة الحركة ـ التموقع الميداني ـ الناحية اللوجستية)…فقد كان للجيش المغولي ـ قادة ومقاتين ـ خبرة وتجارب طويلة في الحروب يفتقدها الجيش المملوكي الفتيّ، وكانت معنويّات المغول عالية جدًّا فهم يتقدّمون من نصر إلى آخر ولم تُهزم لهم راية، فيما كانت معنويات المماليك منهارة وقد خرج أكثرهم كرهًا، فالمغول يُنصرون بالرّعب وتسبقهم (مآثرهم) وأخبار فظائعهم فتُزلزل أعداءهم… وبحكم خوضه لمعارك عديدة كان للجيش المغولي كفاءة قتالية عالية مُدعّمة بالتفوّق في العدد والعدّة، فيما كان الجيش المملوكي عديم الكفاءة قليل العدد سيّئ التّسليح والتّدريب…كما تميّز الجيش المغولي أيضًا بسرعة الحركة لأنّه متكوّن أساسًا من الفرسان ممّا يساعده على الحرب الخاطفة التي برع فيها وطوت له الممالك طيًّا، فيما كان الجيش المملوكي بطيء الحركة عماده المشاة وأغلبه من عامّة النّاس الذين تجنّدوا حميّةً…أمّا على الميدان فقد كان موضع الجيش المغولي في عين جالوت أفضل عسكريًّا من موضع الجيش المملوكي حيث تمركزوا في التّلال والمرتفعات وحصروا المسلمين في الوهاد والمنخفضات والأودية معرّضين للكمائن والهجومات… وكانت الناحية اللّوجستية أيضًا في صالح الجيش المغولي: فهو يستند إلى قواعده القريبة في بلاد الشام حيث تتدفّق عليه الإمدادات من المؤونة والعتاد والرّجال، بينما كان الجيش المملوكي مقطوعًا في أرض معادية بين فكّي الكمّاشة الصّليبيّة المغوليّة بعيدًا عن دياره معرّضًا للحصار القاتل…هذا التفوّق الساحق على جميع الأصعدة له نظريًّا نتيجة واحدة متوقّعة وهي النّصر الكاسح على الجيش الإسلامي…

إن تنصُروا الله…

إلاّ أنّ المزيّة الحيويّة التي يمتلكها جيش المماليك ويفتقدها المغول هي العقيدة القتالية: فقد كان المغول يقاتلون بشكل غريزي حيواني من أجل السّلب والنّهب والاغتصاب والسّبي، بينما كان الجيش الإسلامي يقاتل من أجل إعلاء كلمة الله والحفاظ على بيضة الإسلام والذّود عن دماء المسلمين وأعراضهم، وهذا العامل كان أساسيا وحاسمًا في ترجيح كفّة الجيش المملوكي…فقد كان لإيمان البطل سيف الدّين قطز بالله وتوكّله عليه واعتماده على المتطوّعين من المجاهدين الصّادقين أثرٌ عظيم في إحراز النّصر: فقد حرص قطز على تركيز الناحية العقائديّة في جيشه وجعل من الإسلام عقيدة قتاليّة ميدانيًّا: فقبل أن يأخذ قرار الحرب وينخرط فيها نزّلها في إطار الجهاد في سبيل الله فجمع القضاة والفقهاء وعلى رأسهم العلاّمة العزّ ابن عبد السّلام يستنصحهم ويستفتيهم عن رأي الشّرع فأشاروا عليه بوجوب القتال…وعندما أبى عليه الأمراء وامتنعوا عن الخروج أغلظ عليهم القول وحمّلهم المسؤوليّة أمام الله (يا أمراء المسلمين أتأكلون أموال بيت المال وأنتم للغزو كارهون..؟؟ فمن اختار منكم الجهاد فليصحبني ومن تقاعس فليلزم بيته فإنّ الله مطّلع عليه وأعراض المسلمين في رقبته)…

وقبل المسير جمع قطز جيشه وقادته وذكّرهم بالله وحثّهم على الجهاد وشرح لهم خطورة الموقف وما ينتظر مصر وأهلها من مصير مروّع وحثّهم وهو يبكي على بذل أرواحهم في سبيل إنقاذ الإسلام والمسلمين من خطر المغول فضجّ القادة بالبكاء وتعالت أصوات التهليل والتكبير، وخرج الجيش من مصر تائبًا منيبًا طاهرًا تصحبه ثلّة من شيوخ العلم والفقهاء والصّالحين…أمّا على الميدان فقد كان قطز بين جنوده يرغّبهم في الشّهادة ويبثّ فيهم حرارة العقيدة ويستنهض هِمَمَهُم صارخًا بأعلى صوته (وا إسلاماه…وا إسلاماه…يا الله أنصر عبدك قطز على المغول) إلى أن تحقّق وعد الله وانتصر المماليك على المغول رغم الاختلال المشطّ بينهما في موازين القوى الماديّة، لأنّهم تسلّحوا بالتّقوى (وإذا فُقدت التّقوى فالغلبة للأقوى) ولأنّ النّصر من عند الله يؤتيه من يشاء بصرف النّظر عن العتاد والعدّة والخبرة والتّجربة والتّموقع والمعنويّات…وإن كانت مطلوبة لتحقيق النّصر…

ولله العزّة…

إنّ معركة عين جالوت تجسيد عملي حيّ لقوله تعالى (ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين) ولقوله صلّى الله عليه وسلّم (من اعتزّ بغر الله ذلّ): فقد تمثّل قائد جيش المسلمين السلطان قطز في نفسه وقراراته وإجراءاته عزّة الإسلام وأنفة المسلمين وعلويّة الشّرع وهيبة الدّولة وذلك في مواقف مُشرّفة جديرة بالدّولة الإسلاميّة وبسلطان المسلمين، فكان نموذجًا للرجل المناسب في المكان المناسب لم يداهن ولم يهادن ولم يرض بأنصاف الحلول ولم يُعط الدّنيّة في دينه بل اتّخذ الهجوم ديدنًا ولم يكتف بالدّفاع واتّخذ العمل منهجًا ولم يكتف بالكلام وانتقل للعدوّ في أرضه ولم ينتظر حتّى يأتيه وبادره بالقتال قبل أن يهاجمه وطلب الشهادة فوُهب له النّصر ووُهبت له الحياة…أرسل إليه هولاكو خطابًا شديد اللّهجة لإرهابه وتيئيسه وإحباط عزائمه وإرغامه على تسليم مصر للمغول، وممّا جاء فيه (نحن لا نرحم من بكى ولا نرقّ لمن شكا وقد فتحنا البلاد وقتلنا معظم العباد فعليكم بالهرب وعلينا الطّلب فأي أرض تؤويكم وأي طريق تنجّيكم وأي بلاد تحميكم..؟؟ فمالكم من سيوفنا خلاص ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق وسهامنا خوارق وسيوفنا صواعق وقلوبنا كالجبال وعددنا كالرّمال، فالحصون عندنا لا تمنع والعساكر لقتالنا لا تنفع ودعاؤكم علينا لا يُسمع فأبشروا بالمذلّة والهوان) فماذا كان موقفه إزاء هذا الوعيد المزلزل المدعّم على أرض الواقع بالمذابح والفظائع: لقد تصرّف كرجل دولة مالك لسيادته وسلطانه مسكون بعزّة الإسلام: فعمد على خلع الملك المنصور عليّ بن المعزّ وكان صبيًّا لم يبلغ الحلم (يلعب بالحمام مع الخدم) وغير مؤهّل لقيادة البلاد في تلك الفترة الحرجة، واعتلى السّلطنة مكانه بمباركة العلماء والأمراء والعامّة ليضطلع بواجب جهاد التّتار… ثمّ اتّخذ قرار الحرب وصمّم على القتال مهما كلّفه الأمر ،وحتّى يضع الجميع أمام الأمر الواقع ويحبط نوايا المتخاذلين عمد إلى رُسُل هولاكو الأربعين فأعدمهم ومثّل بهم فشطر كلّ واحد منهم نصفين وجرّ أمعاءهم في الطّرقات وعلّق رؤوسهم على أبواب القاهرة في رسالة دمويّة تقطر عزّةً وكبرياءً وتحدّيًا وتهديدًا ووعيدًا… ثم أصرّ على مهاجمة المغول في عقر دارهم خارج مصر وتوغّل في مناطق نفوذهم حتى بلغ غزّة فبادأ حاميتها بالقتال واستعادها منهم ثم اتّجه شمالاً نحو معسكر التّتار الرّئيسي…ورغم أنّ موقع الجيش الإسلامي غير ملائم في عين جالوت إلاّ أنّ السلطان قطز بادر بالاشتباك مع الأعداء واضعًا جيشه في وضعيّة إمّا النّصر أو الشّهادة ممّا جعلهم يستميتون في القتال… وشنّ على المغول حرب إبادة وإفناء فهزمهم وقتل قائدهم المرعب (كتبغا نويان) وطارد فلولهم حتى قضى عليها، وكان أن احتمى بعضهم بمزرعة قصب فأمر بإضرام النّار فيها وأحرقهم أحياء وكانت نتيجة المعركة القضاء على كامل الجيش المغولي حتى أنّه أرسل أحد جنوده إلى دمشق ليزفّ خبر الهزيمة إلى الحامية المغولية…فأين هذه العزّة وهذا النّصر والتّمكين من مذلّة واستكانة وعمالة القرضايات ووكلاء الشركات الاستعمارية الذين يحكموننا هذه الأيّام…؟؟؟

التحالف المغولي الصليبي

لطالما حاول الغرب الاستعماري التنصّل والتبرّؤ من الغزو المغولي للعالم الإسلامي تفصّيًا من الجرائم والفظاعات التي اقتُرفت فيها، لكن هذه المغالطة تفنّدها الوقائع التّاريخية التي تؤكّد بما لا يدع مجالاً للشكّ أن تلك الهجمات تتنزّل في صميم الحروب الصّليبية: فكما تحالفوا مع النورمان في المغرب والأندلس للقضاء على الوجود الإسلامي فقد تحالف الصّليبيون في المشرق مع التّتار والمغول لتسخير قوّتهم المدمّرة لإسقاط دولة الخلافة والسيطرة على القدس…وقد اعترف الأسقف (دومسنيل) مدير البعثات التبشيريّة في روما في كتابه (الكنيسة والحملات الصليبيّة) بأنّ الغزو المغولي لبلاد الإسلام هو حملة صليبيّة نصرانيّة نسطوريّة بامتياز هلّل لها الغرب وطمع في الخلاص على يديها وتحقيق الهدف الذي أخفق هو في تحقيقه وأنّ الفظاعات المقترفة كانت بتعليمات الصليبيّين…وترجع فكرة الحلف الصّليبي المغولي لتدمير البلاد الإسلاميّة إلى لويس التاسع الذي عقد اتّفاقية عسكريّة مع المغول تنصّ على تبادل الأدوار بينهما في غزو المشرق على أن يتولّى المغول دخول العراق والقضاء على الخلافة العبّاسية فيما يتولّى الصّليبيون عزل مصر ومنعها من النّجدة، وقد ساروا في هذه الخطّة بشكل عملي أثناء حملة لويس التاسع على مصر لكنّهم فشلوا ،كما بادر ملك أرمينيا وأمراء الإفرنج ببلاد الشام وقبرص إلى عقد صفقة مع المغول تقوم على التعاون والتنسيق من أجل القضاء على المسلمين وتحرير القدس…وكانت سياسة الاستقطاب تتمثّل في تنصير الأطراف المؤثّرة ثمّ توظيفها في تحقيق الأهداف: وقد كان هولاكو نفسه نصرانيًّا نسطوريًّا وكذلك كان قائده الأكبر (كتبغا نويان)، كما كانت الأميرة (دوكس خاتون) زوجة هولاكو نصرانيّةً أيضًا… وقد لعبت دورًا أساسيًّا في توجيه الزحف المغولي نحو المشرق الإسلامي وتجنيب أوروبا خطره، وتدخّلت لاستثناء النّصارى بالعراق والشام من المذابح المغولية وتأمين أموالهم ولاستهداف مكتبة بغداد والقضاء على الثروة الفكرية والفقهيّة فيها…وقد واصل الكافر المستعمر هذه الأيّام سياسة توظيف الغير في حربه على الإسلام والمسلمين (الهند ـ الصّين ـ بورما ـ روسيا ـ الدّول الإفريقية…) بل وظّف المسلمين أنفسهم ممثّلين في الحكومات العميلة (تركيا ـ مصر ـ إيران ـ السعوديّة…)

قوّة العقيدة الإسلاميّة

إنّ أغرب المفارقات التي سُجّلت في تاريخ الحروب الصليبيّة تتمثّل في اعتناق المغول للإسلام بعد أن انتصروا على المسلمين وأسقطوا دولتهم وقتلوا خليفتهم وارتكبوا في حقّهم المذابح والفظاعات، بحيث أنّ القاعدة الخلدونيّة (المغلوب مولع أبدًا بالاقتداء بالغالب) قد انقلبت رأسًا على عقب، وإذا بالمغول المنتصرين على المسلمين عسكريًّا ينهزمون أمامهم عقائديًّا وحضاريًّا ويقتدون بهم ويعتنقون عقيدتهم في مفارقة عجيبة…وقد كانت بداية تأثّر المغول بالإسلام مع (بركة خان) ابن عمّ هولاكو وزعيم القبيلة الذهبيّة شمال بحر قزوين، فقد أسلم وتبعه أعداد كبيرة من قبيلته… وما إن وصلت أنباء نصر المسلمين المؤزّر في عين جالوت حتى دخلت القبيلة / الشعب برمّتها في الإسلام بل تحالف بركة خان مع ركن الدّين بيبرس ضدّ ابن عمّه هولاكو…ولم تسلم عائلة هولاكو نفسها من الإسلام حيث أسلم أخوه الأوسط ولمّا سمع الصليبيّون بذلك حرّضوه على العودة إلى بلاده لمحاربة أخيه… ثمّ فشا الإسلام شيئًا فشيئًا في فلول المغول المنهزمين وحملوه معهم إلى بلادهم أو إلى البلدان الأخرى التي غزوها مثل الهند حيث أسّسوا سلطنة مغول الهند  الإسلامية التي دامت أكثر من 5 قرون…وبذلك تحوّل الغزاة المغول إلى فاتحين وحملة دعوة وناشرين للإسلام وأُسقط في أيدي الصّليبييّن وارتدّ كيدهم إلى نحورهم… إلاّ أن الغرب الاستعماري استخلص من ذلك أثمن الدّروس: فالغزو العسكري لا يثمر ما لم يكن مصحوبًا بغزو فكري، لأنّ العقيدة الإسلاميّة لا تهزم بانهزام معتنقيها عسكريًّا بل تُهزم ويُقضى عليها بضرب أفكارها الأساسيّة وتحريفها وتطعيمها بأفكار غير منبثقة عنها…وعلى هذا الأساس غيّر الغرب النّصراني خططه إبّان حملته الصليبيّة الاستعماريّة على بلاد الإسلام مطلع القرن 19م: فقد سبقها غزو فكري مركّز وحركة استشراقية ركبت العقيدة الإسلاميّة نفسها لفرقعتها من الدّاخل، كما اعتمدت العناصر المحليّة لبث سمومها وتجنّبت ما أمكن لها الاحتكاك مع العنصر الإسلامي عبر الاستعمار غير المباشر حتى لا تتكرّر التجربة المغولية ونتائجها العكسيّة…

بسام فرحات

CATEGORIES
TAGS
Share This