قبلت سلطة ما بعد انتخابات 2019 ـ الديمقراطية ـ التثبيت على نفسها وعلى من سبقها في حكم البلاد منذ 2011، التهمة التي عيَرها بها ” طوني فارهايجان” ممثل البنك الدولي بتونس حين قررت وبصفة رسمية إجراء عملية تدقيق مفصل ومعمق حول مآل جملة من القروض التي تحصلت عليها تونس منذ سنة 2011 ، من البنك الدولي والمقدرة، بحوالي 15 مليار دينار تفسيرا لعدم وجود المشاريع التنموية التي أسندت من أجلها تلك القروض على أرض الواقع.
هدا الاتهام الذي أطلقه ممثل مؤسسة الإجرام ـ البنك الدولي ـ في بلادنا يذكرنا بتصريح لسفير الاتحاد الأوروبي بتونس باتريس برغاميني 21 أكتوبر الماضي حين منً على هذه السلطة بأن ذكرها أن تونس تحصلت منذ الثورة على قرابة 10 مليار أورو من البلدان الأوروبية وأن هذا المبلغ ضخم وأن تونس تكاد تكون الاستثناء الوحيد الذي تحصل على مساعدات أكثر من الوعود التي قدمت له. مضيفا ان بلدان الاتحاد الأوروبي ترغب في نجاح تونس وتريد مساعدتها لكن على التونسيين ان يختاروا طريقهم ويحددوا الخيارات الضرورية لإنقاذ بلدهم، ومذكرا إياهم أن خياراتهم الاقتصادية والمالية لتونس بعد الثورة ساهمت في مزيد تدهور الوضع الاقتصادي.
لقد بلغ البَهتُ بالمجرمين حدَ المجاهرة بهذا المَنِ الوقحِ من قِبل ممثل البنك الدولي أو من قِبَل سفير الاتحاد الأوروبي في بلادنا بأنهم أشفقوا على تونس الثورة وهي تعيد ترتيب بيتها بأن تكرموا عليها من فيض جودهم وتنازلوا لها عن شئ من قوت أطفالهم إلا أن الصبية عندنا عبثوا بهديتهم، وجاء هؤلاء يصلحون ما أفسده عبيدهم ويحملونهم جريرة ما اقترفوا ويقيمون عليهم الحجة لعل أهل البلاد يركنون إلى حلولهم إذا استبدلوا بهؤلاء الحكام غيرهم.
يا للغرابة!!! ألم يفخر رئيس بعثة البرلمان الأوروبي لمراقبة الانتخابات إمانيول موريل في تصريحه ليوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2019 حين قال أن دعم الإتحاد الأوروبي لتونس يكتسي صبغة إستراتيجية معتبرا أن مرافقهم لمسار الانتقال الديمقراطي يرسخ الوعي بأنهم يتقاسمون مع تونس “وحدة المصير” أكثر من مجرد مصالح وقيم مشتركة، معتبرا أن مجلس الشعب القادم بكل أعضائه الجدد مكلف بمتابعة مجموع الملاحظات التي جمعتها بعثة الاتحاد الأوروبي لرسم بقية المسار المتبقي من الانتقال الديمقراطي؟؟؟
ها إن رئيس بعثتكم لمراقبة الانتخابات مطمئن لما قطع من طريق التعاون الذي رسمتموه باعترافه الصارخ والصريح وأنكم أنتم الذين ترسمون بقية المسار المتبقي من الانتقال الديمقراطي.
أم أن خصلة الجحود متأصلة في طبعكم وأنتم قد حققتم، بأموالكم التي تعُدونها علينا اليوم، الأهداف التي رسمتموها حين تنازلتم عنها.
ــ ألم يكن الدستور المسخ الذي مهرتموه بسيل جارف من دماء أبناء تونس وعمدتموه بتثبيت إقصاء الإسلام عن الدولة والمجتمع، بدعم من صبيانكم من أبناء جلدتنا، هو بعض المقابل الذي رجوتموه من هذه الأموال؟؟؟
ــ أليست القوانين المدمرة لأسس المجتمع ونسيجه والعبث باقتصاده وماليته والتي حرصتم على استنباطها من دستوركم ذاك، بعض العوض الذي تحصلتم عليه؟؟؟
ــ ألم تتخم بطونكم من وافر الثروات التي نهبتها شركاتكم ومؤسساتكم المجرمة واستغلالكم لسواعد وعقول أبنائنا الذين استعبدتموهم بتواطئ ممن نصبتموهم حكاما علينا؟؟؟
ــ ألم تكن من شروطكم حين قدمتم هذه القروض أن لا توضع في مشاريع تساهم في تنمية البلاد وتعين على في الحد من طوابير العاطلين عن العمل
ــ ألم تكونوا أنتم المفسدون، حين فرضتم سياسة القروض على بلداننا والهبات المسمومة من الأموال، بتسليمها للفاسدين المرتشين الذين سممتم عقولهم بثقافتكم النتنة وربطتموهم بهيئاتكم ومؤسساتكم الربوية الظالمة؟؟؟
ــ هل كنتم حقا ترجون من هؤلاء الحكام النواطير أن ينموا بهذه الأموال البلاد ويسعدوا العباد فيقضون على هيمنتكم علينا ويقطعون يدكم المجرمة الماسكة برقابنا ويحققون لنا الكفاية والمنعة؟؟؟
اعلموا أنكم بفعالكم الخبيثة هذه، وقد غركم ذل هؤلاء الرويبضات أمامكم وقبولهم إعطاء الدنية في دينهم، أن هذا الزمن قد ولى وأن فجر أمة الإسلام آذن بالانبلاج ، وسوف لن تنسى ظلمكم لها ومكرم الذي مكرتموه بها…