مؤتمر الخلافة السنوي 2023: إنهيار دولة الحداثة ولا خلاص إلا بدولة الخلافة

مؤتمر الخلافة السنوي 2023: إنهيار دولة الحداثة ولا خلاص إلا بدولة الخلافة

في ظلّ الظّروف السّاخنة والاستثنائيّة التي تمرّ بها تونس والعالم، اختار حزب التحرير في ولاية تونس  أن يكون مؤتمر الخلافة الثاني عشر تحت عنوان: «انهيار دولة الحداثة ولا خلاص إلا بدولة الخلافة»، وتم بثّه ومتابعته على قناة الواقية وصفحة حزب التحرير على الفيسبوك، وذلك يوم السبت الخامس من شعبان 1444هـ، الموافق 25/02/2023 م مع الساعة 10:30 صباحا.

لقد جاء مؤتمر الخلافة في ظلّ انهيار تامّ لدولة الحداثة التي لم تورّث أهلها إلاّ الفقر والبؤس والشّقاء والفساد والمديونيّة والقبضة الأمنيّة وسوء الرّعاية، كما جاء المؤتمر والصّراع على أشدّه بين الرئيس وخصومه حول طبيعة النّظام السياسيّ والدستور المنظّم له، حيث تمّ حشر الشعب التونسي في ثنائيّة مقيتة: وذلك إمّا بالعودة للنّظام البرلمانيّ ودستور 2014 أو البقاء تحت نير النّظام الرئاسيّ ودستور 2022، مع استبعاد الحلّ الحقيقيّ والتّغيير الجذريّ الذي طالبت به الأمّة يوم أن صدحت حناجر الثائرين بإسقاط النظام والقطع مع المنظومة القديمة التي تنبع من مشكاة الأنظمة الدستورية الوضعيّة التي تحكم بغير ما أنزل الله، واستبدالها بحكم راشد يعبّر عن هويّة الأمة وينبثق من عقيدتها الإسلامية.

انعقد المؤتمر السنويّ للخلافة والعالم يتهيّأ لتغيير كونيّ، حيث تعمل أمريكا على قيادة التّغيير فيه، وهي في سبيل ذلك، تعمل على نشر النزاعات في العالم لاستنزاف الدول المنافسة لها حتى تستمرّ في التربّع على قيادة العالم ليرسو التّغيير في النّهاية، على شاطئها وبحسب أجندتها، وهي متّهمة بأنها تسعى لفرض سياسة القطب الأوحد على العالم، وهي تتّخذ من سياسة تقسيم الدول المنافسة، وبعث القوميات ونشر النزاعات البينيّة والداخليّة مخطّطا لإضعاف كلّ منافسيها، بالإضافة لدعمها اللاّمحدود لحكام البلاد الإسلامية في حربهم على الإسلام للحيلولة دون عودته للحكم والتّشريع في ظل دولته، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوّة.

لقد شارك في كلمات المؤتمر ثلّة من أهل الفكر والرّأي والخبراء من بلدان مختلفة، ليقدّموا الحلول الجذريّة والمعالجات الشرعيّة الكفيلة بإخراج تونس من مآزقها، بعيدا عن التجارب الفاشلة والمتمثّلة بتقديم الأمة التّضحيات العظام وقطف العلمانيّين لثمار تلك التّضحيات منذ هدم الخلافة إلى اليوم، ففشل دولة الحداثة والديمقراطية وتصدّع الرأسمالية، لا يعالجها تغيير الوجوه، و لا محاسبة بعض الفاسدين، ولا إجراء حوار يعدّونه وطنيّا بين فرقاء السياسة، وإنّما بتغيير النظام تغييرا جذريّا، وذلك باستئناف الحياة الإسلامية عن طريق إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لتحرير البلاد من كل الروابط الاستعمارية ورعاية شؤون الناس وفق أحكام الإسلام العظيم.

لذلك فإنّ هذا المؤتمر يعتبر بحقّ فرصة أمام حملة الدعوة في قادم الأيام، حيث إنّ تفاعل هذا المؤتمر وانعكاسه على مجريات الأحداث سيفتح آفاقا جديدة للدّعوة إلى الخلافة من خلال الاتّصال الحي بالأمة لتحميلها مشروع خلاصها ونهضتها، وإنّ حزب التحرير يستنفر طاقات المسلمين وأهل الفكر والرأي في ذكرى هدم الخلافة من أجل محو هذا العار الذي لحق بالمسلمين منذ هدم خلافتهم وقبولهم بالعيش تحت دويلات هزيلة، خاضعة، خانعة، تابعة، لا تملك أمرها ولا سلطان لها على ثرواتها، فالأمم الحيّة هي التي تحتفظ بأيّام العزّ لا بأيام الذلّ، ونحن إذ نذكّر المسلمين بهذه الذكرى الأليمة فلكي نمحوها لا لنخلّدها، وأملنا بالله كبير أن يستجيب لنصرتنا أهل القوة والمنعة لنجعل من تونس وشمال إفريقيا نقطة ارتكاز لدولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وما ذلك على الله بعزيز.

السبت الخامس من شعبان 1444هـ، الموافق 25/02/2023 م

CATEGORIES
Share This